حوارات وتحقيقات

حوار مع “الشهيد الحي”: لدينا القدرة على ردع الكيان الصهيوني كما فعلنا منذ 50 عاماً

ما يفعله الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين المدنيين جريمة حرب

في حوار خاص مع أحد أبطال حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر ، أبطال تحارب من أجل العقيدة والسلام ، هؤلاء الأبطال الذين حاربو في رمضان وهم صائمون اللذين تحملوا وصمدوا حتى النهاية والنصر.

و على الرغم من إصاباتهم البالغة التي تعيق أي إنسانٍ عن الحركة ، فأكبر مثال لهؤلاء الأبطال هو .. “عبد الجواد سويلم “الملقب بالشهيد الحي للتضحية بمعظم أجزاء جسده مقابل التصدي للعدو وتحقيق النصر .

ولد البطل “عبدالجواد سويلم” في 26 أبريل “نيسان” عام 1947 في “عزبة عمر” التابعة لمركز “أبو صير” محافظة “الإسماعيلية” ، التحق بالجيش المصري واشترك في 18 عملية عبور خلف خطوط الكيان الصهيوني .

موقع “اخبار الغد” أجرى حوار مع هذا البطل النادر :-

حدثنا عن أهم المواقف في العمليات العسكرية التى شاركت بها ؟

كنت مشاركا في الجيش المصري ومن رجال الصاعقة وبعد عام 1967 كانت حرب الإستنزاف التي يطلق عليها حرب ومعارك الحساب لأننا كنا نحاسبهم كحساب الملكين وكان لفرق الصاعقة دور كبير وأنا كنت منهم.

فمن أهم العمليات التى أتذكرها في إحدى العمليات خلف الحدود يوم 20 يوليو عام 1969 حيث كانت هذه آخر عملية شاركت بها ، وكان العدو الصهيوني متفوقًا وكان يضرب المدارس والمصانع والمدن، لذلك رد عليه سلاح الصاعقة ردًا قاسيًا.

حيث أصدر الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” قراره بتدمير المناطق الإدارية الداخلية في سيناء، التي تمول جميع الأسلحة التي تستهدفنا.

ففي نفس اليوم الموافق 20 يوليو توكلنا على الله وتوجهت مع مجموعة صغيرة العدد من أبطال مصر وعددهم 19 بطلًا ومشينا 35 كم، وكل منا كان يحمل نحو 60 كجم مواد متفجرة وأسلحة، وكل ذلك لمدة 7 ساعات.

إلى أن وصلنا لهدفنا في الفجر، تحت قيادة قائد عظيم وهاجمنا الهدف ودمرنا 11 مخزنًا تحت الأرض وقتلنا الحراسات الموجودة وأسرنا قائد الموقع وهذا لم يكن في الخطة.

وفي طريق عودتنا إلى مكاننا، وقبل 11 كم، هاجمتنا طائرات العدو، وقتلنا طياراً من 4 طيارين ودخلنا في معركة غير متكافئة، حيث كانت الطائرة مرعبة وتهاجمنا بالقنابل والصواريخ والرشاشات، تفرقنا جميعاً لكي لا ينالوا منا.

حينها رصدني طيار العدو الصهيوني عديمي الإنسانية والرحمة كان يطاردني بقنابل الطائرة ولكن لم يستطع النيل مني لمدة 7 دقائق بسبب قسوة تدريبات الصاعقة التي تعودت عليها.

فكنت أهرب منه لأن سيناء لم تكن محتلة واشتبكت معه بسلاحي لأنني أدركت أنه لن يتركني، كما أن أرض شمال سيناء مكشوفة وليست كجنوب سيناء، وفضّلت الموت بكرامة، ولم يستطع النيل مني.

فأشرت له بيدي اليمني التي كانت قد تعرضت للبتر، وقلت له “لو راجل انزلي”، ففهم الإشارة وحاول الإنتقام مني، وأطلق عليّ صاروخًا من الطائرة.

الصاروخ لم يصبني مباشرة لكنه نزل بالقرب من مكاني فانتظرت في مكاني ووجدت أشلاء، لم أشعر بأي شئ وقتها وكنت أعتقد أن هذه الأشلاء لأحد زملائي المحاربين.

ولكن حينما نظرت مرة أخرى تيقنت أنها أشلائي فوجدت ساقي الإثنان مبتورتان وذراعي اليمين ، وعيني اليمنى فُقدت في الحال ، كان جسدي ينزف الدماء من كل مكان ، ولكني كنت في كامل قواي العقلية”.

ولكن ماذا عن الإصابات البالغة التي قد أصبت بها ؟

أثناء عودتي من تنفيذ العمليات التى ذكرتها ، رصدني طيار صهيوني وأطلق عليّ صاروخاً مما أدى إلى إصابتي بإصابات بالغة.

أسعفني أصدقائي حينها وسط وابل من طلقات العدو الغاصب، وقامو بنقلى إلى مستشفى بور سعيد ثم تم نقلي إلى مستشفى دمياط ، وبسبب تعثر حالتي تم نقلي بطائرة هليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكري.

حينها كنت فاقداً للوعي 72 ساعه ، ولكن نتج عن هذه الإصابات ، بتر ساقيّ الإثنان ، وساعدي اليمين ، وفقدت العين اليمنى ، بالإضافة إلى جرح كبير في ظهري ، وتم تركيب أطراف صناعية لتساعدني في الحركة.

وأنا حتى الآن سعيداً لما قدّمته تجاه الوطن والدفاع عن أراضي مصر الغالية من العدو الصهيوني .

ما هي أكثر الموقف البطولية التي شاركت بها وكان لك دور بارز ؟

في الحقيقة كنت أشعر بالفخر دائماً وأنا وسط الجيش المصري وأحارب الكيان الصهيوني ، أما فأكثر المواقف المنفردة التي أفتخر بها ، أنني تمكنت بمفردي من تدمير 16 دبابة ، 11 مدرعة ، و2 بلدوزر ، وأتوبيس يحمل جنوداً صهاينة .

كما شاركت مع باقي الفرقة في تدمير 6 طائرات صهيونية خلال هجومهم على مطار المليز .

هل لقب الشهيد الحي أطلق عليك بعد هذه العمليات البطولية أم متى ؟

بالفعل حصلت على هذا اللقب من الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” لعدد إصاباتي البالغة وعودتي للحياة من جديد وتصنيفي عالمياً بالعجز الكليّ مئة بالمئة.

وبخصوص هذا اللقب كنت أتمنى أن أكون بالفعل شهيداً وليس مجرد لقب ، كما حصلت على عدة ألقاب أخرى ك “بطل المعارك” و “شيخ المحاربين” ولكن كان أكثرهم إنتشاراً “الشهيد الحي”

هل خضت حرباً بعد إصابتك هذه أم إنتهت خدمتك العسكرية هكذا ؟

قبل أن أغادر المستشفى قام الفريق الطبي بعمل تقرير إجازة لمدة شهر وإعفائي من الخدمة العسكرية ، ولكني رفضت هذا التقرير رفضاً تاماً ، وقررت العودة إلى وحدتي قائلاً “الإستشهاد أو التحرير”.

وعلم الرئيس “جمال عبد الناصر” بقراري فطلبني في رئاسة الجمهورية وقال لي: “إنت الذي ضربت مطار المليز ؟ قلت له : نعم يا ريس، والجيش يريد إنهاء خدمتي” ، فرد علي “لاخليك مصر عوزاك”.

وعندما اندلعت حرب أكتوبر “تشرين الأول” عام 1973 والتي أسميها حرب العقاب للكيان الصهيوني ، عبرت مع الأبطال لقناة السويس وحققت حلمي وهو الإنتصار على العدو الصهيوني، واسترداد سيناء.

ولكني بعد ذلك خرجت من الخدمة العسكرية بصفة نهائية .

هل حصلت على تكريمات من القيادة المصرية ؟

نعم بالفعل تم تكريمي من الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر”، حيث منحني نوط الشجاعة العسكري، كما كرمني الرئيس الراحل “محمد أنور السادات”، والرئيس الراحل “محمد حسني مبارك” والرئيس الحالي “عبدالفتاح السيسي” كرمني وقبل رأسي .

وفي الإحتفال باليوبيل الفضي لنصر أكتوبر عام 1998، كنت أنا الجندي الوحيد الذي تم استدعائه والحصول على ميدالية مقاتلي أكتوبر، حيث اختارتني القوات المسلحة ممثلاً عن مليون و200 ألف جندي، وهو عدد جنود القوات المسلحة في حرب أكتوبر حينها ، وكنت أشعر بالفخر في كل مرة أحصل فيها على ميدالية أو تكريم .

ما رأيك في العدوان الصهيوني الآن على غزة وشعب فلسطين المدني المسالم؟

في حقيقة الأمر ومنذ أن كنت في الخدمة العسكرية لم أرى أي إنسانية في هذا الكيان الغاصب المحتل الذي يريد أن يتوغل في أراضينا كفيروس مؤذي وقاتل,

فهذا العدوان والوحشية التي يعاملون بها المدنيين في فلسطين لا تمت للإنسانية بصلة ، إنما نحتسبها من جرائم الحرب الوحشية ، فأي عقل بشري يبحث عن السلام يقوم بتدمير منازل المدنيين والمستشفيات ويقطع عنهم المساعدات ، ويدمر الأطفال والرضع والنساء,

فأنا أدين وبشده كل هذه الإنتهاكات والجرائم من قبل هذا الكيان الغاصب ، وأقول لهم بأن حكم الله فيكم قادم وأنتم إلى زوال مهما طالت أعماركم ، ومصر وجيشها لديهم القدرة على ردعكم مرة أخرى كما فعلنا منذ 50 عاماً.

لكل حرب أبطالها ومواقف يتميزون بها ، فالحروب للشجعان الذين يحاربون بكل ما آتاهم الله من قوة في سبيل الإسلام ، والوطن ، والأرض ، “رجال صادقوا ما عاهدوا الله عليه”.

فالمحاربين الشجعان لديهم صفات ومواقف تجعلهم محل إنتظار للجميع ، وتجعلهم مثالاً يقتدى به ، فالذي يحارب عن عقيدة ودين ؛ لا يقارن به من يحارب غصباً أو من أجل المال كمرتزقة الكيان الصهيوني, 

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى