قلق أمريكي من زيارة بوتين المحتملة لكوريا الشمالية
قال مسؤولون كوريون جنوبيون إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يزور بيونغ يانغ لعقد اجتماعات مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الأسبوع المقبل.
وتثير تلك الزيارة قلق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مما يطرح تساؤلات عن بداية وتحسن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا في السنوات الأخيرة.
وحذر مسؤولان من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، الجمعة، من أن زيارة بوتين المحتملة قد تعزز العلاقات العسكرية بين البلدين، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وذكرت وزارة الخارجية في سيول أن نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي، كيم هونغ كيون، قال في اتصال هاتفي طارئ مع نظيره الأمريكي، كيرت كامبل، إن زيارة بوتين يجب ألا تؤدي لمزيد من التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو.
وتعهد كامبل، الذي يشارك كيم مخاوفه، بمواصلة التعاون لمعالجة زعزعة الاستقرار المحتملة في المنطقة ومواجهة التحديات الناجمة عن الزيارة.
وأكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن الجانبين اتفقا على الرد بحزم على استفزازات كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية، وعلى الأفعال التي تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
تاريخ العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية
ومع تزايد عزلة روسيا عن الغرب بسبب حربها في أوكرانيا، أصبحت لها أهمية متزايدة في كوريا الشمالية.
وتعود العلاقات بين البلدين إلى أيام الحرب الباردة، عندما تأسست كوريا الشمالية بدعم من الاتحاد السوفييتي.
وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت برودة نسبية في فترات لاحقة، إلا أن الحاجة الروسية لأصدقاء جدد أعادت الدفء للعلاقات مع بيونغ يانغ.
تحسين العلاقات في السنوات الأخيرة
بعد التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية في عام 2017، اتخذ كيم جونغ أون خطوات لإصلاح العلاقات مع موسكو، حيث التقى ببوتين لأول مرة في عام 2019.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات تعميقًا، مع زيارات متبادلة بين المسؤولين العسكريين والوفود المختلفة.
تأثير حرب أوكرانيا على العلاقة
ردت كوريا الشمالية بالدعم الشعبي لموسكو بعد الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022، وكانت واحدة من الدول القليلة التي اعترفت باستقلال المناطق الأوكرانية التي تطالب بها روسيا.
واتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بنقل أسلحة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا.
العلاقات الاقتصادية
استأنفت روسيا وكوريا الشمالية السفر بالقطار في عام 2022 لأول مرة منذ جائحة كوفيد-19، وتضمنت الشحنات النفطية.
كما ناقش المسؤولون الروس علناً “العمل على ترتيبات سياسية” لتوظيف آلاف العمال الكوريين الشماليين، على الرغم من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تحظر مثل هذه الترتيبات.
زيارة بوتين المحتملة
إذا تمت زيارة بوتين لكوريا الشمالية، فإنها قد تؤدي إلى تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
وتراقب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذه التطورات عن كثب، مع تعهد الجانبين بالرد بحزم على أي تصعيد للتوترات.