وزارة الدفاع السورية تعلن استعادة السيطرة على مناطق الاعتداءات في الساحل

أعلنت وزارة الدفاع السورية، مساء السبت، عن نجاح قواتها في استعادة السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات من قبل فلول نظام الأسد في منطقة الساحل الشمالي الغربي، مؤكدة على استمرار جهودها لملاحقة ما تبقى من بؤر المجرمين.
في بيان مصور بثته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، قال متحدث الوزارة إن الأيام الثلاثة الماضية شهدت هجمات منسقة على مناطق في اللاذقية وطرطوس، مما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا. وأكد المتحدث أن قوات الوزارة حققت تقدماً سريعاً في استعادة السيطرة.
وأضاف: “قمنا بتنفيذ عمليات تطويق محكمة، مما أدى إلى تضييق الخناق على العناصر المتبقية من ضباط وفلول النظام البائد. القوات تواصل تقدمها وفق الخطط العملياتية المعتمدة”.
وشدد المتحدث على أهمية إلقاء القبض على المتورطين في الاعتداءات، قائلاً: “تستمر قواتنا في التعامل مع ما تبقى من بؤر المجرمين، ونقوم بتسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة لضمان محاسبتهم وفق القانون”.
ودعا المتحدث المدنيين الذين دعموا قوات الأمن والجيش للعودة إلى مناطقهم، موضحاً أن الأوضاع “تحت السيطرة الكاملة” وأن العمليات مستمرة وفق الخطط الموضوعة. كما أكد على ضرورة الالتزام بتعليمات القادة العسكريين لضمان تنفيذ المهام بدقة وانضباط.
وحذر المتحدث من الاقتراب من أي منازل أو التعرض لأي شخص إلا وفق الأهداف المحددة من قبل الضباط، مشيراً إلى أنه ستتم إحالة أي مخالف لهذه التعليمات إلى القضاء دون تهاون.
وحذر متحدث وزارة الدفاع، فلول نظام الأسد من “العواقب الوخيمة للاستمرار في الغدر”.
وأكد أن كل من يرفض تسليم سلاحه منهم للدولة “سيواجه ردا حاسما لا تهاون فيه”.
وتابع مشددا: “من يراهن على الفوضى لا يدرك بعد أن عهد الاستبداد قد انتهى، وأن (حكم حزب) البعث دفن إلى غير رجعة، وأن طغيانه دمر تحت إرادة الشعب السوري”.
واختتم المتحدث بيانه محذرا: “من لم يفهم ذلك بعد سنعيد توضيحه عمليا على الأرض”.
وبعد إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوترات الأمنية وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.
وفي تصعيد غير مسبوق، نفذت فلول النظام السابق، الخميس، هجوما منسقا هو الأكبر من نوعه منذ سقوط نظام الأسد، مستهدفة دوريات ونقاطا أمنية في منطقة الساحل السوري.
وفيما لم تنشر وكالة “سانا” إحصائية رسمية، أفادت مصادر أمنية سورية للأناضول الجمعة بأن 50 شخصا على الأقل قتلوا فيها، دون أن توضح القتلى من كل طرف.
وردا على ذلك، تواصل القوات الحكومية عمليات التمشيط والتعقب بهدف القضاء على أي جيوب مسلحة متبقية، وسط تأكيدات بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.
كما أصدرت السلطات تحذيرات صارمة لكل من يرفض الخضوع للقانون وتسليم السلاح، مؤكدة أن أي محاولة لإثارة الفوضى ستُواجه برد حاسم لا تهاون فيه.