تعلمنا في صغرنا بالمدرسة أن السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل، بينما تخفض السنبلة الممتلئة بالقمح رأسها.
وهو مثال على أن الإنجازات والنجاحات تأتي لأولئك الذين يعملون بجد واجتهاد. فالموظف النشيط يعمل بجد لتحقيق الأهداف ويسعى جاهدا لتحقيق النجاح في مجال عمله.
وبالتالي، يُشبه الموظف النشيط السنبلة الممتلئة بالقمح التي تنحني تحت وطأة النجاح والإنجاز، بينما الموظف الكسول يُشبه السنبلة الفارغة التي لا تنحني تحت وطأة النجاح بسبب عدم بذر الجهد والعمل الجاد في مجال عمله.
حيث يشجع المديرون وأصحاب العمل غالبًا موظفيهم على تحقيق الإنتاجية والتفوق. ومع ذلك، فإن الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق هذا الهدف هو من خلال احترام اختلافات الموظفين وتوفير الفرص المناسبة لهم للنمو والتطور.
وبصفتهم أفرادًا فريدَين، يختلف موظفونا في ميدان عملهم، ويعكس هذا الفرق في الإجراءات وساعات العمل التي يعملون بها. وعلى سبيل المثال، قد يكون لدى الموظف الذي يحمل درجة عالية من الخبرة والمهارة أجرًا أعلى مقارنة بموظف قد يكون أقل تاريخًا وخبرة.
لذلك لابد من أختلاف رواتبهم طبقاً لخبراتهم وفروقهم الفردية وبغض النظر عن هذه الاختلافات، يجب أن نحترم ونقدر دور كل موظف وأهميته في تحقيق أهداف المؤسسة.
وفي الحقيقة، يُعتبر الاعتراف بجهود الموظفين الرائعة والمميزة أمرًا حيويًا في بيئة العمل. وعندما يشعرون بالتقدير والاعتراف، يكون لديهم دافع إضافي لتقديم أفضل أداء لهم.
ومن المهم أن يكون لدى القادة والمديرين الاستعداد للتلاحظ والتعبير عن التقدير، سواء كان ذلك من خلال التواصل المباشر أو من خلال الجوائز والمكافآت وبغض النظر عن الحجم أو الصغر للإنجازات التي قام بها الموظفون. فببساطة، إن الشكر الصادق والتقدير الدوري يساهمان بشكل كبير في الحفاظ على الموظفين المميزين وتعزيز انتمائهم للمؤسسة.
وتحفيز الموظفين هو عنصر أساسي في أي بيئة عمل ناجحة. ويمكن لإظهار التقدير والاعتراف بالإنجازات الفردية أن يسهم بشكل كبير في تعزيز روح الفريق وزيادة الإنتاجية.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل تخصيص الجوائز المعنوية أو المادية كحافز إضافي لدى الموظفين لبذل المزيد من الجهد وتحقيق الأهداف المنشودة. على الرغم من أن الجوائز المالية تلعب دورًا مهمًا، إلا أن الثناء العلني والاعتراف بالجهود يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على تحفيز الموظفين وتحفيزهم.
ومن المهم أن يتم تقييم الموظفين بشكل عادل وعن طريق معايير تكافؤ الفرص. على سبيل المثال، يجب أن يتم تقدير الخبرة والتقدم في العمل وتعليم الموظف عند تحديد مستوى الأجر.
وهذا يضمن أن يتم مكافأة الموظفين على قدراتهم وإسهاماتهم الفعلية في نجاح المؤسسة بدلاً من تقديم مكافآت على أساس لا علاقة لها بالأداء الفعلي.
باختصار، لا تفقد موظفيك المميزين وإن الاحترام وتقدير التنوع والاختلاف في مكان العمل يمكن أن يسهم في تعزيز روح الانتماء والإنتاجية بين الموظفين. وعندما يعترف المديرون بقيمة كل موظف ويقومون بتقديم الدعم والفرص المناسبة لتطوير مهاراتهم، فإنهم يمكنهم بناء فريق عمل قوي وفعال.