انتخابات إيران.. لماذا يفضل النظام رئيساً أصولياً؟
إيران: 6 مرشحين يفوزون بالموافقة على ترشحهم للرئاسة
أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، موافقتها على طلبات 6 مترشحين للانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها في 18 يونيو 2024 وجاءت هذه الموافقة بعد موافقة مجلس صيانة الدستور على طلبات ترشحهم.
وتشمل قائمة المرشحين المقبولين:
- محمد باقر قاليباف: رئيس مجلس الشورى الحالي.
- سعيد جليلي: الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام.
- علي رضا زاكاني: عمدة طهران.
- مسعود بزشكيان: نائب مدينة تبريز في البرلمان.
- مصطفى بور محمدي: وزير العدل الأسبق.
- أمير حسين قاضي زاده هاشمي: نائب برلماني سابق والرئيس المحافظ المتشدد لمؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى.
وكانت الانتخابات الرئاسية قد تم تحديدها في الأصل لعام 2025، لكن تم تعديل قانون الانتخابات في 21 مايو الماضي من قبل مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) لتُجرى بشكل استثنائي في 28 يونيو المقبل. وتأتي هذه الخطوة بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي توفي في 19 مايو بعد سقوط المروحية التي كان يستقلها خلال زيارة لمحافظة أذربيجان الشرقية.
وتُعَدّ هذه الانتخابات بمثابة فرصة جديدة للإيرانيين لاختيار رئيس جديد يقود البلاد في هذه الظروف الصعبة.
سمات خارطة المرشحين:
في ضوء المعلومات المتاحة حول عملية الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران خلال الأيام الأخيرة، يمكن استخلاص بعض الملاحظات الرئيسية، على النحو التالي:
هيمنة الأصولية على الانتخابات الرئاسية الإيرانية: خمسة مرشحين من أصل ستة ينتمون للتيار المحافظ
أثارت القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية في إيران مخاوف من هيمنة الأصولية على الساحة السياسية، حيث يبلغ عدد المرشحين المنتمين للتيار الأصولي خمسة من أصل ستة مرشحين مؤهلين لخوض الغمار الرئاسي. ويُعد هذا الأمر مؤشراً واضحاً على سيطرة هذا التيار على مقاليد السلطة في البلاد.
ويُذكر أن مسعود بزشكيان هو المرشح الوحيد من خارج التيار الأصولي، بينما ينتمي جميع المرشحين الآخرين إلى التيار المحافظ، وذلك مع غياب أي مرشح ليبرالي في هذه الانتخابات.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن أغلبية المرشحين ينتمون إلى “جبهة بايداري” أي “جبهة الصمود”، وهي أحد أكثر الأحزاب الأصولية تشدداً، وصاحبة النسبة الأعلى في الاستحواذ على المقاعد البرلمانية التي أُجريت في مطلع مارس 2024. وكانت “جبهة بايداري” قد تنافست مع رئيس المجلس الحالي محمد باقر قاليباف، قبل أن يفوز الأخير برئاسة البرلمان.
وتُثير هذه النتائج تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في إيران، في ظل هيمنة الأصوليين على الساحة السياسية وغياب أي فرصة للمعارضة أو التيارات الليبرالية في المشاركة في عملية الانتخابات.
مجلس صيانة الدستور يستبعد أغلب المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين من انتخابات الرئاسة الإيرانية
أعلن مجلس صيانة الدستور، الهيئة المسؤولة عن النظر في أهلية المرشحين للانتخابات الرئاسية، استبعاد أغلب الوجوه الإصلاحية والمعتدلة من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد شملت قائمة المستبعدين شخصيات بارزة مثل رئيس مجلس الشورى الأسبق علي لاريجاني، ونائب الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، إسحاق جاهنجيري، ومحافظ البنك المركزي السابق عبد الناصر همتي، ووزير النقل في حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، مهرداد بذرباش، ووزير الثقافة في نفس الحكومة محمد مهدي إسماعيلي، وغيرهم.
ويُذكر أن مجلس صيانة الدستور، الذي يتكون من 12 عضواً، نصفهم يختارهم المرشد الأعلى، ونصفهم الآخر يختارهم رئيس مجلس القضاء الذي يُعيّنه المرشد أيضاً، ويرأسه الأصولي المتشدد أحمد جنتي منذ عام 1992، يُعرف بتمسكه بالمبادئ الأصولية، ما أدى إلى استبعاد العديد من الشخصيات الإصلاحية والمعتدلة من الترشح للانتخابات في السابق.
وقد تكرر استبعاد شخصيات مثل الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد من الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو ما حدث من قبل في انتخابات 2017 و2021.
“إنّ استبعاد هذه الأسماء يُمثّل ضربة قوية للمعارضة الإصلاحية، ويُقلّل من فرصها في التأثير على نتيجة الانتخابات.”
“من المرجح أن يؤثر هذا الاستبعاد بشكل كبير على مجريات الانتخابات، ويزيد من فرص فوز المرشحين المحسوبين على التيار الأصولي.”
تسعة نساء يتقدمن للترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية: هل تشهد إيران تحولًا سياسيًا؟
شهدت إيران هذا العام حدثًا تاريخيًا مع تقدم تسع نساء للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو 2024.
من أبرز هؤلاء المرشحات النائبة السابقة زهرة إلهيان، المعروفة بمواقفها المتشددة، والتي دعت للتعامل العنيف مع الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر 2022.
وقد أثارت مشاركة هذه النساء جدلاً واسعًا، حيث يُشير بعض المراقبين إلى إمكانية أن يكون ذلك إشارة إلى تغييرات سياسية محتملة في إيران.
قالت النائبة السابقة أعظم طالقاني، التي ترشحت للانتخابات الرئاسية في الماضي، “إن مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية تُعبر عن تطور في المجتمع الإيراني، وتُظهر التزام النظام بالمساواة بين الجنسين”.
وعلى الرغم من أن إلهيان قد انسحبت من السباق قبل إعلان النتائج النهائية، إلا أن ذلك لا يمنع من اعتبار مشاركتها في الانتخابات علامة على التغيير المحتمل في الخطاب السياسي الإيراني.
يُذكر أن الدستور الإيراني لا ينص صراحة على منع النساء من الترشح للانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، فإن مجلس صيانة الدستور قد رفض ترشح النساء في السابق، معتمدًا على تفسير المادة 115 من الدستور والتي تنص على أن يكون المرشح للرئاسة من “الرجال السياسيين”.
ويظل المستقبل السياسي لإيران غامضًا، لكن مشاركة هذا العدد الكبير من النساء في الانتخابات الرئاسية الحالية تُثير التساؤلات حول دور المرأة في النظام السياسي الإيراني، وعن إمكانية أن تشهد إيران تحولًا سياسيًا في السنوات القادمة.
شخصية “الظل” تخرج إلى النور: ترشح الجنرال وحيد حقانيان يثير ضجة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
أثار ترشح الجنرال وحيد حقانيان للانتخابات الرئاسية الإيرانية موجة من الدهشة والتساؤلات، خاصة وأن حقانيان يُعرف بكونه “رجل الظل” بالنسبة للمرشد الإيراني علي خامنئي.
فحقانيان، الذي يعتبر من الشخصيات القوية داخل النظام الإيراني، كان يشغل منصب المدير التنفيذي للشؤون الخاصة لمكتب المرشد الأعلى “بيت رهبري”. وكان يلازمه في أغلب المناسبات، بل إنه حمل مرسوم الرئاسة بعد انتخابات 2005 و2013، سلمه للمرشد الأعلى الذي سلمه بدوره للرئيس الجديد، وهو أمر غير مألوف في البرتوكول الإيراني.
وتربط حقانيان صلات وثيقة بنجل المرشد الأعلى مجتبى خامنئي، الذي يعتبر المرشح الأوفر حظاً لخلافة والده. كما كانت تربطه علاقات قوية بقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني وقيادات الصف الأول من الحرس الثوري، ما يجعل ظهوره بمثابة “خروج من الطبقة السابعة والأخيرة من دماغ النظام، إلى القشرة الأولى والظاهرة”.
ورغم تحفظ قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني على ترشح أي من المقربين منه، بما في ذلك نجله أحمد الخميني، لمنصب رئاسة الوزراء في عهد الرئيس الأول لإيران أبو الحسن بني صدر، إلا أن النظام الحالي ربما يكون قد سمح بترشح حقانيان كنوع من التمهيد لأن يشغل في مرحلة لاحقة، مناصب ومهام أخرى “في العلن”.
“ترشح حقانيان يمثل تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الإيراني، ويعكس رغبة النظام في إدخال شخصيات قوية جديدة إلى واجهة السلطة.
إنّ حقانيان يمتلك نفوذاً واسعاً داخل النظام، وترشحه قد يدل على رغبة المرشد الأعلى في التأكيد على سيطرته على الانتخابات وإدخال “رجاله” إلى المشهد السياسي.”
انخفاض غير مسبوق في عدد المتقدمين للترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة
شهدت الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة انخفاضًا ملحوظًا في عدد المتقدمين للترشح، حيث قدم 80 مرشحًا فقط أوراقهم، مقارنةً بـ 529 مرشحًا في انتخابات 2021.
يشير هذا الانخفاض إلى حالة من عدم الاستعداد للانتخابات التي جاءت بشكل مفاجئ، عقب الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي. كما يعكس مخاوف أبرز الشخصيات، ولا سيما من المعتدلين والإصلاحيين، من أن يتم استبعادهم من الترشح من جانب مجلس صيانة الدستور، كما حدث في غير مرة من قبل.
يذكر أن انتخابات 2017 شهدت تقدم 1636 مرشحًا، بينما قدم 686 مرشحًا أوراقهم في انتخابات 2013.
“هذا الانخفاض الكبير في عدد المتقدمين للترشح يعكس حالة من عدم الثقة لدى العديد من المواطنين في العملية الانتخابية، مما يدعو إلى إعادة النظر في الإجراءات التي يتم اتخاذها لضمان نزاهة ونزاهة الانتخابات”.
تداعيات محتملة: نسبة مشاركة منخفضة متوقعة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
في ضوء التغييرات الأخيرة في المشهد السياسي الإيراني، يُرجح أن تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة نسبة مشاركة شعبية متدنية. ويُعزى هذا التوقع إلى عدة عوامل، من بينها نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات السابقة، بالإضافة إلى تقارب موعد الانتخابات مع انتخابات مجلسيْ الشورى وخبراء القيادة.
انخفاض نسبة المشاركة:
أشارت الانتخابات الرئاسية عام 2021 إلى نسبة مشاركة منخفضة، حيث بلغت 49% فقط. كما شهدت انتخابات مجلسيْ الشورى وخبراء القيادة، التي أُجريت في مارس الماضي، مشاركة ضعيفة أيضًا، حيث لم تتجاوز 41%.
تأثير توالي الانتخابات:
يُؤثر تنظيم الانتخابات المتتالية في فترات زمنية قصيرة على نسبة المشاركة الشعبية. فقد أظهرت الدراسات أن المشاركة تنخفض بشكل ملحوظ في هذه الحالات، مما قد يؤثر بشكل سلبي على نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
الانتخابات المنفصلة:
تُجرى الانتخابات الرئاسية القادمة بشكل منفصل عن الانتخابات المحلية، على عكس الممارسات السابقة التي اعتمدت على تنظيمها بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية لضمان مشاركة واسعة.
الاستنتاجات:
من المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة في إيران نسبة مشاركة منخفضة بشكل ملحوظ، وهذا ما قد يُؤثر على النتائج النهائية وعلى المشهد السياسي في البلاد بشكل عام.
فوز رئيس ينتمي للتيار الأصولي: حصر المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران في أيدي المحافظين
أكد المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، على ضرورة أن يكون الرئيس القادم “مُؤمناً بأسس ومبادئ الثورة” و”يستكمل ما بدأه الرئيس رئيسي” وذلك في خطاب ألقاه في اليوم الأخير من تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية.
وقد تأكدت توقعات العديد من المراقبين بخصوص حصر المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران في أيدي المحافظين.
وقد أدت تصريحات خامنئي إلى حصر المنافسة في الانتخابات الرئاسية بين مرشحين أصوليين. وقد تراجعت الوجوه المعتدلة والإصلاحية من السباق الانتخابي، باستثناء مسعود بزشكيان.
وقد أثار هذا الأمر قلقًا كبيرًا لدى الكثير من المراقبين، حيث يخشون من أن تكون الانتخابات مجرد واجهة لضمان فوز مرشح أصولي.
وفي سياق متصل، أكد بعض الخبراء أن الانتخابات السابقة في إيران كانت تُجرى تحت ظل ضغط قوي من السلطة العليا، وأن هذه الانتخابات لن تكون مختلفة عن سابقاتها.
تُذكر أن الانتخابات الرئاسية في إيران ستُجرى في 18 يونيو 2024.
نبذة عن المرشحين:
- سعيد جليلي: يُعد جليلي من أبرز الوجوه المتشددة في التيار الأصولي.
- محمد باقر قاليباف: يُعتبر قاليباف من أبرز شخصيات التيار الأصولي الجديد.
- مصطفى بور محمدي: يُعد بور محمدي أصوليًا سابقًا ويمتلك ميلًا إلى الاعتدال في بعض المواقف.
اتساع الشرخ داخل البيت الأصولي: قتال على قيادة البرلمان يُكشف عن انقسامات جديدة
يشهد المشهد السياسي الإيراني اتساعًا ملحوظًا في الشرخ بين التيارات الأصولية المتنافسة، وقد تجلى ذلك بشكل واضح خلال انتخابات مجلس الشورى الأخيرة. وُضعت “جبهة بايداري” ، المعروفة بكونها الجناح المتشدد، في مواجهة ما يُعرف بالأصوليين الجدد، الذين يمثلهم رئيس مجلس الشورى الحالي والمرشح الرئاسي محمد باقر قاليباف.
وتُظهر عملية اختيار رئيس مجلس الشورى، التي تبرز التنافس بين “جبهة بايداري” و “الأصوليين الجدد” بشكل واضح، تُظهر طبيعة هذا الصراع. يُرى أن هذا التنافس هو أكثر من مجرد صراع على منصب رئاسة مجلس الشورى، بل هو انعكاس لخلافات عميقة داخل البيت الأصولي حول مستقبل السياسة الإيرانية على الضفة الخارجية للمشهد السياسي.
يُذكر أن “جبهة بايداري” تُعرف بالتشدد والتزامها بالخط الأيديولوجي للمرشد الأعلى للمذهب الشيعي علي خامنئي. من جهة أخرى، “الأصوليين الجدد” يحاولون إدخال بعض التغييرات في السياسات المتعلقة بالاقتصاد والسياسة الخارجية، مع الإبقاء على الخطوط الحمراء العقائدية للمذهب.
قال مراقب سياسي طلب عدم ذكر اسمه: “تُظهر هذه التنافسات بوضوح أن البيت الأصولي لم يُعد وحيدًا في وجه النظام السياسي الإيراني. يُحاول كل جناح من الجناحين تقديم نفسه كأكثر كفاءة في قيادة البلاد، وهذا يعكس ضعفًا في المنظومة الأصولية”.
ستُؤثر نتائج هذه التنافسات بشكل كبير على مستقبل السياسة الإيرانية. فمن المحتمل أن تُشكل هذه التنافسات تحديات جديدة للنظام الإيراني، وفتح بابًا للمزيد من الاختلاف والانقسام داخل البيت الأصولي.
قبلة حياة للتيار الإصلاحي: ترشح مسعود بزشكيان يفتح آفاقًا جديدة
أثار ترشح مسعود بزشكيان، طبيب القلب ونائب مدينة تبريز، ضجة كبيرة في الساحة السياسية الإيرانية، حيث يُنظر إليه كـ “قبلة حياة” للتيار الإصلاحي.
يُعدّ بزشكيان، من أصول تركية كردية، رمزًا للوحدة والتنوع الثقافي في إيران. ويرى مراقبون سياسيون أن ترشحه “يجسد مبادئ الإصلاح والتغيير والتنوع الذي يمثله التيار الإصلاحي”.
وتزداد أهمية ترشح بزشكيان، خاصةً بعد إعلان جبهة الإصلاحات عن مشاركتها في الانتخابات ودعمها لترشحه. وتُشير التقارير إلى أن بزشكيان قد يحظى بدعم قوي من جانب الأقليات في إيران، والتي تمثل نسبة كبيرة من الشعب الإيراني، مثل الأذريين الذين يُشكلون حوالي 20% من السكان.
