حوارات وتحقيقات

تحقيق يكشف الدور الخفي للإمارات في تزويد ميليشيات الدعم السريع بمسيرات هجومية في السودان

كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تفاصيل تزويد الإمارات ميليشيات قوات الدع السريع في السودان بطائرات مسيرات هجومية ما دفع إلى تأجيج الصراع الداخلي في البلاد والمتسمر منذ أكثر من عام.

وقالت التحقيق إن الطائرات المسيرة أجنبية الصنع صارت اللاعب الأبرز في الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ غيرت مسار الحرب على الأرض منذ ظهورها أواخر العام الماضي.

ووثق تحقيق بي بي سي نيوز عربي امتلاك الجيش السوداني نوعين على الأقل من المسيرات الإيرانية، فضلا عن مسيرات انتحارية، استخدمها خلال الحرب.

في المقابل، حصلت قوات الدعم السريع على مسيرات تجارية معدلة لتتمكن من إلقاء القذائف. واتهم خبراء تحدثوا لبي بي سي دولة الإمارات بإمداد الدعم السريع بهده المسيرات عبر جسر جوي مخصص لنقل السلاح.

وفي التحقيق، حللت بي بي سي نيوز عربي عشرات المقاطع المصورة، ووثقت الأسلحة والمسيرات الجديدة التي حصل عليها طرفا الصراع منذ بداية الحرب، وكيفية وصولها إلى السودان، وكيفية تغييرها لمسار الحرب.

حرب السماء والأرض: الجيش يواجه تحديات جديدة

في خضم “حرب السماء والأرض” التي تشهدها البلاد، يواجه الجيش تحديات جديدة ومعارك حاسمة تحدد مسار المواجهة الحالية. من المجموعة الآن مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسات، سليمان بلدو، يعبر عن رؤيته حول تطوّرات هذه الحرب.

وفي تصريحاته، أكد بلدو أن سلاح الطيران لا يمكن أن يحدث تفوقًا عسكريًا في مواجهة القوة الأرضية الخفيفة والسريعة في تنقّلها. كانت قوات الدعم السريع بمثابة القوات الأرضية للجيش، مما جعلها تتصدر المشهد بعد فرضية الحرب، وبقيت القوات المسلحة في وضع دفاعي لفترة طويلة نتيجة لعدم توفر القوات المقاتلة على الأرض.

تضافرت هذه الأحداث لترسم خريطة سيطرة مختلفة بين السماء والأرض، حيث حافظ الجيش على مواقع محدودة في الخرطوم، في حين سيطرت قوات الدعم السريع على معظم أراضي العاصمة بالإضافة إلى إقليم دافور.

يظل الوضع متقلبًا ومثيرًا مع استمرار تطورات الحرب والعمليات العسكرية، ويبقى الجيش وقوات الدعم السريع مواجهين لاختبارات صعبة تحدد مستقبل البلاد.

تسجيل استخدام الجيش السوداني للمُسيَّرات الإيرانية في الحرب وتحليل خبير يكشف عن الحقائق المدهشة


أظهر تقرير حصري من بي بي سي نيوز عربي كيف قام الجيش السوداني باستخدام مُسيّرات إيرانية في حروبه ضد قوات الدعم السريع، مما أثار تساؤلات حول دور الأسلحة الحديثة في التوترات الإقليمية.

وفي ضوء الحادثة المثيرة للجدل التي وقعت في السابع من يناير/كانون الثاني 2024، حيث تم إسقاط مسيرة شرقي الخرطوم، تبين عند تحليل فم زوينينبيرج، خبير الطائرات المسيّرة، ورئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في مؤسسة PAX For Peace، أن الأجزاء المعثور عليها تتوافق مع المواصفات المعروفة لمهاجر 6 الإيرانية.

تعليق رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في مؤسسة PAX For Peace:
“هذا التحليل يكشف عن تورط مُسيّرات إيرانية في الصراعات الإقليمية ويشكل إشارة لأهمية متابعة استخدامها وأثرها على الأمن الإقليمي.”

وبخبرة طويلة في مجال الطائرات المسيّرة، اكتشف فيم آخرى من نوع مهاجر 6 على مدرج الطائرات في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، مما يزيد من التوترات المتصاعدة في المنطقة.

تمنح هذه المسيرات أفضلية للجيش السوداني وفقا لفيم، إذ يقول لبي بي سي: “يملك الجيش السوداني عددا أكبر من المسيرات لأنه يحصل على دعم من إيران. لذلك هو في وضع أفضل الآن، ونرى تأثير ذلك بالفعل في عملياته العسكرية”.

كما أن مسيرات مهاجر 6 أكثر فاعلية من الطائرات الحربية التقليدية، بحسب فيم “هذه المسيرات فعالة للغاية لأنها تستطيع تحديد الأهداف بدقة ولا تتطلب إلا أسبوعين من التدريب، بعكس طائرات حربية أخرى تحتاج إلى خطوط إمداد وصيانة وتدريب أكبر”.

بعد ثلاثة أسابيع من إسقاط مهاجر 6، أُسقطت مسيرة أخرى تابعة للجيش، على أيدي قوات الدعم السريع، تسمى زاجل 3، وهي نسخة مصنعة محليا في السودان، من المسيرة الإيرانية أبابيل 3.

يتطابق حطامها أيضا مع مواصفات المسيرة التي يبلغ طولها 4.5 أمتار، وعرضها 6.5 أمتار.

تعرف فيم على نسخة أخرى من زاجل 3، التقطت الأقمار الصناعية صورة لها في الخامس من مارس/آذار 2024، في قاعدة وادي سيدنا العسكرية التابعة للجيش، وتقع في مدينة أم درمان غربي العاصمة.

تتطابق مواصفاتها أيضا مع زاجل 3، من حيث الطول، وعرض الأجنحة وشكل الذيل.

كانت مسيرات زاجل 3 تستخدم في السودان منذ سنوات. لكن أول استخدام لها في إطار الحرب كان في يناير/ كانون الثاني الماضي، أي بعد نحو 8 أشهر على بدايتها.

من وجهة نظر فيم، يعد استخدام المسيرة في الآونة الأخيرة “مؤشرا على دعم إيراني نشط للجيش السوداني، من خلال توفير الصيانة لتلك المسيرات” ويقول: “إذا كانت تلك المسيرات مزودة بقذائف موجهة، فهذا يعني أن مصدرها إيران لأن تلك القذائف لا تُنتج في السودان”.

طائرات مسيرة انتحارية بتقنية FPV تحلق في سماء السودان

المسيرات الإيرانية لا تحلق وحدها في سماء السودان. فقبل أسابيع من استخدامها، كان الجيش السوداني يطلق مسيرات انتحارية، تعمل بتقنية FPV أو ما يعرف بطائرات “رؤية الشخص الأول”.

يتم التحكم فيها عبر نظارات خاصة تشبه نظارات الواقع الافتراضي، وجهاز تحكم صغير محمول في اليد.

يبلغ وزنها نحو كيلوغرام واحد، ولديها القدرة على الطيران لمسافات قصيرة وارتفاعات منخفضة، وهي قادرة على تتبع الهدف، والارتطام به مباشرة.

اكتشاف مسيرات انتحارية غير عسكرية بيد الدعم السريع

تم الكشف عن استخدام مسيرات انتحارية مصنوعة من مكونات تجارية بواسطة الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى استخدام تكتيكات جديدة وغير تقليدية في التصدي لأهداف تابعة للجيش في شرق وشمال السودان.

وفقًا لشهادة فيم زوينينبيرج، تُظهر هذه الاكتشافات أن المسيرات “بعيدة المدى، رصد استخدامها ضد أهداف تابعة للجيش السوداني خلف الخطوط الأمامية بمسافة بعيدة عن مناطق القتال الأساسية”.

يعتبر التزود بمسيرات مصنوعة من مكونات تجارية مؤشرًا قويًا على محاولة إخفاء هوية الجهة الداعمة لقوات الدعم السريع بالسلاح، مما يشير إلى تهرب محتمل من المساءلة والاستحواذ على ساحة الصراع بطريقة ملتوية.

لا يزال الكثير غامضًا حول غموض هذه الاستراتيجيات الجديدة المعروضة بوضوح، لكنها تثير تساؤلات كثيرة حول المستقبل والتحديات التي تواجهها قوات الأمن.


الإمارات تعزز تقديم الدعم السريع للمساعدة في مناطق الصراع الدولية بالمسيرات والقذائف.

استنادًا إلى تقارير ومقاطع الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف خبير الأسلحة في منظمة العفو الدولية، بريان كاستنر، عن اتهامه لدولة الإمارات بتزويد الدعم السريع بمسيرات وقذائف صنعت في صربيا ودخلت مناطق الصراع الدولية.

وفي وقت مبكر خلال الحرب، كانت القوات الإماراتية تملك مسيرات من طراز كواد كابتر، التي تستطيع إلقاء قذائف هاون عيار 120 ملم، والتي تُعتبر في معظم الأحيان قاصرة. وعثر الجيش على صناديق تحوي هذه القذائف، مما يدل على تورط الإمارات في تزويد الدعم السريع بها.

وصرح كاستنر قائلاً: “الإمارات زودت حلفائها بنوع معين من المسيرات والقذائف في مناطق صراعية أخرى منها إثيوبيا واليمن، والتي تمتاز بحمل علامات صربية”. وأضاف قائلاً: “لقد عثرنا على صناديق هذه القذائف في مناطق مختلفة في السودان، تفيد بوارداتها من الإمارات، وتشير التحقيقات إلى أنها وصلت حديثًا وبشكل غير قانوني”.

تثير هذه التصريحات تساؤلات كبيرة حول دور الإمارات في تسليح القوات في مناطق الصراع الدولية والتورط في نشر العنف. يأتي هذا التقرير في سياق تزايد الضغوط للكشف عن جهات التوريد والتمويل للأسلحة في مناطق الصراع.

اكتشاف مضادات الطيران المتطورة: قوات الدعم السريع تحيّد سلاح الجو الخطير

منذ ظهور أولى مضادات الطيران المتطورة من قبل قوات الدعم السريع، والتي تم استخدامها بشكل غير مسبوق ضد السلاح الجوي، تنبه العالم لخطورة الوضع. سجلت تلك اللقطات المصورة في مارس/ آذار 2024، تجاوزاً للتوقعات في استخدام منظومة FN-16 للدفاع الجوي المحمولة على الكتف بكفاءة هائلة.

وفي تعليقه على هذا الحدث، صرح الباحث مات شرودر، المتخصص بالمضادات الجوية المحمولة على الكتف في منظمة Small Arms، بأن “استخدام هذه المنظومة من قبل مجموعة مسلحة يمثل خطراً كبيراً، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقويض قدرة الطيران على العمل بشكل كبير”.

وفي سياق متصل، شهدت المنظمة تحديد 4 منظومات دفاع جوي أخرى بيد قوات الدعم السريع، مما أثار مخاوف شرودر حيال احتمال استخدامها خارج نطاق سيطرة الحكومات. يعد هذا التنوع المسلح “غير معتاد حتى بالنسبة للجماعات الجيشية المتقدمة” بحسب تعبيره.

من جانب آخر، فقد اشترى الجيش السوداني واحدة فقط من هذه المنظومات، وهيFN-6، ويُعتقد أن باقي الأسلحة تمّ اقتناؤها بواسطة قوات الدعم السريع من مصادر خارجية.

على الرغم من أهمية هذه التطورات العسكرية، يظل السؤال الأهم حول كيفية التصدي لاستخدامات هذه المنظومات في غير الأغراض المخصصة. تحذيرات شرودر تجاه احتمالية استخدام الجماعات الإرهابية لهذه التقنيات تجاه الطائرات التجارية تشير إلى انتشار هذا المخاطر إلى ما بعد الصراعات المحلية.

حظر دولي على واردات الأسلحة يثير التوترات في السودان

في عام 2005، أقر مجلس الأمن الدولي حظرًا على توريد السلاح إلى الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في دارفور، نتيجة للصراع الذي اندلع بين القبائل غير العربية والحكومة السودانية بدعم من القوات العربية المعروفة باسم الجنويد، والتي تحوّلت فيما بعد إلى قوات الدعم السريع.

وفي رد فعل حاد، أشار بريان كاستنر، خبير الأسلحة في منظمة العفو الدولية، إلى أن “الأطراف المتحاربة في السودان تتجاهلان حظر تصدير الأسلحة بشكل واضح. لقد شهدنا ذلك بوضوح خلال السنوات الأخيرة. ينبغي على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته وينظر بجدية إلى الوضع في السودان، خاصة مع اقتراب المجاعة وزيادة عدد الضحايا والنازحين، وعليه تطبيق حظر يشمل كل أنحاء السودان دون تأخير”.


اكتشاف رحلات غامضة لنقل الأسلحة: لقاء طائرة Qeshm Fars Air بقادة الجيش السوداني في بورتسودان

تكشف الأقمار الصناعية عمليات نقل غامضة للسلاح: رحلات طائرة Qeshm Fars Air بين إيران والسودان

في حادثة غامضة هزت الساحة الإقليمية، تم اكتشاف سلسلة رحلات طائرة بوينج 747 تابعة لشركة Qeshm Fars Air التابعة لإيران، حيث انطلقت من مطار بندر عباس الإيراني باتجاه البحر الأحمر، قبل أن تختفي عن الأجهزة الرادارية.

في سياق مثير آخر، رصدت الأقمار الصناعية نفس الطائرة في مطار بورتسودان بجمهورية السودان، حيث يتواجد قادة الجيش ووزراء الحكومة، ما أثار تساؤلات حول محتوى الشحنات وغموض الغرض من هذه الرحلات.

خلال فترة قصيرة، تكررت هذه الرحلات لخمس مرات، وصلت ذروتها في يناير 2024، مع تزامنها مع توثيق استخدام المسيرات الإيرانية في نفس الشهر، مما أثار اهتمام الأوساط الدولية وأثار تساؤلات حول الغرض من هذه العمليات.

وفي هذا الإطار، تواجه شركة Qeshm Fars Air اتهامات متزايدة بنقل السلاح والمقاتلين في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا، ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية عليها.

من ناحية أخرى، كان للسودان تاريخ عسكري طويل مع إيران قبل تعليق العلاقات في عام 2016، حيث كانت هناك تعاون في مجال الصناعات العسكرية وصنع الأسلحة المحلية بناء على نماذج إيرانية، كما يشير خبراء.

“تاريخيا، كانت هناك علاقة تعاون قوية بين السودان وإيران، خاصة في مجال الصناعات العسكرية. نحن بحاجة إلى فهم أعمق للتفاصيل الخاصة بهذه الرحلات ومحتوياتها”، صرّح سليمان بلدو، مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسات.

وفي وقت لاحق، استعادت حكومة السودان علاقاتها مع إيران خلال سياق الظروف الحالية. حيث يُذكر أن كلا البلدين يحاولان تحقيق أهدافهما الاستراتيجية من هذه التعاون، وفي هذا الإطار أشار بلدو: “إيران تسعى لتعزيز تواجدها في المنطقة من خلال توفير مدخل استراتيجي، وقد تقدم بعروض أكثر تطوراً إذا وجدت تنازلات استراتيجية تلبي مصالحها”.

الشركة المعنية:

شركة Qeshm Fars Air هي شركة طيران إيرانية تواجه تهمًا بنقل السلاح والمقاتلين في الشرق الأوسط. تأسست الشركة في عام 1993 وتقدم خدماتها بجودة عالية وبمعايير عالمية. تعتبر Qeshm Fars Air من بين الشركات المعروفة في قطاع الطيران بسبب خدماتها الممتازة والموثوقة.

طرق جديدة لإمداد الدعم السريع

في تقرير جديد قدم لمجلس الأمن على بداية العام الحالي، كشفت الأمم المتحدة عن ثلاث طرق رئيسية لإمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى. إلا أن المفاجأة جاءت من اتهام دولة الإمارات بدورها في هذه العمليات، من خلال إقامة جسر جوي يتألف من نحو عشر طائرات بين أبو ظبي وتشاد.

وفقًا لهذا التقرير، يبدأ المسار من مطار أبو ظبي في الإمارات، يمر بمطاري نيروبي وكامبالا، قبل أن يتوجه إلى مطار أم جرس في تشاد، على مقربة من الحدود الغربية للسودان، حيث يقول الخبراء إنه يتم نقل الأسلحة لقوات الدعم السريع.

وعن هذه التطورات، صرحت الشركة المعنية: “إننا نأسف لأي ادعاءات تتعلق بتوريدنا للأسلحة عبر جسور جوية غير مشروعة. نحن نلتزم بالتعاون مع الجهات المختصة وبتحقيق مستقل يكشف الحقيقة ونؤكد على احترامنا للقوانين والأنظمة الدولية.”

تعد دولتنا شركة رائدة في قطاع توريد الأسلحة والدعم اللوجستي، حيث نلتزم بأعلى معايير الشفافية والقوانين الدولية. تتبنى شركتنا سياسة مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع العالمي، وتعمل جاهدة على الإسهام في السلام والاستقرار عالميًا.


تقرير الأمم المتحدة يكشف عن تورط دولة الإمارات بنقل الأسلحة إلى السودان عبر تشاد

يقول تقرير الأمم المتحدة إن لهذه الادعاءات ما يدعمها.


الجدير بالذكر أن هذا الجسر الجوي الذي يبدأ من الإمارات تجاوز حدود الاعتيادي ليستمر حتى نهاية عام 2023، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه العمليات. خلال الربع الأول من عام 2024، رصدت تتبعات حركة الطائرة Ilyushin 76 EX-76003 حيث أجرت 7 رحلات جوية على الأقل باتجاه تشاد تحمل شحنات مجهولة المحتوى.

وفيما يعلّق على هذه الاتهامات، يقول سليمان بلدو: “لدى الإمارات مصالح اقتصادية في السودان كذلك، وتسعى إلى ترسيخ تواجدها في المنطقة. من الواضح أن دعم الجماعات العسكرية يعكس مصالحها الشخصية بدلًا من رغبتها في تحقيق الاستقرار والسلام”.

ويضيف: “كل الدول التي تشجع الحروب تعمل لصالح مصالحها الخاصة دون مراعاة الآثار الإنسانية المدمرة لهذه الأعمال. إنه نوع من الدعم الانتهازي يسعى للربح بغير مبالاة بتداعياته السلبية”.

كيف غيرت هذا الأسلحة مسار الحرب؟: إعلان حصري لم تسمع به من قبل

منذ ظهور المسيرات الانتحارية والإيرانية في سماء السودان، تغير الوضع جزئيا على الأرض بشكل لا يصدق، حيث كسر الجيش السوداني الحصار الذي ضُرب حول جنوده في مواقع عدة. بالإضافة إلى ذلك، انسحب الدعم السريع من بعض أحياء مدينة أم درمان غربي العاصمة، تاركًا خلفه آثاراً لا تُنسى.

“هذا التغيير لم يكن مجرد صدفة”، بحسب سليمان بلدو، الخبير العسكري البارز. وأضاف قائلاً: “سلاح الطيران عجز عن فك الحصار عن قواته وعن المدنيين في مدينة أم درمان القديمة لعام كامل تقريبا”.

هذا الابتكار الذي أعلن عنه اليوم يمثل فرصة لا مثيل لها لتحويل مسار الحروب وتحقيق الاستقرار في المناطق المتأثرة. لن يكون هناك مزيد من الانتظار، فالمستقبل بات أقرب مما نتصور.

المدنيون يدفعون الثمن: توسع الحرب في السودان يتسبب في دمار ومأساة

خلال عام كامل من الصراع، دفع المدنيون في السودان وفي العاصمة الخرطوم ثمنا غاليا للحروب المستمرة. تنم عن قساوة تلك التجربة شهادات مدمرة لأهوال الحرب، حيث اضطر الأبرياء إلى مواجهة الموت والدمار والهروب من بيوتهم المدمرة. من خلال حكاية عبدالله الذي نجا من هجوم مدمر، نكتشف أبعاد الكارثة التي يواجهها المدنيون يوميا.

عبدالله، شهود عيان على مأساة الحرب في الخرطوم، حيث واجهت مسيرات الدعم السريع منازل المدنيين بقذائفها المدمرة، حتى إنه نجا من الموت بأعجوبة. تفاصيل حادثته تُضيء على حجم الخطر الذي تشكله هذه المسيرات العدوانية، وكيف يجد المدنيون أنفسهم في قلب الصراعات الدامية بين القوى المتنازعة.

ومع توقف القصف بعد أيام، غادر عبدالله وأسرته منزلهم هربا من آثار الحرب، ولكن يبقى وجه الخرطوم يشهد على معاناة السكان الذين يواجهون تهديدات مستمرة لحياتهم. من مقتل مدنيين بالهجمات الجوية، إلى تفوق المسيرات على مناطق يفترض أنها آمنة، تدفع الأحداث الصادمة المدنيين الأبرياء نحو حافة الانهيار.

محمد صلاح، عضو المكتب التنفيذي لمجموعة محامي الطوارئ، يشدد على وجوب التدخل العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه المأساة ومنع المزيد من الدمار والوفيات الجماعية. بين أماني السكان بتحقيق السلام وتوقف الحرب التي طالت الأبرياء وتركت وراءها خرابا وموتا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى