تراجع محفزات الضباط للخدمة بالجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة
كشفت معطيات استطلاع داخلي أجرته شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي عن تراجع ملحوظ في محفزات الضباط للبقاء في الخدمة العسكرية الدائمة، إلى جانب ارتفاع عدد الضباط الذين يطلبون من سلطات الجيش بشكل رسمي تسريحهم من الخدمة، وذلك في ظل استمرار الحرب على غزة منذ ثمانية أشهر.
وأظهر الاستطلاع أن 42% فقط من الضباط في الخدمة الدائمة يوافقون على الاستمرار في الخدمة، بينما كانت هذه النسبة 49% قبل اندلاع الحرب في شهر آب/أغسطس الماضي. وتشير هذه النتائج إلى تفاقم أزمة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي خلال فترة الحرب.
وأعرب ضابط كبير مطلع على نتائج الاستطلاع عن دهشة قيادة الجيش من هذا التراجع الحاد في المحفزات خلال فترة قصيرة نسبيًا، مشيرًا إلى وجود أسباب أخرى لم يتطرق إليها الاستطلاع، قائلاً: “الضباط في الخدمة الدائمة يشعرون بالمسؤولية حيال النتائج الصعبة للحرب. الشعور بالفشل يلاحق الضباط وهم لا يريدون الخدمة في جهاز فاشل”.
وكشفت المعطيات أيضًا عن ارتفاع في عدد توجهات الضباط إلى دائرة التسريح من الجيش أثناء الحرب، إلى جانب انخفاض نسبة الراضين عن مستوى رواتبهم إلى 30% فقط، مقارنة بنسبة 60% في القطاع الخاص، مما يدل على “مرارة وغضب” في صفوف الضباط.
وأرجع الاستطلاع أسباب تراجع المحفزات إلى إطالة مدة الحرب على غزة، والابتعاد عن العائلة، والأجور التي لا تتلاءم مع ساعات العمل الكثيرة، إلى جانب التوتر والمسؤولية الملقاة على عاتق الضباط. وأشار بعض الضباط إلى أنهم لا يتذكرون كيف تبدو بيوتهم، في حين أن الأعباء على أزواجهم أصبحت كبيرة.