مقالات ورأى

معصوم مرزوق يكتب: مصر ليست مجرد وسيط

بيان ضياء رشوان الذي حمل تهديدا مبطنا بأن تتخلي مصر عن وساطتها، كرد على ما أوردته محطة CNN من مزاعم، لم يكن موفقا.

بالنسبة لفلسطين، مصر ليست وسيطا، ولا يمكن أن تكون كذلك، مصر دولة إقليمية هامة عليها واجبات الدفاع عن أمنها الوطني، وهو ما يلزمها بالرفض الصريح للعدوان الإسرائيلي، ومحاولته إبادة الشعب الفلسطيني ودفعه للهروب من الجحيم إلى سيناء.

العالم لا يفهم الكلام المبهم والمعاني المدغمة الغامضة، يجب أن تصدر بيانات واضحة وقوية، تعكس الموقف الذي تتبناه حاليا دول عديدة من العالم، في إدانة السياسات الإسرائيلية، والمطالبة بفتح كل المعابر، وأبرزها معبر رفح للحيلولة دون إبادة الشعب الفلسطيني جوعا وعطشا ومرضا.

لن يكون مفيدا التبارز الإعلامي المجزأ، والإسراف في بيانات منسوبة لمصادر رفيعة، بل يجب أن نقتصر على بيانات لجهات رسمية، أهمها وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع حسب المقتضي، وهذا ما تفعله إسرائيل.

لأن اللهاث خلف كل خبر في وسائل الإعلام، هو ذخيرة ضائعة، بل قد ترتد علينا إذا أخفقت في الصياغة، أو ظن الطرف الآخر أن ذلك هو أقصى ما نستطيع، أو أن هناك ما نخشي منه.

الخطاب الرسمي وحده يمكنه أن يضئ مصابيح الإنذار في العواصم ذات الصلة، والتأكيد على احترام الالتزامات الدولية، لا ينفي فهمنا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأن المعاهدات هي عقود دولية تتضمن التزامات متبادلة بين أطرافها، فإذا أخل طرف بالتزامته، أحّل ذلك الطرف الآخر من التزاماته، تماما مثلما تقضي قاعدة تغير الظروف وفقا لاتفاقية فيينا لقانون المعاهدات.

لا يمكن لعاقل أن يدعو إلى تصعيد عسكري، ولكن لا يمكن لأي دولة أن تحذف هذا الخيار من معادلات التفاوض، خاصة في مواجهة نظام متوحش لا يفهم إلا لغة القوة.

ومن المؤكد أنه سيعيد حساباته إذا أدرك أن الطرف الآخر يلوح بهذا الخيار، وأنه لن يتردد في الدفاع عن أمنه القومي ووزنه ودوره في الإقليم بكل الوسائل المشروعة بما في فيها القوة المسلحة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى