مهرجان نوادي المسرح مع مسرحية "الأيام المخمورة" لفرقة القباري
عرض المسرحية “الأيام المخمورة” في مسرح السامر بالعجوزة ضمن فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح. والعرض مستوحى من رواية للكاتب السوري سعد الله ونوس، ويتناول قصة عائلة “عبد القادر العطار” في القاهرة خلال الفترة من 1919 حتى 1925.
ويتم تنظيم المهرجان برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة وتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ويستمر حتى 31 مايو.
فرقة بيت ثقافة القباري قدمت العرض بأداء متميز من قبل فرح نادر، مونيكا موسى، وأعضاء الفرقة الآخرين. وشهد العرض تقديم لجنة تحكيم متميزة برئاسة المخرج هشام عطوة، وتألفت من عدد من الشخصيات المعروفة في مجال الفن والثقافة. تميز العرض بتصميم ديكور وإضاءة مميزة، وتم تقديمه بإخراج متقن من قبل عبد الرحمن طلعت.
الندوة النقدية
تلا عرضًا نقديًا للكاتب سامح عثمان، وشارك فيه الناقد محمد عبد الوارث والناقدة داليا همام.
أشاد “عثمان” بالأداء التمثيلي للفنانين المشاركين في العرض، مشيرًا إلى أن النص يتناول صراعًا نفسيًا بين الأشخاص، وظهر ذلك من خلال الأحداث التي قدمها المخرج بمنظور نظرية “فرويد” في التحليل النفسي.
وأشارت الناقدة داليا همام إلى أن العرض يتناول فكرة جوهرية وهي الفقد والخيانة، وهي مسألة معقدة جدًا، وأضافت أن العرض تم تقديمه بإيقاع قاتم حزين، ولكن هذا الإيقاع ليس له علاقة بحالة الابن (صعوبة الكلام) بعد أن تركت الأم المنزل، كما أن المسافة الزمنية بين المشاهد بحاجة إلى المزيد من السلاسة في الحركة.
أما المزج بين موسيقى التخت الشرقي والموسيقى التصويرية، فكان مناسبًا ووضع المشاهد في حالة تتماشى مع أجواء العرض.
وأوضح الناقد محمد عبد الوارث أن التركيز على العنصر الإنساني هو أهم ما يميز العرض، وإعادة ترتيب الأدوار وتقديم النص بالعامية المصرية ساعد في تقريب العرض للجمهور، على الرغم من عدم تفسير أسباب سعي “الحفيد” لمعرفة حقيقة ترك الجدة “سناء” للبيت.
وأشاد في ختام حديثه بالتعبير والأداء الحركي والرؤية الإخراجية، فاستعانة بأغنية “أنا هويت وانتهيت” لسيد درويش التي صاحبت الأحداث استطاعت تفسير ما حدث للعائلة، ويفضل عدم الإفراط في استخدام العناصر الدرامية.
تنظم الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، وبإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، المهرجان الختامي لنوادي المسرح.
ويشارك في هذا الموسم 24 عرضا مسرحيا يقدم مجانا للجمهور على مسارح السامر وقصر ثقافة روض الفرج. كما يتم إصدار نشرة يومية تحتوي على جدول العروض، بالإضافة إلى عقد ندوات نقدية تعقب العروض بمشاركة نخبة من النقاد والمسرحيين.
عروض المهرجان اليوم
وتتواصل فعاليات المهرجان على مسرح السامر بالعجوزة، مع عرضين مسرحيين لفرقة مصطفى كامل المسرحية، الأول بعنوان “بيت الحاجة” عن قصة الكاتب الإنجليزي ويليام روس، إعداد أحمد سمير، إخراج مروان عسكر، ويقدم في السادسة مساءً، أما العرض الثاني فيحمل عنوان “عائلة توت”، قصة الكاتب المسرحي استيفان أوركيني، وإخراج أحمد محمد أحمد، ويقدم في الثامنة مساءً.
وتزامنًا مع فعاليات المهرجان، تستمر ورشة اعتماد المخرجين الجدد الذين تم تصعيدهم للمهرجان هذا الموسم ليتلقوا تدريبًا مكثفا لمدة اثني عشر يوما في مجال “الإخراج المسرحي، السينوغرافيا، الدراما، التثقيف المسرحي والتذوق الفني”.