يُعَدّ هذا الدعم الواسع نقطة تحول كبيرة للإصلاحيين و تُمكنهم من المنافسة بشكل حقيقي للأصوليين في الانتخابات.
ويؤكد مراقبون سياسيون على أهمية ترشح بزشكيان في إعادة إحياء روح التغيير والتجديد في الساحة السياسية الإيرانية.
عن مسعود بزشكيان:
مسعود بزشكيان طبيب قلب معروف في مدينة تبريز. يُعَدّ من المؤثرين في مجتمعه و يُعرف بمواقفه الإصلاحية و حرصه على دعم حقوق المواطنين.
من الجدير بالذكر أن الرئيس السابق محمد خاتمي أعلن مشاركته في الانتخابات في حال لم يستبعد مجلس صيانة الدستور مرشح الإصلاحيين. صحيح أن هذه الانتخابات لم تشهد ترشح أسماء إصلاحية ومعتدلة ذات ثقل لأسباب تتعلق بالتخوف من استبعاد مجلس صيانة الدستور كما حدث مع حسن روحاني أو الاستبعاد الفعلي كما حدث مع لاريجاني، إلا أنها شهدت تقدم عدد من الشخصيات الإصلاحية والمعتدلة من الصف الثاني مثل محمد رضا عارف ومصطفى كواكيبان ومحمد شريعتمداري وغيرهم. وهذا يعني وجود محاولات من جانب المعتدلين والإصلاحيين للعودة إلى المشهد. لكن لا ينفي ذلك أن فرص الإصلاحيين ما زالت ضعيفة بالنظر إلى عدم إعلان التيار -بشكل كامل- عن دعمه لبزشكيان حتى الآن، بخلاف بعض الأحزاب التي أعلنت ذلك بشكل منفرد مثل حزب مردم سالاري (الحزب الديمقراطي). بل انتقد بعض أعضاء جبهة الإصلاح أداء بزشكيان بعد مناظراته التلفزيونية الأولى.
إيران على أعتاب انتخابات رئاسية مثيرة: هل تتجه البلاد نحو المزيد من التشدد؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران، تتصاعد التكهنات حول هوية الرئيس المقبل، وما إذا كان سيتبع خطى سلفه إبراهيم رئيسي، الذي غيّبته المنية فجأة، تاركاً خلفه فراغًا كبيرًا في بنية النظام الإيراني.
وتُشير جميع الدلائل إلى أن نظام ولاية الفقيه يسعى جاهدًا لتعيين رئيس أصولي جديد يحافظ على خطه السياسي المميز، والذي يُنظر إليه من قبل النظام كأداة لتأمين بقاءه وفرض سيطرته في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران.
فمن الداخل، تُواجه إيران تحديات هائلة تتمثل في اختيار المرشد الثالث خلفًا للآية الله خامنئي، وهو ملف مُؤجل قد يؤدي إلى تغيير جذري في بنية النظام السياسي نفسه.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، تتواجه إيران مع ملفات حساسة تتطلب مهارات سياسية ودبلوماسية متقدمة، بدءًا من المفاوضات النووية المتعثرة، مروراً بالتصعيد مع إسرائيل والعداوات المباشرة، وانتهاءً بالعلاقات المتذبذبة مع دول الجوار، والتي تسعى إيران لتحسينها.
ويبدو أن نظام ولاية الفقيه يرى أن “الرئيس الأصولي” هو الخيار الأمثل لمواجهة هذه التحديات. فهو يضمن بقاء سيطرة النظام، ويضمن استمرار سياسته الداخلية والخارجية دون انحراف، ويقلل من احتمالية التغيير السياسي الجذري.
ونُقل عن مصدر مطلع قوله: “إن النظام الإيراني يرغب في اختيار رئيس يتماهى مع البنية العميقة، ويُشاركها نفس الرؤية، ويُنفذ إرادتها دون تردد أو تنازل، وهو ما دفعهم لاختيار إبراهيم رئيسي في المرة الأولى.”
وتضيف مصادر أخرى: “إنّ انتخاب رئيس أصولي جديد سيكون بمثابة تأكيد على سعي النظام لتحقيق أهدافه على حساب الشعب الإيراني، وسيؤدي إلى مزيد من القمع والاضطهاد الداخلي، بينما سيبقى على نفس نهج التصعيد في السياسة الخارجية.”