مقالات ورأى

الدكتور أيمن نور يكتب: مستقبل الديمقراطية في العالم العربي نحو نموذج جديد

في ظل المتغيرات والتحديات التي تواجهها الديمقراطيات في الغرب،

مع تزايد الشعبوية السياسية والمد المتطرف المحافظ والازدواجية السياسية في المعايير الأخلاقية الديمقراطية بعد حرب غزه
تثار اليوم أسئلة ملحة حول مستقبل الديمقراطية بمفهومها الغربي التقليدي في مناطق مختلفة من العالم،

بما في ذلك العالم العربي. وفي هذا السياق، تأتي دعوة استاذنا الفاضل الدكتور المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق ورئيس المجلس العربي، للنقاش حول هذه القضية خلال مؤتمر المجلس السنوي المزمع عقده في أكتوبر القادم في مدينة سراييفو، البوسنة.

واحسب انه لطالما كان للعالم العربي تاريخه الخاص في مجال المشاركة في الفكر السياسي،

مستنداً إلى تاريخًا طويلاً من النضال لتحقيق الحرية و الحكم الرشيد. على مر العقود، فقد شهدت بعض الدول العربية تجارب ديمقراطية متفاوتة النجاح، بدءًا من حركات التحرر الوطني وثورات عظيمة مثل ثوره ١٩١٩ في مصر وصولًا إلى ثورات الربيع العربي التي أبهرت العالم وأظهرت استحقق هذه الشعوب للحرية والعدالة.

الأخطاء والتحديات في الديمقراطيات الغربية

شهدنا في السنوات الأخيرة أزمات عديدة في الديمقراطيات الغربية، منها الأزمات السياسية العميقة والانقسامات المجتمعية، فضلاً عن الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار المضللة وحجب الحقائق والحسابات كما حدث مؤخرا مع حرب غزه.
هذا كله أدى إلى إعادة النظر في نماذج الحكم الديمقراطية التقليدية وطرح تساؤلات حول مدى صلاحيتها وتماسكها في وجه التحديات المعاصرة.

وهو ما يعني الحاجة إلى نموذج ديمقراطي جديد


وفي هذا السياق، تبدو الحاجة ملحة لبحث نموذج ديمقراطي عربي جديد يأخذ في عين الاعتبار الخصائص الثقافية والاجتماعية المحلية. ويراعى هذا التقاليد والقيم العريقة في المنطقة، وأن يندمج بشكل إيجابي مع الدين والثقافة، العربية مما يسهم في تحقيق الشرعية والقبول الشعبي.


والبحث عن مقترح لنموذج ديمقراطي عربي جديد يحملنا لطرح المبادئ الأساسية وأبرزها :-

أن يقوم النموذج الجديد على مبادئ الحوكمة الرشيدة، الشفافية، والمساءلة، مع التركيز على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية كأساسيات لا غنى عنها.
و يتطلب النموذج العربي الجديد آليات انتخاب وتمثيل شعبي فعالة على المستويين المحلي والعربي تتفادي كوارث التزوير وسيطرة المال السياسي ، مع توسيع دور محوري للمجالس التشريعية والقضائية المستقلة في ضمان سيادة القانون.
التكنولوجيا والمجتمع المدني يمكن أن يكون لهما دور كبير فاستغلال التكنولوجيا لتحسين الشفافية والمشاركة الشعبية، من خلال منصات إلكترونية تسهل التفاعل والمشاركة السياسية.


كما يجب تعزيز مؤسسات المجتمع المدني لتكون قادرة على مراقبة الأداء الحكومي والدفاع عن حقوق المواطنين.
إن دعوة الدكتور المنصف المرزوقي للنقاش حول مستقبل الديمقراطية خلال مؤتمر المجلس السنوي في سراييفو تأتي في الوقت المناسب.


إن طرح هذه القضايا في مؤتمر دولي يتيح فرصة لتبادل الأفكار والخبرات مع باحثين ونشطاء من مختلف أنحاء العالم،
مما يعزز فرص تطوير نموذج ديمقراطي عربي جديد يلبي تطلعات الشعوب ويضمن استقرار وازدهار المجتمعات.
فعلى الرغم من التحديات الهائلة التي تواجهها الديمقراطية في العالم العربي، فإن هناك فرصة حقيقية لتطوير نموذج جديد يناسب السياقات المحلية ويعزز القيم الديمقراطية بشكل دائم.


إن هذا النموذج يمكن أن يكون أكثر مرونة واستدامة، مستفيدًا من تجارب الماضي ومعتمدًا على مقومات ثقافية واجتماعية متجذرة.
لذا، فإن التفكير في هذه الإمكانيات والعمل على تحقيقها يعد خطوة ضرورية وجادة نحو مستقبل أفضل.

د أيمن نور
٧-٦-٢٠٢٤

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button