إسرائيل تسلم اليوم مقترح للوسطاء وسط مخاوف من تأثير مجزرة رفح على المفاوضات

إسرائيل تخطط لتقديم اقتراحها لتبادل الأسرى مع حركة حماس بشكل رسمي للوسطاء، اليوم الثلاثاء، في ظل المخاوف من تأثر مأساة رفح واستشهاد الجندي المصري بنيران الجيش الإسرائيلي، مما يؤثر على “استئناف المفاوضات المقررة خلال هذا الأسبوع”.

كانت ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء امس الاثنين، أن تل أبيب تعتزم تقديم اقتراحها لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس للوسطاء، غدًا، الثلاثاء، بشكل رسمي، دون الكشف عن تفاصيل الاقتراح الذي صادقت عليه كابينيت الحرب الليلة الماضية.

يأتي هذا في ظل “المخاوف الإسرائيلية” التي أشارت إليها المراسلة السياسية للقناة، مشيرة إلى أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في رفح عبر استهداف مأوى للنازحين، ما أسفر عن استشهاد 45 مدنيًا، “ستسبب صعوبات في استئناف المفاوضات”.

وفقًا للتقرير، “ليس واضحًا كيف ستستأنف المفاوضات المقررة لهذا الأسبوع، في ظل الاعتقاد الإسرائيلي بأنها ستتأثر بالأحداث في رفح، سواء على موقف حركة حماس أو على موقف الوسطاء”.

ونقلت القناة عن دبلوماسي أجنبي (لم يذكر اسمه) قوله إن “المخاوف التي حذرنا منها بشأن الهجوم في رفح أصبحت واقعًا”، وأفاد مصدر آخر بأنه “طالما لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح، فإن المحادثات لن تتوصل إلى حل”.

يأتي هذا بعد استشهاد جندي مصري في تبادل لإطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة معبر رفح؛ وأفادت التقارير الإسرائيلية أن مسؤولين في الجيش والشاباك أجروا محادثات مع نظرائهم في مصر بشأن الحادثة.

من ناحيته، نفى القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، الاثنين، أي تأكيد من الوسطاء بشأن ادعاء إسرائيل صياغة صفقة جديدة لتبادل الأسرى، مؤكدًا أنه لا يمكن التحدث عن القضية قبل “وقف العدوان تمامًا” على قطاع غزة.

ووفقًا لمعلومات “كان 11″، التقى رئيس الموساد، دافيد برنياع، في باريس، يوم الجمعة، مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ورئيس الوزراء القطري، وقدم اقتراحًا جديدًا لصفقة تبادل أسرى وضعه فريق التفاوض الإسرائيلي.

وذكرت المصادر نقلاً عن “مصدر مطلع” أنه تم الاتفاق على “استئناف مفاوضات الصفقة” خلال هذا الأسبوع، لكن لم يصدر تأكيد رسمي بشأن ذلك من قطر أو الجانب الأمريكي.

وبحسب “كان 11″، قدم رئيس الموساد الاقتراح الإسرائيلي أمام كابينيت الحرب مساء الأحد، والذي وافق عليه في جلسة شهدت غياب المسؤول عن ملف الأسرى من الجيش، نيتسان ألون، في ظل استياءه من إدارة المفاوضات.

وفي تعليق على المزاعم الإسرائيلية، قال حمدان، خلال مؤتمر صحفي في بيروت: “حتى الآن، لم نتلق تأكيداً من الوسطاء بشأن صفقة التبادل التي تدعيها إسرائيل، ولا يوجد أي تطور جديد حتى الآن”.

وأكد أنه “لا يمكن أن يتم التحدث عن أي تبادل للأسرى قبل وقف العدوان تمامًا” في غزة، مشيرًا إلى أهمية أن “صفقة تبادل الأسرى يجب أن تكون جزءًا من صفقة أوسع لإنهاء العدوان وإعادة أهلنا إلى ديارهم وبناء المناطق المتضررة”.

ومن جهة أخرى، ذكرت “كان 11” أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قال في لقاءات خاصة مع أسرى إسرائيليين في غزة، إن “تحقيق 80% من الأهداف العسكرية (في الحرب على غزة) تم بالفعل”. وأكد على أن “تحقيق الـ20% المتبقية سيستغرق وقتًا”.