فلسطين

عملية تحرير الأسرى من غزة هل يمكن أن تكون بداية لتدخل أميركي أكبر في الحرب؟

مقطع فيديو صادم يكشف عن مروحية تنقل جنودًا من جيش الاحتلال مع إسرائيليين تم تحريرهم في غزة بواسطة عملية نهارية على الرصيف البحري. وفي الوقت نفسه، اُعيد فتح الرصيف المتضرر جراء العاصفة على شاطئ البحر المتوسط في غزة. هذا اليوم شهد أيضًا احتفال الإسرائيليين بتحرير أربعة من أسراهم، لكن الأمور تأخذ منعطفًا خطيرًا.

وفي السياق نفسه، صرح مسؤول أميركي سابق بأن الولايات المتحدة واجهت صعوبة في تقديم دعم كافٍ لعملية إنقاذ الإسرائيليين المحتجزين. ورغم الأفراح بالإفراج عن بعض المعتقلين، لا يزال القلق يحيط بمصير المحتجزين الآخرين في غزة.

هذه الأحداث أثارت استياءً واسعًا بين الفلسطينيين بعد استشهاد العديد منهم في الهجوم الذي تلا إطلاق سراح الأسرى. وفيما يتعلق بمشاركة الولايات المتحدة في الأمور، أثارت تصريحات مسؤولين أمريكيين تساؤلات حول تورطهم في الهجوم ودعمهم السري لإسرائيل.

إن مسألة استخدام الرصيف الجنوبي في عملية التحرير تبقى جزءًا من الجدل الواسع والشائك، حيث تؤكد القيادة المركزية الأميركية على عدم تورط “الرصيف الإنساني” في هذه العملية.

في النهاية، بينما تتوالى التطورات والتساؤلات حول هذه العملية، تبقى الولايات المتحدة وإسرائيل في مركز الاهتمام.


جهود تسوية الأسرى ومباحثات الهدنة: تعثر وتحديات مع واشنطن وحماس والاحتلال

جاءت جهود التسوية للأسرى في ظل تقدم غير ملموس للإتفاق بين واشنطن وحماس والاحتلال للتوصل لهدنة.

بدا أن مفاوضات الهدنة تواجه تعثرًا يوم الثلاثاء، بعد رد حماس على الاقتراح الأمريكي، وكان هناك خلاف متبادل على مضمون الرد.

وصرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوجود “تعديلات متعددة” من حماس على الاقتراح الذي قدمه بايدن في 31 مايو، مذكرًا بأن “جزءًا يمكن تنفيذه وجزءًا آخر لا”.

لكن أكّد أسامة حمدان، من كبار قادة حركة حماس، يوم الأربعاء أن الحركة لم تُطرح أفكارًا جديدة بخصوص توقف إطلاق النار.

وقد أكد مسؤولو حماس سابقًا رغبتهم في ضمانات بشأن اتفاق الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي وأقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين، لضمان عدم عودة الاحتلال للقتال فور الإفراج عن الأسرى كخطوة أولى.

وقال فرانك لوينشتاين، المبعوث الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد أوباما: “حجة إسرائيل دائمًا أنها لا تحتاج لهدنة لإطلاق سراح الأسرى، وقد تعزز عملية الإطلاق عزمها”.

بتوقف مباحثات التسوية، تواجه إدارة بايدن احتمالية الانزلاق نحو المشاركة المتزايدة في النزاع بغزة، المعروفة بلقب “مقديشو على البحر الأبيض المتوسط” من قبل بعض المسؤولين بالأمم المتحدة.

قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في مايو إن إسرائيل تتوقع استمرار الصراع بغزة لسبعة أشهر على الأقل.

وأشار لوينشتاين إلى أنه إذا فشلت إدارة بايدن في التوصل إلى هدنة، فسوف تضطر إلى التورط في الصراع بشكل أكبر ومعالجة الأوضاع الإنسانية.

وأضاف: “نحن بصدد فقدان السيطرة على التطورات في الصراع، ولذلك هل يجب مشاركتنا بشكل أعمق لمنع تفاقم الأمور تمامًا؟”

تعزيز استراتيجيات التجسس والاستخبارات: تأتي الإدارة الأمريكية بتحدٍ جديد

يرون المحللون والمسؤولون الأمريكيون السابقون أنه في حال استمرت الحرب، قد يصبح تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الاحتلال لتحديد مواقع الأسرى وتحريرهم عبر هجمات دامية مثل تلك التي حدثت في مخيم النصيرات أكثر انتشاراً.

ونقل موقع ميدل إيست آي في وقت سابق أن الولايات المتحدة زادت جهودها لمساعدة الاحتلال في العثور على زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وإبادته.

كما قد زادت الولايات المتحدة جهودها المثيرة للجدل في توزيع المساعدات على غزة، حيث أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية يوم السبت الذي شهد عملية النصيرات أنها قدمت 1.1 مليون رطل من المساعدات الإنسانية من الرصيف الذي بلغت تكلفته 230 مليون دولار.

وأعرب نقاد الرصيف عن اعتقادهم أنه يلهم انتباهاً عن الحاجة العاجلة لإعادة فتح الاحتلال للمعابر البرية إلى غزة.

واستجاب بايدن لما قيل عن مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في 31 أيار/مايو بتصريحات تلمح إلى تحقيق النصر للإحتلال قائلاً: “في هذه المرحلة، لم تعد حماس قادرة على تنفيذ هجوم 7 أكتوبر مرة أخرى”.

لكن يعتقد المحللون أن الولايات المتحدة، من خلال محاولتها لإقناع الاحتلال بذلك، قد تزيد ببساطة من تصميمه على مواصلة الحرب.

وقال أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة الاستشارات السياسية أوراسيا جروب: “يواصل الإسرائيليون البحث عن وسائل لإبلاغ إدارة بايدن أنها لا تقوم بما يكفي وأن هناك حاجة لبذل جهود إضافية، سواء من خلال التعاون الاستخباري أو الدعم العسكري”.

وأضاف: “تحقيق النصر للإحتلال هو ما تسعى له الإدارة في محاولتها لإنهاء هذه الحرب”.

وقال مسؤول أمريكي سابق مقرب من دوائر صنع القرار في إدارة بايدن أن الإدارة “لا تستطيع تجنب الانجراف بعمق أكبر في الصراع”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى