حزب الوفد أمام اختبار مصيري والقلق يسيطر على أجواءه الداخلية

في خطوة مثيرة للجدل تلقي بظلالها على المشهد السياسي قررت الهيئة العليا لحزب الوفد برئاسة الدكتور عبدالسند يمامة عقد جلسة حاسمة في السادس والعشرين من أكتوبر الحالي لتعيين رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس النواب
هذه الجلسة تأتي في وقت يعاني فيه الحزب من تحديات داخلية وخارجية تهدد استقراره ووجوده في الساحة السياسية
تسود أجواء من القلق والجدل بين الأعضاء حول جدوى هذه الانتخابات ومدى قدرتها على تعزيز وحدة الحزب في ظل الانقسامات المتزايدة والتوترات الداخلية التي تنشأ نتيجة الصراعات الشخصية والطموحات السياسية لبعض الأعضاء
إضافة إلى غموض موقفهم من السياسات الحكومية الحالية وما يتطلبه ذلك من توجهات جديدة قد تزعزع التوافق الداخلي
وعلى صعيد آخر قررت الهيئة العليا مد عمل لجنة التنظيم المركزية حتى يناير من العام المقبل مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا القرار ومدى تأثيره على العمليات التنظيمية داخل الحزب
فقد اعتبرت العديد من المصادر أن هذه الخطوة تعكس الفشل في إدارة الأمور التنظيمية وعدم القدرة على تقديم خطة واضحة تعيد للحزب مكانته السياسية
كما تم الإعلان عن إعادة تشكيل لجنة التنظيم المركزية في موعدها السنوي وفق نص اللائحة وهو ما يفتح المجال أمام تحليلات متعددة حول من سيكون الأعضاء الجدد
وما إذا كانوا سيتمكنون من إحداث تغييرات جذرية أم سيستمرون في نهج أسلافهم الذين انتُقدوا بشدة على مر السنوات
أضف إلى ذلك أنه تم عرض الميزانية الخاصة بالحزب في الجلسة السابقة وهو أمر يؤشر إلى ضرورة شفافية أكبر حول كيفية إدارة الموارد المالية في وقت يعاني فيه الحزب من نقص التمويل والتحديات الاقتصادية التي تؤثر على الأحزاب السياسية بصفة عامة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ستلبي الميزانية توقعات الأعضاء أم ستزيد من حدة الانتقادات الداخلية
المكتب التنفيذي برئاسة الدكتور عبدالسند يمامة سبق هذه الجلسة بتحديد جدول أعمال يتضمن بندين رئيسيين الأول هو إعادة تشكيل لجنة التنظيم المركزية والثاني عرض الميزانية
ويعكس هذا التوجه رغبة قيادات الحزب في معالجة القضايا الملحة وإن كان ذلك يبدو كمسكنات لأزمات أكبر تعصف به
ووسط هذه التطورات يتصاعد الجدل حول القدرة الحقيقية لحزب الوفد على استعادة بريقه التاريخي ومكانته المرموقة في الحياة السياسية المصرية
حيث يُعتبر الحزب أحد أقدم الأحزاب في البلاد لكنه اليوم يواجه صراعات وجودية تتطلب قرارات جريئة وإصلاحات عميقة تعيد الثقة بين قياداته وأعضائه
تتزايد الأصوات المنادية بإصلاحات هيكلية داخل الحزب تهدف إلى تصحيح المسار وتعزيز الفعالية السياسية ففي ظل الظروف الحالية بات من الضروري النظر إلى المستقبل بواقعية والاعتراف بأن التحديات تتطلب استجابة سريعة وجريئة
وفي خضم هذه الأجواء المشحونة يأتي انعقاد الجلسة القادمة ليثير توقعات عديدة حول ما قد يسفر عنه من تغييرات
وإن كانت هذه التغييرات ستؤدي إلى تحسن حقيقي في الأداء السياسي أم ستظل مجرد إجراءات شكلية لا تحمل أي قيمة فعلية على الأرض
وختاماً يبقى حزب الوفد أمام اختبار مصيري يتطلب منه تقديم رؤية جديدة واستراتيجية واضحة تعيد للحزب مكانته وسط الأحزاب الأخرى
وتضمن له القدرة على المنافسة الفعالة في الساحة السياسية أو أنه سيتجه نحو المزيد من الانقسامات والتشتت الذي قد ينهي رحلته التاريخية التي استمرت لعقود
في ظل هذه الأوضاع الحرجة يبقى الرهان على قدرة الحزب على النهوض من جديد واستعادة ثقة الشعب به عبر خطوات جريئة وشفافة تمحو آثار الفشل وتعيد بناء الصورة الإيجابية للحزب الذي عرفناه كأحد الأركان الأساسية في الحياة السياسية المصرية
إذا لم يحدث ذلك ستبقى الأمور متأزمة وستستمر الشكوك حول مستقبل الحزب مما قد يؤدي إلى فقدانه لمكانته التاريخية ويجعله عرضة للمزيد من الانقسامات والتحديات الداخلية التي تعصف به من كل اتجاه