لايوجد شك أن زرع الدولة العبرية فى الشرق الاوسط كان وبالا على المنطقة . فقد فقدت مصر ٢٤٠ ألف شهيد فى حروبها مع إسرائيل منذ ١٩٤٨ ( عن شقيقى اللواء أركان حرب فاروق خفاجى أركان حرب سلاح الاشارة الاسبق).
ولم تفصح الحكومات السلطوية عن ذلك حتى لاتعلن خيبتها على الملأ. ومعظم هؤلاء كانوا أسرى قتلتهم إسرائيل ودفنوا فى مقابر جماعية.وقتلت إسرائيل ١٣٤ الف من الفلسطينيين حتى الآن.
وذلك ناهيك عن الخسائر المادية فى البنية الاساسية للدول العربية وفلسطين التى تربوا على ٣ تريليون دولار، تحتاج لاحصائها بمركز التعبئة والاحصاء المصرى.
ولكن كيف يمكن مواجهة هذا الوباء حاليا التى ابتليت به المنطقة وهو إنشاء دولة إسرائيل؟ يوجد عدة سيناريوهات للمواجهة: أولها أن تتحرك الجيوش العربية فى المواجهة.
ولكن هذا السيناريو لن ينجح وذلك لان جيش الدفاع الاسرائيلى سلحته أمريكا ليتغلب على كل تلك الدول مجتمعة. وأساسا سيتم ذلك بالطيران والمسيرات والصواريخ الاسرائيلية والتى تستحوذ على نصف ميزانية جيش الدفاع الاسرائيلى . وستدمر معظم البنية الاساسية للدول العربية الذى تكلفت التريليونات من الدولارات.
ولايوجد أسلحة تقريبا عند هذه الدول تقاوم بها الهجوم. وللاسف تعتمد الدول العربية على الدبابات سلاح الحرب العالمية الثانية. وفى خلال ساعات قليلة سيتم تدبير تلك الدبابات بالمسيرات الاسرائيلية .
ولايوجد احتمال لتحقيق النصر على إسرائيل الا باتحاد تركيا وإيران مع الدول العربية بالحرب الشاملة. ويوجد عيب أساسي فى تلك الحرب هو سيحول المجتمع الدولى وإهتماماته الى تلك الحرب وينسي كفاح شعب فلسطين لاستعادة أرضه.
وطبعا إذا حدثت هذه المواجهة الشاملة سينضم الحلفاء الى إسرائيل ضد العرب والمسلمين بما فى ذلك أمريكا وخدامينها من إنجلترا الى المانيا وفرنسا وإيطاليا.وستكون النتيجة محتمومة بهزيمة العرب وضياع المزيد من الاراضى لمصلحة إسرائيل.
والسيناريو الثانى هو مايحدثً حاليا وهو حرب العصابات التى يشنها الفلسطينيون فى غزة والضفة الغربية ضد جيش الدفاع الاسرائيلى .
وقد ثبت فاعلية هذا السيناريو حتى الآن باستمرار الحرب لمدة حوالى ٨ أشهر ولاتزال المعركة مستمرة ولم يستسلم أصحاب الارض.
ولكن كان يمكن تفادى معظم خسائر المدنيين بان مالكى تلك العمارات فى غزة كان يجب أن يوفروا أماكن تحت الارض يلجأ لها السكان عند حدوث الغارات كما عمل فى إسرائيل.
ونتيجة للخسائر الكبيرة التى منى بها الفلسطينيين أن تحول الرأى العام العالمى ضد إسرائيل . وخصوصا أن إسرائيل بلغ بها من الخسة والحقارة أن تدمر المستشفيات وتقتل فرق الاسعاف وسياراته حتى تضمن قتل المصابين وعدم علاجهم.
وفى عام ١٩٤٨ إقترح أحد زعماء حزب الوفد أن يجب أن نحارب حرب عصابات ضد العصابات الاسرائيلية من الهاجاناه وشتيرن . ولم يسمع أحد كلامه. والآن أثبت التاريخ صحة آرائه.
د مدحت خفاجى. حزب الوفد. الحق فوق القوة والامة فوق الحكومة. سعد زغلول