الأبطال المنسيون.. شهداء مصر الأبرار في ذاكرة التاريخ
عندما ننظر إلى التاريخ المؤلم لمصر في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، نجد أنها كانت محطة للتضحيات والصمود. منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، فقد تعرض الشعب المصري للكثير من الخسائر والتضحيات جراء الاعتداءات والهجمات من قوات الاحتلال. .
وسنقوم في هذا التقرير بتسليط الضوء على هذا الجانب الدموي من تاريخ الصراع بين مصر وإسرائيل، ونستعرض التضحيات الشجاعة للمصريين والانتهاكات التي تعرضوا لها على يد الاحتلال الإسرائيلي.
الدرب الدموي للاحتلال: نضال مصر المستمر منذ قرن ضد العدوان الإسرائيلي
وسنسلط الضوء على قصص الشجاعة والصمود التي تحكي قصة استمرارية النضال والتضحية لحماية الوطن والكرامة.
وسنعمل على توثيق هذه الأحداث ونشرها للعالم، لنؤكد أن تضحيات الشعب المصري لن تذهب هباءًا، وأن الحقوق والكرامة لن يمحوها أحد.
بداية تضحيات المصريين عام 1948
تعرضت مصر لتحديات وتضحيات كبيرة مع ظهور الكيان المحتل. خلال حرب عام 1948، فقدت مصر حوالي 5000 جندي وضابط، وهذا كان بداية لتعديات الكيان الغاصب على حياة المصريين.
وفي عام 1956
أعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، مما أدى إلى رد فعل عدواني ثلاثي ضد مصر، وأسفر عن سقوط 3000 قتيل ونحو 5000 جريح، بالإضافة إلى العديد من الأسر المشردة.
وفي عام 1967
تعرض الجيش المصري لهزيمة كبيرة خلال حرب نكسة 1967، حيث دمر الطيران المصري وفقدت مصر العديد من الجنود والمدنيين. تم قتل العديد منهم بدم بارد بعد استسلامهم أو تم أسرهم، ووثق العدو الصهيوني هذه الحادثة في فيلم وثائقي بعنوان “روح شاكيد”، حيث اعترف بقتل 250 جنديًا مصريًا بأساليب وحشية.
ويروي ياريف جروشني، الذي كان طيار مقاتل ومقدم احتياط في وحدة شاكيد من عام 1965 إلى عام 1968، تفاصيل عمله في البحث عن الكوماندوز المصري ومهاجمتهم وقتلهم باستخدام طائرتي هليوكوبتر وبايبر. كما كان يقوم بكتابة عدد القتلى على سراويلهم. يعمل الآن كمدير لشركة ستارت أوف وهو الوحيد الذي تم تغطية وجهه في الشهادة.
وفي عام 1970
وفي فبراير عام 1970 وقعت مجزرة تسمى “أبو زعبل” عندما قام الطيران الإسرائيلي بقصف مصنع الصناعات المعدنية، مما أسفر عن مقتل 70 عاملًا وإصابة 69 آخرين.
وفي أبريل عام 1970، قامت 5 طائرات فانتوم إسرائيلية بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية. تسبب القصف في مقتل 30 طفلاً ومعلمًا، وإصابة 11 شخصًا آخر من العاملين في المدرسة.
وأحد الطيارين الإسرائيليين الذين شاركوا في العملية أكد أنهم كانوا يعلمون أن المبنى كان يستخدم كمدرسة للأطفال، وأرادوا توجيه رسالة للمصريين بأنهم سيدفعون ثمنًا جديدًا بسبب أفعالهم.
وفي عام 1973
ورغم أن الجيش المصري حقق انتصارًا في حرب العاشر من أكتوبر عام 1973، ولكن كان هناك عدد كبير من القتلى والجرحى المصريين. بلغ عدد القتلى 8528 شخصًا وعدد الجرحى 19 ألف شخص.
وفي 16 أكتوبر 1973، تمكن أرئيل شارون من اختراق سيناء من غرب قناة السويس، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت بـ “الثغرة”. ووقعت مذابح خلال هذا الاختراق، حيث قتل 150 جنديًا مصريًا بدهسهم بواسطة الدبابات.
وفي عام 2000
وفي 12 نوفمبر 2000، تعرض المواطن المصري سليمان قمبيز وعمته لإصابة بالرصاص الإسرائيلي أثناء جمعهما محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين.
وفي عام 2001
وتم توثيق سلسلة من الحوادث التي تعرض لها مواطنون مصريون على الحدود بين مصر وإسرائيل في الفترة من أبريل إلى ديسمبر 2001. وتضمنت هذه الحوادث ففي يوم 15 أبريل 2001، تعرضت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة لإصابة بطلق ناري إسرائيلي أثناء تواجدها في فناء منزلها القريب من الحدود مع غزة.
وفي يوم 30 أبريل 2001، قتل الشاب المصري ميلاد محمد حميدة عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين على الحدود.
وفي يوم 9 مايو 2001، أصيب المجند المصري أحمد عيسى بطلق ناري أثناء تواجده في منطقة خدمته على الحدود. وفي يوم 30 مايو 2001، أصيب المواطن المصري زامل أحمد سليمان “28 عامًا” بطلق ناري في ركبته أثناء جلوسه أمام منزله في حي الإمام علي بمدينة رفح المصرية.
وفي يوم 30 يونيو 2001، قتل المجند السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية في المنطقة الفاصلة بين مصر وإسرائيل أثناء تأديته لخدمته على الحدود.
وفي يوم 26 سبتمبر 2001، أصيب الضابط المصري برتبة نقيب عمر طه محمد “28 عامًا” بطلق ناري وعدة شظايا في الفخذ الأيسر نتيجة تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية.
وفي يوم 5 نوفمبر 2001، أصيب الرائد محمد أحمد سلامة، ضابط شرطة مصري، أثناء قيامه بدوريته في منطقة الحدود. وفي يوم 23 ديسمبر 2001، أصيب الشاب المصري محمد جمعة البراهمة “17 عامًا” في كتفه بطلق ناري إسرائيلي.
وفي عام 2002
وفي يوم 28 فبراير 2002، تعرض الطفل فارس القمبيز البالغ من العمر 5 سنوات لإصابة في فخذه أثناء لعبه بمفرده في فناء منزله. وتمت هذه الإصابة نتيجة لإطلاق نار عشوائي قرب الحدود.
وفي عام 2004
وفي يوم 7 نوفمبر 2004، سقط صاروخ إسرائيلي في حديقة منزل في رفح المصرية دون وقوع أي إصابات. تبع ذلك إطلاق النار من دبابة على الحدود مع غزة مما أسفر عن مقتل 3 جنود، ولم يتم الإعلان رسميًا عن عدد القتلى.
وفي عام 2006
وفي يوم 4 يناير 2006، تم قتل المجندين المصريين عرفة إبراهيم السيد والسيد السعداوي على يد المهربين، كما أصيب 10 آخرين خلال الحادث وتمكن المهربون من الهروب وإدخال الأفارقة إلى إسرائيل.
وفي عام 2007
وفي يوم 12 ديسمبر 2007، تعرض المجند محمد عبد المحسن الجنيدي للقتل بواسطة طلق ناري أثناء قيامه بواجبه العسكري. بعد ذلك، قام الجناة بالهروب ولم يتمكنت أجهزة الأمن من العثور عليهم حتى الآن.
وفي عام 2008
وفي 25 يناير 2008، تعرض مجند مصري على الحدود لإصابة برصاص مجهول. وفي نفس اليوم، تم قتل حميدان سليمان سويلم، مواطن مصري، أثناء ذهابه إلى عمله. وفي 27 يناير 2008، قتلت إسرائيل المواطن السيناوي المدني حميدان سليمان سويلم البالغ من العمر 41 عامًا خلال ذهابه لعمله.
وفي 27 فبراير 2008، قتلت إسرائيل الطفلة سماح نايف سالم، التي تبلغ من العمر 14 عامًا، أثناء لعبها أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم. وفي 21 مايو 2008، قتلت إسرائيل المواطن سليمان عايد موسى، البالغ من العمر 32 عامًا، بحجة تسلله داخل أراضيها بالقرب من كرم سالم.
وفي 22 مايو، قتل عايش سليمان موسى، البالغ من العمر 32 عامًا، عند منفذ العوجة برصاص إسرائيلي، بالإضافة إلى 5 آخرين وفي نفس العام. تم تسليم جثامينهم لذويهم في سيناء.
إسرائيل تقتل بدم بارد
وفي 9 يوليو 2008، تم قتل الضابط المصري محمد القرشي برصاص إسرائيلي خلال مطاردة لمهربين على الحدود. قتلته إسرائيل بدم بارد وتم فتح تحقيق صوري في الحادث لكن لم يسفر عن أي نتائج. زعمت إسرائيل أن الشهيد دخل إلى الأراضي الإسرائيلية وأطلقت النار عليه بطريق الخطأ.
وفي 24 سبتمبر 2008، أبلغت السلطات الإسرائيلية الجانب المصري بأن أحد المهربين المصريين سبق وحاول التسلل إلى إسرائيل من الأراضي المصرية، وبعد أن اجتاز الحدود أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وأردته قتيلا، واسم القتيل هو سليمان سويلم سليمان البالغ من العمر 26 عامًا، من منطقة القسيمة
وفي عام 2009
وفي أغسطس 2009، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة جندي مصري بعد أن اعتقدوا خطأ أنه كان يحاول التسلل.
والأحداث الدموية خلال الفترة من عام 2011 حتي تاريخه
وفي أغسطس 2011، أعلن جيش الكيان المحتل عن مطاردته لمهربين داخل الحدود المصرية، مما أسفر عن مقتل 6 جنود.
وفي 18 أغسطس 2011، تم قتل ضابط وثلاثة جنود أمن مركزي أثناء محاولتهم تتبع طائرة إسرائيلية في هجوم على إيلات، على الرغم من عدم وجود أي صلة بين الضحايا والهجوم.
وفي 2 يونيو 2023، وقع حادث إطلاق نار أسفر عن مقتل مجندين وشرطي مصري.
وفي يوم 27 مايو 2024، تم قتل جنديين مصريين يدعى عبدالله إبراهيم وإسلام إبراهيم عبدالرزاق، وأصيب ثلاثة جنود آخرين في معبر رفح.
السجلات الشجاعة لمعركة مصر ضد القمع الإسرائيلي
حيث يعتبر يوم 27 مايو عام 2024 علامة محورية في تاريخ مصر وتضحيات شعبها. هؤلاء الأبطال الذين فقدوا حياتهم لاستعادة كرامة وحقوق بلدهم يجب أن لا تُنسى.
في استمرارية التصدي للاحتلال، وقد امتلأت قلوب المصريين بالشجاعة والعزم على المقاومة. ومع مرور الزمن، ازدادت التضحيات والتضامن الوطني قوة وصمودًا.
وكان يوم 27 مايو عام 2024 هو يوم أليم للغاية، حيث فقدنا عددًا كبيرًا من الأرواح الشريفة، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن ومبادئه. وكانت تلك التضحيات تجسدًا للإرادة الحقيقية والإيمان الصادق في القضية الوطنية.
وعلى الرغم من الألم الذي يخلفه فقدان هؤلاء الأبطال، إلا أن ذكراهم ستظل خالدة وستستمر في إلهام الأجيال القادمة لمواصلة النضال من أجل الحرية والكرامة.
وستبقى تلك التضحيات محفورة في الذاكرة الوطنية، وستبقى مصدر إلهام وتحفيز للمصريين في سعيهم لتحقيق العدالة والاستقلال.
ومن خلال الاحتفال بتأريخ المقاومة والتضحيات، يتجدد التزامنا بدعم الشعب المصري في سعيهم لتحقيق الحرية والعدالة. مع استمرار العمل على إحياء ذكرى هؤلاء الأبطال