زلزال مدمر يضرب ميانمار وتايلاند ويخلف آلاف الضحايا والمصابين

ضرب زلزال قوي وسط ميانمار اليوم الجمعة متسببًا في كارثة إنسانية واسعة حيث قتل 1002 شخص وأصيب 2376 بجروح.

أثر الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر أيضًا على مناطق في تايلاند حيث لا يزال العشرات عالقين تحت الأنقاض.

تأثرت البنية التحتية بشكل كبير حيث تصدّعت الطرقات في العاصمة نايبيداو. كما شعر بالهزة السكان في الصين، في حين تسببت قوة الزلزال بانهيار المباني في العديد من المناطق، مما زاد من عدد الضحايا والمصابين.

وقعت الكارثة نتيجة وقوع مركز الزلزال على بعد 16 كيلومترًا شمال غرب مدينة ساغاينغ على عمق 10 كيلومترات. وبعد 12 دقيقة فقط، ضرب زلزال آخر ميانمار بقوة 6.4 درجات مما زاد من الدمار وأدى إلى تفاقم الوضع.

أعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ في ست مناطق مختلفة ووجّهت نداءً للحصول على مساعدات إنسانية دولية عاجلة.

دعا رئيس المجلس العسكري الحاكم في ميانمار كل الدول والمنظمات إلى تقديم الدعم للمناطق المنكوبة والمساهمة في جهود الإغاثة.

هُرعت فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة وبدأت جهود إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض. في مدينة ماندالاي شمالي البلاد، وصف أحد المنقذين المشهد بأنه “هائل” وذكر أن أعداد الوفيات قد تتجاوز مئات الضحايا.

تحول أحد المستشفيات الرئيسية في العاصمة نايبيداو إلى مركز لاحتواء أعداد كبيرة من الجرحى والضحايا. ويعمل العاملون في القطاع الصحي في ظروف صعبة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة الطبيعية وسط ضغط كبير على النظام الصحي الذي يعاني من قلة الإمكانيات.

تواصلت الصدمة إلى العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث انهارت ناطحة سحاب قيد الإنشاء مكونة من 30 طابقًا، مما أدى إلى وفاة 3 عمال ومحاصرة 81 آخرين تحت الأنقاض. تم تعليق خدمات المترو والقطارات الخفيفة في المدينة، في حين هرع السكان إلى الشوارع خوفًا من الهزات الارتدادية.

تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لحظة انهيار المباني في بانكوك، مما أثار حالة من الذعر في المدينة. أعلنت الحكومة التايلاندية حالة الطوارئ في العاصمة لمواجهة تداعيات الزلزال.

دعت منظمة الصحة العالمية إلى تفعيل نظام إدارة الحالات الطارئة فورًا، بينما استنفرت مركزها اللوجستي في دبي لدعم المصابين. كما حثت منظمة أطباء بلا حدود على تسهيل وصول فرقها الطبية إلى المناطق الأكثر تضررًا.

شعرت أجزاء من جنوب غرب الصين بالهزة، خاصة في مقاطعة يونان حيث بلغت قوة الهزة 7.9 درجات. ووصفت السلطات الصينية الوضع بأنه يتطلب استعدادات إضافية تحسبًا لأي هزات مستقبلية.

عانت ميانمار من زلازل متكررة على مر العقود الماضية، إذ شهدت البلاد ستة زلازل قوية بين عامي 1930 و1956 نتيجة صدع ساغينج الذي يمر عبر وسط البلاد. الزلزال الذي ضرب البلاد اليوم يعتبر واحدًا من أقوى الكوارث التي واجهتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

سبق أن تعرضت البلاد في عام 2016 لزلزال قوي بقوة 6.8 درجات تسبب في انهيار أجزاء من معابد تاريخية في العاصمة القديمة باغان وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.