مقالات ورأى

عبدالجبار سلمان: “مذبحة تهامة” انتهاكات الحوثيين وصمت المجتمع الدولي

كانت غارة قوات التحالف التي أستهدفت موكب القيادي الحوثي صالح الصماد في الحديدة بتاريخ 19 إبريل 2018، صيداً وهدفاً ثميناً لقوات التحالف.

ولكن المفاجىء هو إنه سرعان ما أعلن الحوثيون عن مقتل الصماد قبل أن يعلن التحالف عن نتيجة الغارة الجوية، هذا الأمر الذي يدعم رواية وصول حالة الصراع والقتال الداخلي بين قيادات الحوثي إلى مستويات التصفية وتسريب الإحداثيات من أجل الوصول للسلطة.

ومن أجل تغطية الصراعات الداخلية في صفوف قيادات الحوثي، إستخدم الحوثيون البسطاء كباش فداء وأعلنوا عن القبض على عشرة أشخاص من أبناء تهامة تحت ذريعة تقديم إحداثيات أدت لمقتل الصماد.

وتحت طائلة التعذيب الوحشي اللاإنساني والمعاملة القاسية السيئة توفى أحدهم داخل السجن بينما أصيب آخر قاصر بالشلل نتيجة التعذيب، وبعد محاكمة صورية غير قانونية تفتقر لأدنى معايير العدالة حيث لم يتمكن المتهمون أو محاموهم من تقديم أي دفاع خلال جلسات المحاكمة كما منعوا من المقابلة الأخيرة لأسرهم ومارسوا ضدهم أساليب مختلفة للتعذيب النفسي والبدني طوال فترة سجنهم.

وفي يوم السبت 18 سبتمبر 2021 حدثت مذبحة التحرير حيث تم إعدام تسعة أشخاص بينهم قاصر، وصاحب هذه الجريمة استنفار أمني وحراسات مشددة وبحضور قيادات حوثية لمشاهدة مذبحة أبناء تهامة.

وبعد جريمتهم النكراء رددوا صرخاتهم الخمينية ورقصوا على جثث الضحايا المظلومين.

هذه الجريمة إرتكبت لتكون ذريعة لإغلاق ملف سبب قلقاً للحوثي، فكان هؤلاء الأبرياء ضحية لصراعاتهم الداخلية حول السيطرة والنفوذ وليس لهؤلاء علاقة بمقتل الصماد.

هذه المذبحة التي هزت الشعب اليمني وخصوصاً منطقة تهامة التي يمارس عليها الحوثيون إنتهاكات يلاحظ عليها الغطرسة العنصرية الطبقية التي لاتمارس في أي منطقة آخرى في اليمن، حيث عانت تهامة منذ عهد الإمامة من الممارسات العنصرية الطائفية والمذهبية والتهميش.

ولكن بالمقابل كانت هناك معارضة ومقاومة شرسة ضد الإمامين كسرت شوكتهم في منطقة تهامة وأثرت عليهم سلباً حتى يومنا هذا.

وبعد عامين ونصف لازالت تهامة هي الحلقة الأضعف لإيصال رسائل الترهيب والتهديد ولإستعراض القوة للأصوات المعارضة للحوثيين.

وفي مايو 2024 تم القبض على نحو 11 مدني من منطقة تهامة حيث تم إتهامهم بالعمل في كيان استخباراتي يطلق عليه عناصر قوة 400 ووجهت إليهم تهم رصد مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر ومواقع الزوارق المسلحة ورفع إحداثياتها للقوات الاسرائلية الأميركية والبريطانية.

وبعد إستخدام وسائل القوة والتعذيب إعترف المقبوض عليهم تحت الإكراه وتم نشر مشاهد و إدلاء إعترافات بالصوت والصورة للرأي العام لتكوين صورة سلبية عنهم بأنهم خونة وعملاء لدول العدوان.

يتضح لجميع من شاهد الإعترافات بأن المتهمين مجرد بسطاء ضعفاء من عامة الشعب وأن جميعهم من منطقة تهامة بينما المطلوبين للعدالة من مناطق مختلفة من اليمن !

وأن الحوثيين يسعون جاهدين بكل الوسائل الإرهابية الإجرامية لإسكات الأصوات المدنية الحرة وإخضاعها وإتهامها بالعمالة والجاسوسية، وإصدار أحكام إعدام بحق الرافضين لمشروعهم الإنقلابي الطائفي الكهنوتي.

أن ممارسات وإنتهاكات كثيرة حدثت وتحدث بحق أبناء تهامة من قصف وإجراءات تعسفية وتشريد وتهجير وإعتقال وإعدام وإذلال وإخفاء قسري ونهب للثروات والسيطرة على موانئها وشواطئها ومواردها وخيراتها وغيرها من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإجرامية بشكل متعمد ضد منطقة تهامة.

السؤال هنا هل سيتم تنفيذ الإعدام وتكرار مذبحة التحرير بحق المدانين التهاميين ؟

هل سوف تصمت الشرعية اليمنية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي ضد هذه المجازر والمشاهد الدموية التي يمارسها الحوثي في تهامة ؟

لماذا دوماً يتعرض أبناء تهامة لأقصى العقوبات دون غيرهم من مناطق اليمن الأخرى ؟ وأخيراً هل أبناء تهامة يتحملون جزءً من المسؤولية مقابل صمتهم المتكرر وعدم إبداء أي ردة فعل ضد ممارسات الحوثيين عليهم ؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى