عمار علي حسن: استمرار مدبولي في منصبه يعتبر إنكار الاعتراف بخطأ المسار
قال الدكتور عمار علي حسن، الكاتب والروائي، إن استمرار د. مصطفى مدبولي في منصب رئيس الوزراء يعكس ثلاث قضايا جوهرية لا يمكن التقليل من خطورتها أو آثارها السلبية:
إنكار المسار الخاطئ:
أشار د. عمار علي حسن إلى أن استمرار مدبولي في منصبه هو نتيجة لإنكار مزمن لخطأ المسار الذي سلكته البلاد خلال السنوات العشر الماضية. وأوضح أن بقاء مدبولي يعني إصرار السلطة على المضي في نفس الطريق، ورفض كل الأصوات التي تنصح بالتوقف وإعادة التقييم والتحسس لموضع الأقدام، واختيار مسار أنجع ينقذ البلاد من التوجه نحو الهاوية.
الفصل بين السياسة والاقتصاد:
أكد د. عمار علي حسن أن استمرار مدبولي يعكس رؤية السلطة التي تفصل بين السياسة والاقتصاد، وهي رؤية خاطئة وخطيرة. وقال إن السلطة، لو كانت تعي أهمية السياسة، لكانت ستختار رئيس وزراء له خبرة سياسية ويدرك تأثير السياسة على الاقتصاد.
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تعيشها مصر تعود إلى غياب السياسة بمعناها الشامل، حيث يتم تقييد المجال العام، وتغيب المشاركة الشعبية الحقيقية، ولا يُمثل الشعب في صنع القرار، ويُرفض التعددية، ولا يوجد أفق لتداول السلطة.
وأضاف أن الفصل بين السياسة والاقتصاد هو خطأ جسيم، يدفع المصريون ثمنه الباهظ الآن، واستمرار مدبولي يعني الحفاظ على هذا الانفصال الضار بين المجالين.
الانفصال عن نبض الشارع:
ذكر د. عمار علي حسن أن العهود السابقة كانت تشهد تغييرات في رئاسة الحكومة استجابةً لنبض الشارع، حيث كان يُتوقع من رئيس الجمهورية تغيير رئيس الحكومة لتخفيف الاحتقان أو البحث عن سياسات وإدارة جديدة. وأوضح أن هذا التغيير كان يُعطي الشعب إيحاءً بأن رأيه يؤخذ في الاعتبار ولو جزئيًا، مما يحفظ له قدرًا ضئيلًا من الاقتدار السياسي.
وأضاف أن استمرار مدبولي يعكس تجاهل هذا النهج، مما يزيد من شعور الشعب بالتجاهل والاستمتاع بتغييبه وسحقه.
وأكد د. عمار علي حسن في ختام حديثه أن هذه القضايا الثلاث تمثل تحديات خطيرة تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، داعيًا إلى إعادة النظر في النهج الحالي واختيار مسار يعكس تطلعات الشعب ويأخذ في الاعتبار التحديات الاقتصادية والسياسية المتشابكة.