حكاية غريبة حقيقيةيقدمها : محمد عبدالقدوس (براءة .. صدفة خير من مليون ميعاد!!)
ثلاثة متهمين تم تقديمهم إلى المستشار “فريد نصر سعد” رئيس محكمة الجنايات في ذلك الوقت.
كانت تهمتهم الإتجار في المخدرات.
المتهم الأول تم ضبطه وهو يحمل أربعة كيلو من “البانجو” موضوعة في كرتونة ، وكان قادماً من الصعيد ، وألقي القبض عليه بالقرب من ميدان التحرير ، وقد ضبطت أخته وزوجها معه ، دلت التحريات أن وظيفتها كانت مساعدته في ترويج السموم التي يحملها مقابل مبلغ من المال !!.
وفي المحكمة أقر المتهم بجريمته إلا أنه نفى بشدة ضلوع شقيقته وزوجها في الجريمة !
وزعم أنه قابلهما صدفة في ميدان التحرير !
ووقف ممثل النيابة ينفي الإدعاء ! ويؤكد تورط بقية المتهمين قائلاً أن القاهرة تضم ملايين السكان ! وليس من المعقول أن يلتقي المجرم مع أخته وزوجها بمحض الصدفة وسط هذا الزحام البشري الهائل ! والمعقول أنه أتصل بها تليفونيا ليتقابل كل المتهمين في المكان الذي تم ضبطهم فيه !!
ويقول رئيس المحكمة المستشار “فريد نصر سعد”: رغم أن كلام ممثل النيابة بدا معقولاً ومنطقيا أكثر من كلام المتهم إلا أن هذا لم يكف لإدانة بقية المتهمين !
فالقضاء يعتمد في حكمه على الأدلة المادية الواضحة !
وليس في قاموسنا القول بأن المنطق يفضي إلى كذا وكذا !!
فهذا عامل مساعد ، لكنه ليس الدليل الأساسي الذي يؤدي إلى حبس المتهم ويضيف قائلاً: في القضية التي بين أيدينا نجد أن كل المضبوطات كانت مع المتهم الأول !
وبتفتيش أخته وزوجها لم يعثر على شيء !!
ولا يمكن إدانتهم بمجرد النية التي لم تترجم إلى فعل إجرامي !
والشك يفسر دائماً لصالح المتهم ، فوجود بقية المتهمين في مكان الجريمة لا يكف وحده للإدانة .. وصدفة خير من مليون ميعاد !!
وقد أنتهت تلك القضية إلى الحكم على المتهم بالأشغال الشاقة المؤبدة ، وبراءة أخته وزوجها.
يقول القاضي: المتهم كان فيه نوع من الشهامة !
وأراد حمل القضية وحده ، وإخراج شقيقته ، وحققت له ما أراده !!
محمد عبدالقدوس