مصباح العلي
بات من شبه المؤكد، وصول التقارب بين سوريا و السعودية حدود التنسيق المباشر ، لا ينحصر الامر على الجانب الديبلوماسي بقدر البحث في الشؤون السياسية و الامنية خصوصا بما يتعلق مواكبة احداث غزة و التماهي السوري مع موقف مصر و السعودية ، ما يشكل مفارقة طالما ان الاسد من اشد حلفاء ايران في المنطقة ، و نظامه ومن اساسي من اركغن محور ايران في المنطقة .
تشير المعلومات بان سلسلة اجتماعات , جمعت الرئيس السوري بولي العهد السعودية خلال الآونة الاخيرة ، من ضمنها خلوة المنامة على هامش انعقاد القمة العربية الاخيرة ، و نقاط البحث متشعبة من حملة مكافحة المخدرات، الى اليوم التالي لحزب غزة، مرورا بوضع شرق سوريا ، وصولا حد مقاربة الوضع اللبناني ، و النقطة الاخيرة بالغة الاهمية نظرا لنفوذ الطرفين البالغ .
في المعلومات ايضا ، سوريا تلقت مساعدة سعودية عاجلة قوامها قطع غيار لزوم طيرانها المدني في ظل العقوبات الاقتصادية الاميركية ، مع وعد سعودي بتقديم مساعدات مالية تساهم قي التخفيف من حدة الازمة الاقتصادية الخانقة .
في البعد اللبناني ، من الواضح بان مندرجات التسوية الموعودة لن تنحصر على انتخاب رئيس الجمهورية، على غرار تجربة ميشال عون التي اوصلت لبنان إلى الجحيم ، ثمة قناعة راسخة بضرورة اتمام إتفاق شامل يضمن سبل متطلبات عمل حكومي ثابت طوال العهد لرئاسي ، فضلا عن اقرار اصلاحات جذرية يضع لبنان على سكة الاستقرار .
الملف اللبناني ، بالغ الدقة للطرفين فليست مصادفة بان من يمسك ملف لبنان في سوريا السفير علي عبد الكريم علي مرتبط بمكتب لبنان وظيفيا فيما توجهاته فتصدر عن القصر الرئاسي، وكذلك الامر في حالة المستشار نزار العلولا في الديوان الملكي و الذي يتابع المستجدات مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري .
التفاهم السعودي – السوري ، يعطي ضمانات لمطلق تسوية لبنانيةمفترضة بحكم الدور التاريخي ، و هناك من يؤكد عن حصول تغييرات جذرية لكل من سوريا و السعودية تجاه لبنان ، و التقارب بينهما سيد الموقف .
هنا ، بدا ملفتا تماهي الاسد مع نهج والده حافظ الاسد التاريخي عبر التوازن بين الحلف مع ايران دون التفريط بالتضامن العربي ، حيث نجح حافظ الاسد في تجاوز مفترقات بالغة الدقة، خلال الحرب العراقية – الايرانية او مع ازمة غزو الكويت ،حتى في انعقاد مؤتمر مدريد للسلام .
تبقى ايران ، القاسم المشترك بين النزاع المستتر مع الخليج من جهة و الحلف الملتبس مع سوريا من الجهة الأخرى ، هنا يشير ديبلوماسي عربي الى واقعية الديبلوماسية الايرانية فهي قادرة على التكيف بين متطلبات انتشارها خارج حدودها ، و بين مندرجات مطلق تسويا