ثقافة وفنون

الكلب النائم: فرقة الأنفوشي تتألق في مهرجان نوادي المسرح

العرض عن رواية “منحنى خطر” للكاتب الإنجليزي چون بريستلي، وتدور أحداثه حول قصة أبطالها ثلاثة رجال يعملون في شركة واحدة تحدث بينهم مشكلة فتتحول علاقة الصداقة إلى مشهد بوليسي، ويكتشف البطل “مارتن” إن كل ما حوله زائف، فيقرر التخلص من حياته بالانتحار.
ويطرح العرض عدة تساؤلات هل من الأفضل كشف الحقيقة مهما كان الثمن أم أحيانا من الواجب ترك الخداع كما هو للحفاظ على قوانا العقلية؟!

“الكلب النائم” لفرقة الأنفوشي المسرحية، أداء أحمد جمال، نانسي نصر، سيف طلال، محمد لقمان، ميرنا عادل، محمد أشرف، سارة عادل، ميرنا خليفة، يوسف أمين.
إعداد محمد لقمان، موسيقى محمد أشرف، ماكياج نانسي نصر، تصميم ديكور هبه الله جمال، إضاءة أحمد علاء، ملابس رامي عادل، وكيروجراف محمد صلاح.

أشار محمد أشرف مخرج العرض أن العمل يطرح مجموعة من القصص الدرامية المتشابكة، تتعلق بشخصية “مارتن” وهي غير موجودة بالنص الأصلي وتم إضافتها لتماسك الأحداث.
أما باقي الشخصيات فظهرت بنفس أسماء النص الأصلي الذي تم تمصيره بما يتناسب مع قضايا المجتمع.

شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من المخرج هشام عطوة رئيس اللجنة، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتور حمدي عطية، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار أحمد حمدي رؤوف، المخرج محمد الطايع مقرر اللجنة.

أعقب العرض ندوة نقدية أدارها سامح عثمان، وشارك بها الناقد محمد عبد الوارث والناقدة داليا همام.

أشار “عثمان” إن العرض تطرق لنظرية “فرويد” أيضا بتقسيم النفس البشرية إلى “الهو” المسئول عن الرغبات والغرائز، “الأنا الأعلى” المسئول عن الضمير والمثل العليا، فيما تقف “الأنا” حائرة في المنتصف.
وعن عنوان النص قال : منحنى خطر يوحي بالسرعة والتهور، أما الكلب النائم أعطى إحساسا بالسكون والثبات وهي دلالة لنوم الحقيقة وعدم إيقاظها.
أما الديكور أوضح أن هناك بعض الرموز أعطت إحساسا بالكشف عن الحقيقة كالأقنعة والبراويز، وأشاد بالإضاءة التي تمثلت في التلوين التتابعي والتحول اللوني للبراويز مع كشف كل حقيقة من الحقائق.

أوضحت الناقدة داليا همام أن شخصيات العرض تم تقديمها بصورة مركبة، فظاهرها يختلف عن باطنها الداخلي وتم تطويع ذلك بأداء حركي راقص، نتج عنه استيعاب الجمهور المتلقي للفكرة بشكل جيد،

كما أن اختيار الممثل الصامت جاء جيدا، فهو تمكن من توصيل رسالة الكلب النائم عن الحقيقة.
وعن عنصر الموسيقى أشارت إلى أن الوتريات والإيقاعات السريعة في الزمن زادت من جذب انتباه الجمهور، ولكن هناك لحظات اتسمت بالتشويش، ولكنها عكست ما هو موجود داخل الشخصيات.

أما الديكور ساعد على صنع حالة درامية جيدة وصورة جمالية واضحة، وأشادت باختيار الملابس والإكسسوارات، وكذلك دراماتورج العرض الذي ساهم في تسليط الضوء على بعض الحقائق.

من ناحيته أشار الناقد محمد عبد الوارث أن النص يحمل حالات نفسية كثيرة، وهذا النوع من النصوص يتطلب دراسة الشخصية من داخلها قبل خارجها والمراحل النفسية التي تمر بها.
وكان التعبير الحركي منذ بداية العرض له دلالة واضحة وعكس الاشتباك بين الشخصيات.
أما عن اختيار العنوان فجاء موفقا فالكلب النائم يدل على الحقيقة النائمة، وعند إيقاظ الكلب تم إيقاظ الحقيقة.
وأثنى في ختام حديثه على فكرة العرض وأداء الممثلين، مؤكدا على ضرورة التدريب على مخارج الألفاظ والحروف، والتركيز على نهاية واحدة أو تركها مفتوحة بدلا من تعدد النهايات حتى لا يحدث تشتت لدى المُشاهد.

المهرجان الختامي لنوادي المسرح تنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، ويشارك به هذا الموسم 24 عرضا مسرحيا تقدم مجانا للجمهور، بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويصدر عنه نشرة يومية بالإضافة لندوات نقدية تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين.

وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم الاثنين على مسرح السامر بالعجوزة، مع عرضين مسرحيين لفرقة مصطفى كامل المسرحية، الأول بعنوان “بيت الحاجة” عن قصة الكاتب الإنجليزي ويليام روس، إعداد أحمد سمير، وإخراج مروان عسكر، ويقدم في السادسة مساءً، أما العرض الثاني فيحمل عنوان “عائلة توت”، قصة الكاتب المسرحي استيفان أوركيني، وإخراج أحمد محمد أحمد، ويقدم في الثامنة مساءً.

وتزامنًا مع فعاليات المهرجان، تستمر ورشة اعتماد المخرجين الجدد الذين تم تصعيدهم للمهرجان هذا الموسم ليتلقوا تدريبًا مكثفا لمدة اثنى عشر يوما في مجال “الإخراج المسرحي، السينوغرافيا، الدراما، التثقيف المسرحي والتذوق الفني”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى