لا شيء يكمل إنجازات المقاومة اليمنية والقوات المسلحة اليمنية والإخوة في أنصار الله سوى السعي لاستعادة الوحدة بين شطري اليمن التي نفذت في 22 مايو 1990 وجاءت في سياق تغيرات كبيرة في العالم والمنطقة، بما في ذلك انهيار الاتحاد السوفيتي.
حرب الخليج الأولى ضد العراق، التحضيرات لمؤتمر مدريد، وكأنها رسالة جديدة من الشعب اليمني إذ يسير دائمًا في اتجاه معاكس لإرادة القوى المهيمنة على العالم…
ثورة 26 سبتمبر اليمنية عام 1962 في شمال اليمن، كانت ردًّا على الانفصال بين مصر وسورية، بينما جاءت ثورة 14 نوفمبر التحريرية في جنوب اليمن كرد فعل أيضًا. وصل أبطال اليمن إلى لبنان خلال عام 1982 للمشاركة مع المقاومة اللبنانية والثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري في خلق ملحمة كبرى في تاريخ النضال ضد العدو، حيث استمرت هذه المعركة لما يقارب التسعين يومًا، منها أكثر من ثمانين يومًا من الحصار والدمار في العاصمة اللبنانية بيروت.
واليوم، ونحن نرى شعب اليمن بكلِّ قواه المخلصة لتراث اليمن ورسالته التحررية يقف وقفة واحدة وراء أبطال فلسطين في ملحمة “طوفان الأقصى”، وهي وحدة تحتاج إلى ترجمة عملية من خلال حوار بين كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في اليمن، بما يُعيد للبلد العظيم وحدته ويخرجه من حال الاحتراب التي يستغلها أعداء اليمن للاستمرار في تمزيقه، وهو الحوار الذي بادر المؤتمر القومي العربي والقومي الإسلامي إلى السعي لعقده منذ سنوات، من خلال لجنة بإشراف المناضل الكبير خالد السفياني. وعلى الرغم من موافقة كافة الأطراف على المشاركة، إلا أنَّ النجاح لم يكن موجودًا للإجتماع لعدم توفر مكان يُناسب الجميع.
إن الأمة العربية والإسلامية التي رأت في مساهمة الأبطال اليمنيين في ملحمة “طوفان الأقصى” مفاجأة كبرى لم يكن أحد يحسب لها حساب، لا سيّما أنها نقلت المعركة من بطاح غزة وأرض فلسطين إلى المستوى الدولي. تتطلع اليوم إلى أن يستكمل الإخوة اليمنيون هذا الانتصار بانتصار كبير في استعادة وحدة اليمن، المستفيدة من أخطاء التجربة الماضية، والتي تشكل رداً استراتيجياً على مخطط تجزئة الأمة وتقسيم أقطارها، وهو مخطط استعماري صهيوني نجح في أقطار وفشل في أقطار أخرى …
لم تكن الانفصال أو الانقسام أو التجزئة حلا لا على مستوى العلاقات بين الدولتين ولا داخل كل دولة ولا على مستوى الأمة.كل التحية لشعب اليمن في عيد الوحدة اليمنية، ولمقاومته البطولية التي يعتبرها شعب فلسطين وأمتنا العربية والإسلامية رمزاً لوحدة الأمة، ونبراساً للحرية والكرامة، ولشجاعة الثوار اليمنيين وتجاوزهم لعدة حواجز وعقبات.