إسبانيا تحذر إسرائيل: قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة وواجبة التنفيذ
في تطور جديد في الأزمة بين إسبانيا وإسرائيل، وصف وزراء إسبان ما تقوم به إسرائيل بأنه إبادة حقيقية، وأكدوا على ضرورة احترامها لقرارات محكمة العدل الدولية. وتسعى إسرائيل للضغط على إسبانيا لأنها تصدرت موجة الإدانة لما ترتكبه من جرائم وكذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومنذ إعلان إسبانيا عزمها الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية يوم الأربعاء المقبل، كثفت إسرائيل ضغوطها على مدريد عبر إجراءات دبلوماسية مثل تعليق خدمات القنصلية الإسبانية في فلسطين. لكن الحكومة الإسبانية لا تتردد في الرد على كل قرار بتصريحات شديدة اللهجة، وترفض اتهامها بمعاداة السامية التي يوجهها قادة الكيان الإسرائيلي.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، اتخذت إسبانيا مواقف متميزة داخل الاتحاد الأوروبي بإدانة ممارسات إسرائيل والدعوة لتعليق الاتفاقيات التجارية معها.
وبلغ الرد الإسباني ذروته نهاية هذا الأسبوع، حيث حذرت الحكومة الإسبانية يوم السبت من أن قرار محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل بوقف عملياتها في مدينة رفح بغزة ملزم ويجب أن تمتثل له.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت يوم الجمعة حكمًا بشأن التدابير الإضافية التي طلبتها جنوب أفريقيا، متهمة إسرائيل بتجاهل الأوامر السابقة للمحكمة الأممية لمنع الإبادة الجماعية في غزة، وبتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع جراء شن هجوم جديد على رفح، مما أدى لنزوح مئات الآلاف من السكان.
وصرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأن “التدابير الوقائية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية، بما فيها وقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، إلزامية”. وقال في بيان عبر حسابه على منصة “إكس”: “نطالب بتطبيقها”.
وجاء الموقف الأقوى من وزيرة الدفاع مارغريتا روبلس، التي عادة ما تتحرى الدقة في تصريحاتها للصحافة، لكنها هذه المرة وصفت ما تقوم به إسرائيل بأنه “إبادة جماعية حقيقية”.
وقالت حرفيًا للتلفزيون الإسباني السبت قبل عرض عسكري في مدينة أوفييدو شمالي البلاد: “إسبانيا دائمًا داعمة بقوة لما يحدث في العالم. لا يمكننا نسيان أن الناس يموتون في أوكرانيا، إنها حرب هائلة، ولا يمكننا تجاهل ما يجري في غزة، وهي إبادة جماعية حقيقية”. واعتبرت أن اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية هو رهان على السلام الحقيقي وإنهاء العنف في قطاع غزة.
وانخرطت الصحافة الإسبانية في الضغط على إسرائيل، فكتبت صحيفة “إل باييس”، الأكبر في إسبانيا، في افتتاحيتها نهاية الأسبوع أن “قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الصادر الجمعة والذي يأمر إسرائيل بوقف هجومها فورًا على رفح جنوبي قطاع غزة يمثل نقلة نوعية في الضغط العالمي على حكومة بنيامين نتنياهو”.
وأضافت الصحيفة: “لا تملك المحكمة الدولية سلطة تنفيذية، لكن أمرها يعد تحذيرًا يصعب تجاهله من قبل المجتمع الدولي الذي اعتاد عدم تجاوز حدود الإدانة اللفظية”.
وتابعت: “الديناميكية القاتلة الجارية في غزة – حيث معظم القتلى من المدنيين، والجرحى لا يمكن علاجهم بسبب تدمير البنية التحتية الصحية، والناجون يواجهون المجاعة – ليست نتيجة ظروف خارجة عن السيطرة، بل نتيجة قرارات مدروسة من نتنياهو ومسؤوليه”.
