مقالات ورأى

أنور الرشيد يكتب : عبادة الفرد الزعيم المخلص لازم تنتهي.

في الرابع والعشرين من هذا الشهر الجاري كتبت مقال بعنوان “رحيل سعادة اللواء عيدروس الزبيدي أصبح مستحق”
مضمون المقال هو إن إذ سعادة اللواء عيدروس بعد عشر سنوات من تحرير الجنوب ودعم من مليونيتين تاريخيتين ولم تعد دولة الجنوب،

فليتفضل بكل احترام وتقدير أن يترك المنصب لمن هو قادر على تحقيق رغبة الشعب الجنوبي وهي إعادة دولته السابقة التي اختطفها واحتلها الشمال بإحتلال عسكري عام 1994 ودمرها وأفقر شعبها ونهب ثرواتها، ورغم أنه عندما إنهار الإحتلال الشمالي وتحرر الجنوب منه عبر دماء أبنائه الطاهرة،

ورغم أنها كانت فرصة تاريخية لا يمكن تعويضها وهي لجوء الشرعية الشمالية المحتلة للجنوب وشعبه الممثلة في عبد ربه منصور هادي وهو في أضعف حالاته لم يُشترط عليه أحد الاعتراف في دولة الجنوب وعودتها أو لا لجوء لشرعية احتلت بلدنا، ورغم مرور فرص كثيرة -مع الأسف- لفرض أمر واقع وعودة دولة الجنوب، إلا أنها فرص لم تحقق أي نتيجة وذلك لعدم استثمارها بشكل صحيح.

نعم أنا أدرك الضغوط الإقليمية الرافضة عودة دولة الجنوب وقلت ذلك ولازلت مؤمن به ومدرك تماماً دور المجتمع الدولي أيضاً بذلك ولكن أن رُضخ لهذه الظروف فالحقيقة التي يجب على الجميع إدراكها هي عدم عودة الجنوب، وهذا ما لا يريده سعادة اللواء عيدروس الزبيدي ولا الشعب الجنوبي الذي خوله بذلك.

لذلك قلت بما يفيد في حالة عدم مقدرة الزبيدي على تحقيق ذلك فليترك المجال لغيره لعله يستطيع تحقيق أمنية الشعب الجنوبي الذي يعيش بحالة أسوأ من حالة الشعب الشمالي بكل المقاييس ،

وهذا الرأي للأمانة لا ينقص من مكانة الزبيدي لابل سترفع من شأنه فيما إذ صارح الشعب الجنوبي في الأسباب التي عطلت عودة دولة الجنوب.

ما يهمني الآن ردود الفعل التي في الحقيقة تنم عن تمسك بعقلية البطل المغوار الذي لا يشق له غبار مع احترامي وتقديري لسعادته،

هذه العقلية التي تُرسخ عقلية الزعيم الذي لم تنجب البشرية مثله، وهذه هي العقلية التي دمرت كل الشعوب التي سلمت جينيا بها والتاريخ خير شاهد على ذلك ولا أعرف لماذا تعشق جيناتنا ذلك المخلوق الذي يذيقهم العلقم مع إشراقة كل شمس ومع ذلك يتم تقديسه بشكل خارج عن نطاق الفهم البشري والإنساني ولا أعني هنا سعادة اللواء عيدروس ولاغيره بقدر ما أعني عقلية الزعيم الأوحد الذي إن لم ترضخ له فستحل عليك لعنة السماء والأرض.

أكرر اعتزازي واحترامي وتقديري لشخص سعادة اللواء عيدروس الزبيدي ولكن ليسمح لي بأن أقول له بأن اعتزازي واحترامي وتقديري للشعب الجنوبي ولقضيته العادلة بعودة دولته لها أهمية تفوق كل اعتبار، وأقول لكل من راسلني وعلق على ذلك المقال رأيكم له كل التقدير والاحترام وهذا حقكم ولكن تظل الحقيقة الوحيدة المتفقين عليها هي حق الشعب الجنوبي بعودة دولته فوق كل اعتبار سواء جاء بها سعادة اللواء عيدروس أو غيره…

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى