قال لي فيصل القاسم في الاتجاه المعاكس وهو يختلف معي في الرأي حول الإسلاميين: “نحن نعترف بأن الإسلاميين في عهد المستعمرين قد ناضلوا وصدقوا وحرروا وكانت سمعتهم طيبة كالمسك”.
فرددت عليه قائلا: “لا يا فيصل، في عهدهم وأيامهم كان معارضوهم يصفونهم بأبشع الصفات ويتهمونهم بأخطر الاتهامات”. واستشهدت بعمر المختار كمثال، حيث خلده العقاد وأصبح مثالا للنزاهة والاعتدال، ويصعب توجيه أي اتهام له بالتطرف.
وبعد البحث في المصادر حول التاريخ الليبي وشخصية المختار، وجدت أمورا مدهشة. حتى هؤلاء لم يسلموا من التهم الزائفة التي وجهت لهم بشكل جائر.
فقد اتهم الشيخ الرمز عمر المختار بأنه زعيم “الفلاقة” والمخربين، ووصفته جريدة بريد برقة بأنه “زعيم العصاة” ووصفته بالمتطرف والإرهابي. واتهمه آخرون بالاستسلام والعمالة، ووصفوه بالخرف والتطرف واتهموه بتدمير البلاد والعباد.
ولا تدع ما يقال يخدعك، فهم يبالغون ويتلاعبون بالتاريخ المريض، ويتجاهلون الحاضر وما يحدث فيه. حاضر المقاومة الإسلامية في فلسطين يثبت أنهم خير خلق الله في الأخلاق والفكر والصمود والتضحية، ويواجهون العالم الغربي والمنافقين العرب والمستثمرين. وسرهم هو سر الوجود، ولا يعلمه إلا القليل.
اللهم احمهم من شر إيران الصفوية الحاقدة واغفر لهم.