تقارير

كشف الحقيقة: مراجعة ماضي مصر التاريخي

يثير مصطلح “الحضارة المفقودة” جدلا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث تختلف الآراء بين داعمي النظريات العلمية والجهات الرسمية، وبين من يرون ضرورة للتفكير في ما تناقلته الأجيال حول الحضارات المختلفة وتفنيد الشبهات.

وعن مصطلح “الحضارة المفقودة” والذي ليس جديدًا على العلماء والمهتمين بالفرضيات غير الشائعة هو العالم روبرت شوش يعتقد في كتابه “حضارة مفقودة” الذي صدر عام 2012 بأن هناك حضارة قديمة قبل حوالي 6 آلاف سنة قبل الميلاد، وربما تمتد إلى 10 إلى 12 ألف سنة.

الجدل حول الحضارة المفقودة يثير تساؤلات حول العصر المصري القديم

ويعتقد أن هذه الحضارة كانت مختلفة تماما عما يعتقده العلماء، ويشير إلى وجهة نظر الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز الذي وصف حياة الإنسان في تلك الحضارة بأنها كانت “منعزلة وفقيرة وقذرة ووحشية”

ويشير شوش أيضا إلى أن الحضارة المصرية تعود إلى نهاية العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 12 ألف سنة، ويستند إلى بعض البيانات التي جمعها في منطقة هضبة الأهرام ومنطقة شانلي أورفا في تركيا.

عالم يدعي اكتشاف الحضارة المفقودة” في مصر

ورأى الباحث أن فرضيته لا تنفي وجود حضارة أخرى في مصر بين 5 آلاف و6 آلاف عام قبل الميلاد، وذلك بسبب دمار الحضارة السابقة بسبب الأحداث الطبيعية.

ويشير إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة تسببت في تآكل تمثال أبو الهول العظيم.

كما يشير إلى أن هذا الوقت كان مليئًا بالزلازل والنشاط البركاني بسبب نهاية العصر الجليدي الأخير وانفجار شمسي كبير.

ويشير أيضًا إلى فرضية وجود حضارة مفقودة قبل الحضارة البابلية والمصرية القديمة، استنادًا إلى اكتشافات آثار قديمة في موقع غوبكلي تبه في جنوب تركيا، الذي يتميز بأعمدته الحجرية الضخمة بشكل حرف T، وقد تم تقدير عمره بحوالي 11 ألف و500 عام.

ماضي مصر القديم: كشف تاريخ خفي ؟

فالحضارة المصرية من أهم الحضارات في العالم القديم ومن أقدم الحضارات التي دونت تاريخها.

وتاريخ الحضارة المصرية ينقسم إلى قسمين رئيسيين. القسم الأول هو عصر ما قبل التاريخ حيث بدأ استقرار الإنسان المصري في وادي النيل في عام 6000 قبل الميلاد تقريباً.

وفي هذه الفترة، عرف المصريون الزراعة واستأنسوا الحيوانات وتقدمت الحضارة المصرية.

كشف أسرار مصر القديمة: رحلة عبر الزمن

وتأسست دولتين في هذا العصر وهما الدلتا والصعيد، وفي عام 3100 قبل الميلاد توحدت هاتين الدولتين في دولة واحدة في عهد مينا موحد القطرين.

والقسم الثاني هو العصر التاريخي لمصر حيث عرف المصريون الكتابة وظهرت فيه ثلاث دول وثلاثون أسرة ملكية.

وتتضمن الحضارة المصرية القديمة أربعة عصور رئيسية، وهي: العصر العتيق الذي يضم الأسرتين الأولى والثانية، والتي شهدت إقرار الوحدة السياسية وتأسيس الحضارة المصرية على أسس قوية.

ومن بين ملوك هذا العصر نينا وديمون من الأسرة الأولى، وحوتب سخموى وبرايب سن من الأسرة الثانية.

والعصر القديم يضم الأسر الملكية من الثالثة حتى السادسة، ويتميز بالأمن الداخلي وتقدم مصر في العلوم المختلفة.

ومن بين ملوك هذا العصر زوسر الذي بنى الهرم الأكبر وخفرع ومنكاورع وأوناس. العصر الوسطى يضم الأسرة الحادية عشر حتى الرابعة عشر، وكانت فترة ذهبية لمصر من الناحية السياسية.

والعصر الحديث يضم الأسرات من 18 إلى 20، وشهد توسع مصر في الأراضي المجاورة وبناء المعابد الشهيرة.

وفي هذا العصر حدث انقلاب ديني بعبادة قرص الشمس، وتم جعل تل العمارنة عاصمة لمصر. وفي نهاية العصر الحديث تعرضت مصر لفترة من الضعف والاضمحلال قبل أن تستعيد قوتها وتطرد الغزاة.

إعادة التفكير في الماضي: الاكتشافات الجديدة تتحدى النظرة التقليدية لمصر القديمة

وتاريخ الحضارة المصرية يشهد على عظمتها من خلال العديد من الآثار والرموز التي تعكس عظمة المصريين القدماء.

ومن بين هذه الرموز الهامة أهرامات الجيزة، وهي ثلاثة أهرامات بنيت في عهد الأسرة الرابعة وتعتبر من عجائب الدنيا السبعة. أهرم خوفو هو الأكبر والأقدم منها.

ومعبد أبو سمبل يعتبر رمزًا فنيًا يحكي قصص المصريين القدماء ويبرز براعتهم في الهندسة والفلك والحساب.

ومسلة سنوسرت هي معلم أثري مهم يعود لعهد الملك سنوسرت الأول وتم بناؤها لتخليد ذكرى جعل أراضي الفيوم أراضٍ زراعية.

وقصر اللابرنت هو معبد يضم 12 بهواً و300 حجرة ويحتوي على ضريح للملك امنمحات الثالث وأحزمة التماسيح المقدسة.

وتمثال أبو الهول الذي يقع في الجيزة وهو تمثال منحوت من الحجر الجيري وهو تمثال يجمع بين رأس إنسان وجسد أسد ويقع في هضبة الأهرامات في الجيزة . وتم تحطيم أنف التمثال خلال حملة نابليون بونابرت على مصر.

وكذلك تاريخ مصر القديمة يعج بالملوك الذين ساهموا في بناء حضارتها العظيمة، ومن بين هؤلاء الملوك العظماء زوسر الذي بنى هرم سقارة المدرج، وخوفو الذي بنى هرم الجيزة الشهير، وخفرع الذي بنى الهرم الثاني في الجيزة.

ومن بعدهم جاء أخناتون وتوت عنخ آمون وأوناس وخنم آمون حتشبسوت ورمسيس الثاني، الذين تركوا بصماتهم البارزة في تاريخ مصر العظيم.

وهناك عدة نقاط مهمة، حيث أكد الباحث المصري عبد الله زكي أن عمر البشر في القارة الأفريقية ومصر يمتد لآلاف السنين، وليس فقط 12 ألف عام.

وكما أشار إلى أن الإنسان نشأ في القارة الأفريقية وانتشر في الأرض عبر نهر النيل والبحر الأحمر.

وأشار إلى دراسة أجريت في منطقة الصحراء تشمل مصر وتشاد وليبيا والسودان، وأظهرت أن البشر هاجروا بشكل جماعي من منطقة حوض وادي النيل إلى الصحراء بعد تحسن الظروف المناخية.

وهناك لغز محيط بتمثال أبو الهول، حيث تختلف الآراء حول عمره ووظيفته، وهل كان يمثل إلهًا أم كان جزءًا من حضارة مفقودة. وأيضًا فرضية ارتباط حزام الجبار أوريون ببناء الأهرامات، وكيفية تحول الطاقة داخل الأهرامات.

وأخيرًا، الجدل الحالي حول وظيفة الأهرامات وكيفية بنائها، حيث تم تقديم فرضية بأنها كانت محطات لتوليد الطاقة بدلاً من مقابر للملوك. ورغم وجود اعتراضات على هذه الفرضية، إلا أنها ما زالت تثير الجدل والاهتمام.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى