مصر

معن بشور خلال ندوة في نقابة الصحفيين بالقاهرة يعرض خمسة شروط لتعزيز إنجازات ملحمة “طوفان الأقصى”

شارك الأستاذ معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي في ندوة عبر “الزوم” في نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة دعا اليها المؤسسة الافريقية للتنمية ومؤسسة جمال شيحا للثقافة والتربية والتنمية المستدامة ونقابة الصحفيين المصريين بعنوان “بتنا الى العودة أقرب” وتحدث فيها عدد من الشخصيات المصرية والعربية و حضرها حشد كبير من الشخصيات المصرية والعربية وعبر الفضاء الافتراضي وجاء في كلمة بشور:

بداية لا بد من شكر خاص للمؤسسة الافريقية للتنمية ولمؤسسة جمال شيحا للثقافة والتربية والتنمية المستدامة ولنقابة الصحفيين المصريين في القاهرة، تلك النقابة التي كانت وما تزال منبراً لأحرار مصر يعلنون عبرها مواقفهم الوطنية والقومية ولا ننسى كيف استضافت النقابة عام 2006 بالتعاون مع المؤتمر القومي العربي محاكمة شعبية لمجرمي الحرب في العراق يومها بوش وبلير وشارون، وكيف استضافت شخصيات دولية وهو مشهد نأمل من النقيب خالد البلشي ان يتكرر اليوم لمجرمي الحرب في غزة وفي مقدمهم نتنياهو.
لا بد من شكر خاص لمنظمي هذه الندوة على اختيارهم عنواناً لهذه الندوة هو ” بتنا الى العودة أقرب” ، فهذا العنوان تأتي أهميته انه يأتي وسط هذا السيل من الشهداء والجرحى والدماء التي تسال على ارض غزة وفلسطين وجنوب لبنان وكافة ساحات المقاومة، ليحجب عنا نور الامل الذي اطلقته ملحمة “طوفان الأقصى ” وهو أمل الانتصار على العدو في هذه المواجهة المستمرة منذ اكثر من مئة عام، فالقراءة البسيطة لهذه الملحمة المستمرة منذ حوالي ثمانية أشهر تشي بأننا أمام ظواهر استثنائية في تاريخنا المعاصر، في تاريخ امتنا وتاريخ العالم، حيث استطاعت قوة مسلحة بالإيمان ، بالحق، وبالدفاع عن الوطن، ان تقف في وجه قوى غاشمة مدعومة من كل قوى الاستعمار العالمي.
لقد حققت هذه الملحمة رغم الفارق الكبير في موازين القوى، انتصارات مذهلة، ليس فقط على الصعيد الميداني رغم المجازر والجرائم والمقابر الجماعية وحملات الإبادة الجماعية التي يستنكرها العالم كله، بل حققت إنجازات سياسية وإعلامية وقضائية قلما حصلنا عليها في حروب سابقة.


هذه الإنجازات تحتاج منا جميعاً الى دعم لكي تصل الى أهدافها في تحرير الأرض وعودة الأخوة الفلسطينيين الى ديارهم، ولكنها تحتاج منا الى تحصين، فكثير من انتصاراتنا قد جرى تجويفها وتبديدها لأننا لم نحصنّها جيداً.


اول شروط التحصين هو ان نعمل جميعاً من أجل تحقيق وحدة وطنية فلسطينية، برزت في الميدان ويجب ان تبرز في السياسة، على قاعدة تكلمنا عنها طويلاً وهي التكامل بين الفعل الميداني والفعل السياسي، فالفعل الميداني المقاوم يقوي الحجة السياسية والدبلوماسية، والفعل السياسي يوفر غطاءً عالميا للفعل الميداني.


الشرط الثاني في تحصين هذه الإنجازات هو ان نوحد كلمتنا، كعرب وكمسلمين وكأحرار في العالم، فرغم ان مشاعر أبناء الامة واحرار العالم كلها الى جانب شعبنا الفلسطيني وهي تقدم كل يوم أروع الإنجازات على هذا الصعيد، علينا ان نقر أن الموقف الرسمي العربي والإسلامي ما زال دون المستوى المطلوب ويجب ان نسعى لكي يرتقي هذا الموقف من اجل ان يكون في مستوى التضحيات والبطولات وفي مستوى ايضاً الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو، وأن ندرك ان الظروف اليوم باتت مهيأة لهذا التحول فأوراق اللعبة لم تعد بيد واشطن.


الشرط الثالث : ان ندرك ان هناك تكاملاً بين البعد الوطني للقضية الفلسطينية والبعد القومي العربي والبعد الإسلامي والبعد العالمي لهذه القضية، وإن علينا أن نعمل على هذه الجبهات معاً فكما نرسخ الوحدة الوطنية في فلسطين علينا أن نسعى لتعميق البعد القومي، والبعد الإسلامي، والبعد الأممي لهذه المعركة، لأنه بتكامل هذه الابعاد نحقق الانتصار على العدو الذي طالما استفاد من تشرذمنا ومن عزلتنا لكي يحقق أهدافه.


الشرط الرابع: هو أن تحصين هذه الإنجازات يكون بإطلاق حملة عربية وعالمية لدعم المقاومة التي نذكر ان من القاهرة انطلق من الزعيم الخالد الذكر جمال عبد الناصر شعار ” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” ، وانطلق أيضاً على لسان الزعيم الكبير شعار “المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى وستبقى.”


الشرط الخامس: أن نسعى للاستفادة من التداعيات الإيجابية الضخمة لملحمة “طوفان الأقصى” كي نطلق حملة عالمية لعزل الكيان العنصري الفاشي دولياً وان نطرده من المنظمات الدولية على غرار ما حصل لنظام الأبارتايد العنصري في جنوب افريقيا.
بهذه الأفكار نساهم معاً في تحصين الإنجازات التي تحققت وفي تحقيق الأهداف التي نصبو اليها،

والتي تبدأ من وقف العدوان وانهاء الاحتلال لغزة وإدخال المساعدات وصولاً الى تحرير فلسطين من البحر الى النهر. تحت عنوان ” طوفان الأقصى ” سينعقد في بيروت المؤتمر القومي العربي في نسخته الثالثة والثلاثين في 31 الشهر الجاري وفي الأول والثاني من شهر يونيو القادم، هذا المؤتمر قد خصص عنوان “طوفان الأقصى ” ليؤكد على مركزية هذه الملحمة في حياة أمتنا المعاصرة في مستقبلها. بل وفي مستقبل العالم كله، وهو طوفان لا بد أن يؤكد ان “العودة قد باتت أقرب.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى