استنكار شعبي واسع بسبب حملات قطع أشجار الشوارع في مصر
تشهد مصر موجة من السخط والغضب الشعبي بسبب الحملات المكثفة لقطع الأشجار الخضراء في الشوارع والأحياء المختلفة، خاصة في العاصمة القاهرة. انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وتعليقات غاضبة تُظهر الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمساحات الخضراء نتيجة هذه الحملات، التي تبرر الحكومة إجراءها بهدف توسعة الطرق وإنشاء كباري جديدة لتخفيف الازدحام المروري.
أثارت حملات قطع الأشجار الخضراء في الشوارع غضب الكثير من المواطنين، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تُظهر حالة المناطق قبل وبعد القطع، مما أكد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمساحات الخضراء في المدن. وأوضح المواطنون أن هذه الحملات تأتي في إطار مساعي الحكومة لتوسعة الشوارع وإنشاء كباري جديدة، بهدف تخفيف الازدحام المروري، لكن ذلك يأتي على حساب تقليص المساحات الخضراء التي تؤدي دورًا مهمًا في تحسين البيئة والجو العام للمدن.
من جانبه، قال النائب محمد أحمد، عضو لجنة البيئة بمجلس النواب: “إن اللجنة ستتدخل للتحقيق في هذه الأزمة وتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذه الحملات المكثفة لقطع الأشجار، خاصة أنها تأتي في وقت يشهد فيه المناخ في مصر تغيرات كبيرة وتزايد ظاهرة الاحتباس الحراري”. وأضاف أنه سيتم استدعاء المسؤولين المعنيين لمناقشة الأمر والبحث عن حلول بديلة لتخفيف الازدحام دون المساس بالمساحات الخضراء.
غضب المواطنون مستنكرين قطع الأشجار.
انتشر غضب الجمهور على المنشورات، بسبب قطع الأشجار، لا سيما مع نشر صور توثق قطع أشجار لا تعيق حركة المرور أو تلحق ضرراً بالبيئة المحيطة.
قالت مارينا بشارا: “ما هذا الوضع مع قطع الأشجار من كل مكان؟ هل لديهم نية لتدمير بيئتنا هذا الصيف؟”
إدانة صريحة لظاهرة التشوية البصري في الشوارع العامة
إن قطع الأشجار في الأماكن العامة يشكل تشويهًا بصريًا مُرهقًا للمجتمع. وقد صدرت تصريحات قوية من المعنيين بهذه القضية، مؤكدين أن هذه الممارسات غير المسؤولة تُعد جريمة بحق كل مواطن وزائر في تلك الأماكن، وأن آثارها السلبية تمتد لتشمل نطاقًا أوسع.
ظاهرة التشوه البصري في الشوارع والساحات أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على جماليات المدينة وراحة المواطنين. وأضاف المتحدثون: “على من يشاهد هذا المنظر أن يتدخل بحزم لوقف هذا السلوك، وأن يواصل الحديث مع المسؤولين عن هذه المشكلة. كان من الأفضل لو تضافرت الجهود المجتمعية للتصدي لهذه الممارسات.”
برلمانيون ينتقدون الحكومة
أعربت عضو مجلس النواب مها عبد الناصر عن استنكارها لهذه الأفعال، وطالبت بإجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب قطع الأشجار وتقليص المساحات الخضراء بهذه الطريقة، وبيان الجهات المسؤولة.
كما تقدمت عبد الناصر بطلب إحاطة للحكومة حول تراجع المساحات الخضراء والقطع الجائر للأشجار، الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.
عدم مراعاة التوازن البيئي
محافظة القاهرة تفقد أكثر من 900 ألف متر مربع من المساحات الخضراء خلال 3 سنوات
كشفت عضو مجلس النواب المصري عن حقائق مقلقة حول تراجع المساحات الخضراء في محافظة القاهرة والبلاد ككل خلال السنوات القليلة الماضية. وفقا لتقارير وإحصاءات موثوقة، تم تدمير ما يقرب من 910 ألف متر مربع من المساحات الخضراء في محافظة القاهرة فقط بين عامي 2017 و2020. هذا التدهور الكبير في الغطاء النباتي له انعكاسات سلبية على البيئة وصحة المواطنين.
أوضحت العضو البرلمانية أن هذا التراجع في المساحات الخضراء ينطبق على مستوى البلاد ككل، حيث انخفضت المساحات الخضراء في مصر من 7.8 مليون متر مربع في عام 2017 إلى 6.9 مليون متر مربع فقط في عام 2020. هذا يمثل فقدان ما يقارب 900 ألف متر مربع من المساحات الخضراء على مستوى الجمهورية.
وأضافت قائلة: “إن هذا الانخفاض الحاد في المساحات الخضراء له تداعيات بيئية وصحية خطيرة. فالمساحات الخضراء لها دور حيوي في تنقية الهواء وامتصاص الغازات الضارة، والحفاظ على التوازن البيئي. كما أنها تساهم في تحسين الظروف المناخية وتخفيف حدة الموجات الحرارية في المدن. لذا فإن فقدان هذه المساحات يهدد صحة المواطنين ويؤثر سلبا على جودة الحياة”.
نصيب الفرد
ويمثل نصيب الفرد الواحد من المساحات الخضراء في مصر ما بين 17 سنتيمتراً إلى 39 سنتيمتراً في عام 2020 وذلك بأكثر المناطق خضرة، وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالأسس الصحية والعلمية التي يجب أن تتوافر لكل فرد في أي مدينة حول العالم.
وحددت رؤية الأمم المتحدة 2030 بأن نصيب الفرد من المسطحات الخضراء لا يجب أن يقل عن 15 متر مربع .
قطع الأشجار في مصر يثير غضب المواطنين وقلق المؤسسات البيئية
في خطوة أثارت استياء المواطنين المصريين والجهات البيئية، شهدت مختلف أنحاء الجمهورية عمليات قطع واسعة للأشجار وتقليص المساحات الخضراء دون إبداء مبررات واضحة. هذه الممارسات أطلقت موجة من الاستياء العام وقلق المؤسسات المعنية بالبيئة والتي طالبت بفتح تحقيق شامل في الأسباب والجهات المسؤولة عن هذه الخطوات.
أدانت الناشطة البيئية هدى عبد الناصر هذه الممارسات غير المسؤولة والتي تتناقض بشكل كبير مع المساعي الحكومية المعلنة لزيادة المساحات الخضراء والحفاظ على البيئة. وقالت عبد الناصر: “نحن بحاجة ماسة إلى تنفيذ حملات تخضير وتشجير فورية في مختلف أنحاء البلاد، إلى جانب حملات توعية للمواطنين حول أهمية الأشجار والمساحات الخضراء في تخفيف آثار التغير المناخي”.
وطالبت الجهات التنفيذية المعنية بإصدار تشريعات تجرم عمليات قطع الأشجار وتفرض عقوبات رادعة على المخالفين، بعيدًا عن أي مبررات أو ظروف.
وزيرة البيئة تدافع
وفي عام 2022 دافعت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، في لقاء لها مع بي بي سي عن عمليات “.إزالة الأشجار إذ قالت :” قطعها لتطوير الطرق أكثر فائدة من الإبقاء عليها”.
القانون يعاقب
قانون الرى الحديث يفرض عقوبات صارمة على جرائم إزالة الأشجار
في خطوة حاسمة لحماية البيئة والموارد الطبيعية في مصر، أقر قانون الرى والموارد المائية الجديد عقوبات صارمة على قطع الأشجار والنخيل في الأملاك العامة ذات الصلة بالموارد المائية. هذا الإجراء يأتي في ظل الجدل الواسع الذي أثير على وسائل التواصل الاجتماعي حول انتشار ظاهرة قطع الأشجار في مختلف أنحاء البلاد، والتي أثارت قلق المواطنين بشأن الآثار السلبية على البيئة وارتفاع درجات الحرارة.
وفقًا للقانون الجديد، سيتم معاقبة كل من يقوم بقطع أو قلع الأشجار والنخيل المزروعة في الأملاك العامة المرتبطة بالموارد المائية بغرامة تتراوح بين ألف جنيه إلى خمسة آلاف جنيه عن كل شجرة أو نخلة. هذه العقوبات الرادعة تهدف إلى وقف الاعتداءات على الأشجار والحفاظ على البيئة الخضراء في مصر.
وقال الدكتور محمد علي، رئيس هيئة الرى والموارد المائية: “إن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الدولة المستمرة لحماية الموارد الطبيعية ومكافحة التغيرات المناخية. نحن ملتزمون بتطبيق القانون بحزم لردع أي محاولات لتخريب الأشجار والنباتات التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي.”
من جانبه، أكد الدكتور أحمد الشريف، أستاذ علم البيئة بجامعة القاهرة: “إن قطع الأشجار له آثار سلبية خطيرة على البيئة، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التصحر وانخفاض مستويات الرطوبة. لذلك، فإن هذه العقوبات الصارمة ستسهم بشكل كبير في الحفاظ على الغطاء النباتي وتحسين المناخ في مصر.”