ثقافة وفنون

آلان دونو يكشف عن سيطرة التفاهة على مفاصل الحياة المعاصرة في كتابه “نظام التفاهة”

يقول الفيلسوف الكندي آلان دونو في كتابه الجديد “نظام التفاهة” إن التافهين قد استحوذوا على مقاليد الأمور في عالمنا المعاصر، وأن التفاهة باتت تتحكم في كل مفاصل الحياة، من الميادين الأكاديمية إلى السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.

ويشرح دونو في كتابه كيف تمكنت التفاهة من بسط سيطرتها على المؤسسات الأكاديمية، حيث تنحى المثقف والحكيم والعالم ليحل محله الخبير والاختصاصي والبروفيسور. وهذا التحول ليس مجرد اختلاف في التسمية، بل هو انعكاس لتشويه دور الأكاديمية وانحرافها عن رسالتها ومهمتها الأساسية في خدمة الحق والحقيقة.

ويؤكد دونو أن الخبير، على عكس المثقف، مستعد لبيع كلمته وضميره خدمة لمصالحه الخاصة وارتباطاته بأصحاب السلطة والمال والنفوذ، حتى لو تطلب الأمر تكييف الحقائق العلمية أو تزويرها. وهكذا جرى “تتفيه” الأكاديمية وإفراغها من مضمونها، لتصبح في خدمة السوق وعالم المليارات.

وفي هذا الصدد، يقول دونو: “لقد تنحى المثقف والحكيم والعالم، ليحل محله الخبير والاختصاصي والبروفيسور. قد يبدو هذا اختلافا بسيطا في التسمية؛ لكنّ لب المسألة يكمن هنا. وتشويه دور الأكاديمية وانحرافها عن رسالتها ومهمتها يتضح بجلاء في هذه الثنائية، التي تبدو غير ذات أهمية؛ لكنها هي التي تميط اللثام لنا عما يجري بدقة وعمق وأمانة”.

ويختم دونو كتابه بالتأكيد على ضرورة استعادة الأكاديمية لدورها الحقيقي في خدمة المجتمع والإنسانية، بعيدا عن سيطرة التفاهة والخضوع لمنطق السوق والمصالح الضيقة. فهل ينجح صوت دونو في إيقاظ الضمائر الأكاديمية قبل فوات الأوان؟


آلان دونو هو فيلسوف وكاتب كندي، يعمل أستاذا للفلسفة في جامعة مونتريال. له العديد من المؤلفات التي تناقش قضايا الفكر والثقافة والسياسة في العالم المعاصر، ومن أشهرها “نظام التفاهة” الذي صدر مؤخرا وأثار ضجة كبيرة في الأوساط الفكرية والأكاديمية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى