تقاريرفلسطين

تحذيرات من انهيار جهاز الصحة النفسية في إسرائيل جراء حرب غزة

رسمت بيانات “المعهد الوطني لأبحاث السياسات الصحية” في إسرائيل صورة قاتمة لجهاز الصحة النفسية الذي تزداد أزمته منذ “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تشير هذه البيانات إلى أن العديد من المعالجين وعلماء النفس يفكرون في ترك القطاع الحكومي والانتقال إلى القطاع الخاص، وذلك بسبب الفجوة بين الأجور وعبء العمل.

استطلاعات مقلقة

تشير استطلاعات جديدة إلى أن معظم العاملين في مجال الطب النفسي الحكومي في إسرائيل يعتزمون الاستقالة بسبب أعباء العمل الثقيلة والارتفاع غير المسبوق في أعداد الإسرائيليين المحتاجين للعلاج.

بالإضافة إلى الأجور المنخفضة للمختصين والأطباء.

ووفقًا لصحيفة “معاريف”، فإن هذا النظام يوشك على الانهيار.

أشرف على هذه الاستطلاعات كبير الأطباء النفسيين في صندوق المرضى “مئوحيدت”، البروفيسور أراد كوديش، والدكتورة عنبال ياركوني.

شملت الاستطلاعات أطباء نفسيين، ممرضين، علماء نفس، مختصين اجتماعيين، ومعالجين آخرين في مجال الصحة العقلية.

وكُشف عن نتائج هذه الاستطلاعات عشية مؤتمر “نظام الصحة العقلية بإسرائيل” المزمع عقده الأربعاء والخميس المقبلين في البحر الميت.

استغلال الموظفين

أفاد حوالي 60% من العاملين في مجال الصحة النفسية بأنهم يفكرون في ترك القطاع العام الحكومي.

وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 63.6% بين المتخصصين في الطب النفسي للأطفال والشباب، وبلغت 41.7% بين علماء النفس، و33.3% بين المتخصصين في الطب النفسي للبالغين.

في حين أظهرت الاستطلاعات أن من بين الأسباب الرئيسية لترك العمل: عدم التوازن بين أوقات العمل وأوقات الترفيه والحياة الشخصية، عبء العمل، نطاق العمل الإداري المصاحب للعمل العلاجي، والرغبة في العمل من المنزل.

في قطاعات مثل التمريض والعمل الاجتماعي، كان الراتب السبب الرئيسي لقرار ترك النظام الصحي العام.

استطلاع المرضى

أُجري استطلاع آخر بين 761 مريضًا، أظهرت نتائجه أن نظام الصحة النفسية بإسرائيل يحصل على درجة 3 (على مقياس 1-10). رأى 72% من المشاركين أن النظام في حالة سيئة إلى سيئة للغاية من حيث دمج التكنولوجيا والابتكار.

تحديات كبيرة

قال الدكتور إيتاي غال في مقال له بصحيفة معاريف إن شروط وظروف العمل لمقدمي الرعاية الصحية النفسية في الخدمة العامة تفاقمت بعد 7 أكتوبر.

وأوضح أن الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاعات يشيرون إلى أن العمل “متعب ويؤدي إلى التآكل وغير مجد ومحبط.

حيث يُستغل الموظفون في النظام الصحي النفسي ويعملون أكبر عدد ممكن من الساعات بسبب النقص في الكوادر”.

وأشار إلى أن الشعور العام هو أن الموظفين في جهاز الصحة النفسية يعجزون عن تقديم الخدمة والعلاجات المناسبة للمراجعين، ويقومون بإطفاء الحرائق بدلاً من العمل بشكل كبير ومتعمق.

الحلول الوهمية

أشارت دراسة مشتركة أجرتها “الجامعة العبرية” في القدس ومستشفى “شلفا” للصحة النفسية إلى أن جهاز الصحة النفسية ليس بمقدوره تقديم العلاجات والخدمات للمراجعين بسبب الارتفاع المتواصل بأعدادهم خلال الحرب.

وأظهرت الدراسة أن أكثر من 520 ألف شخص في إسرائيل تعرضوا لـ”اضطراب ما بعد الصدمة” وبحاجة لرعاية وعلاج.

فيما قال رئيس جمعية الأطباء النفسيين الإسرائيلية، يورام شلاير، إنه منذ بداية إصلاح الصحة النفسية في عام 2015.

شهدت إسرائيل الكثير من الأزمات، منها جائحة كورونا (كوفيد-19) وضربة 7 أكتوبر وحرب غزة.

وبدلاً من قيام الحكومة الإسرائيلية برصد ميزانيات وتحديث رواتب الأطباء النفسيين.

وكذلك تحديث المعايير لتناسب احتياجات السكان، بحثت عن حلول وهمية تسببت بتراكم المشاكل التي تنذر بانهيار تام لنظام الصحة النفسية.

يعتقد رئيس “معهد أبحاث سياسات الخدمات الصحية”، نحمان آش، أن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل بجدية مع الأزمة المتفاقمة.

ويطالب برصد الميزانيات الفورية والاستثمار بالنظام الصحي النفسي واستخدام التقنيات المتقدمة لتدارك إمكانية انهياره أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل تداعيات أحداث 7 أكتوبر على الجهاز الصحي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى