مقالات ورأى

أحمد يوسف يكتب: دور الإعلام المصري في إخفاء الحقائق

في الذكرى الـ 57 لـ “نكسة” عام 1967، نحن مطالبون بالاعتراف بالتضحيات والبطولات التي قام بها جيش مصر في تلك الحقبة المظلمة من تاريخنا الحديث.

فقد كانت الخسارة المؤقتة في ذلك الوقت ليست نهاية للقصة، بل كانت بداية لنضال مصر من أجل استعادة الأرض المحتلة.

وحقق جيشنا الانتصارات في حرب أكتوبر 1973، وأعاد كرامة الوطن وقوة وإرادة شعب مصر ويجب أن تكون دائمًا في ذاكرتنا، حيث تجسدت فعلاً في مواجهة تلك الصعاب.

ولكن هناك أيضًا جزء لا يمكننا نسيانه أبدًا، وهو دور الصحافة والإعلام المصري، وهو الجزء المظلم أو المضلل، وكذلك هو الجزء الذي يحب أن ينحاز دائمًا للحكومة ويصف الأشياء دون حدوثها.

حيث كانت التقارير الإعلامية المصرية تصف انتصار الجيش المصري علي الكيان الصهيوني، ولكن ما كان يراه ويسمعه الشعب المصري عكس الواقع تمامًا، حيث صدر في أكثر من جريدة مصرية أن مصر تقاتل وتدافع عن أرضها وأننا شبه فائزين في الحرب، التي في الواقع هزمنا فيها.

بينما قامت القنوات الإسرائيلية بنشر تقارير مفصلة عن الهجوم ونجاحاتها، وقد حاولت القنوات المصرية تشويه الحقائق وتقديم القصص وفقًا للسيناريو الذي تفضله الحكومة المصرية.

فقد شنت إسرائيل هجومًا مباغتًا على الأراضي المصرية، تمكنت خلاله من تدمير كميات هائلة من العتاد العسكري المصري وضرب وتدمير منظومة الدفاع الجوي المصرية، مما جعل التفوق لصالحهم وضرب المطارات المصرية.

ولم يتمكن الإعلام المصري من تقديم صورة دقيقة وموضوعية للأحداث بسبب التحكم الحكومي. وبدلاً من ذلك، وصف الإعلام الأحداث بطريقة توجه إنحيازاً للحكومة المصرية دون الكشف عن الأضرار الفعلية التي لحقت بالبلاد خلال الهجوم.

وهذا النوع من الإعلام يثير تساؤلات كثيرة حول حرية الصحافة ونزاهة الإعلام في مصر، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في هذا القطاع لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور.

حيث تعد الصحافة والإعلام المصريين جزءًا مهمًا في تشكيل وجهات نظر الناس وإدراكهم للأحداث. ومع ذلك، فإن هذا الجزء يعاني من قيود وتدخلات واضحة من الحكومة، مما يؤثر على نزاهته ومصداقيته.

ويظهر ذلك كيف أن التحكم في الإعلام والصحافة يؤثر على تفاعل الناس مع الأحداث وتشكيل آرائهم، ويجعلهم يعتمدون على مصادر أخرى من الخارج للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة.

ويبقى ولم ينتهي أبدًا الإعلاميون المحابون للحكومة على صالح الشعب وغلبت مصالحهم الشخصية على مصالح الشعب.

وعلى الرغم من أن الحقيقة بدأت تظهر بعد فترة، إلا أن القناعة الواسعة التي سادت في الإعلام المصري تكشف عن مدى تأثير الحكومة على المحتوى الإعلامي ونشر الأخبار.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى