مصر

برئاسة حمدين صباحي..القومي العربي يعقد اجتماعا افتراضيا بشأن طوفان الأقصى

عقدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي اجتماعاً افتراضياً برئاسة الأمين العام للمؤتمر السياسي البارز حمدين صباحي، وبمشاركة الأمناء العامين السابقين معن بشور، خالد السفياني، ود. زياد حافظ، ونائب الأمين العام د. ماهر الطاهر، وبحضور 30 عضوا من 12 دولة عربية وذلك لمناقشة مجموعة من الأوراق تتناول أبعاد وتداعيات معركة طوفان الأقصى على مستقبل المنطقة إضافة إلى تخصيص جلسة مفتوحة بعنوان مبادرات من أجل غزة.

وافتتح المؤتمر الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الامة وروح الأمين العام الأسبق للمؤتمر الراحل عبد القادر غوقه الذي توفي بعد عطاء غزير ومثمر، إضافة إلى روح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه الذين يحظون باحترام وتقدير وإجلال لمثابرتهم على العطاء من أجل فلسطين وتمسكهم بدعم المقاومة وبنصرة الحق العربي مقدماً العزاء لشعب إيران وقيادته.

وقال رئيس المؤتمر السياسي البارز حمدين صباحي إن الاجتماع يأتي ونحن على مقربة من انعقاد الدورة 33 للمؤتمر القومي العربي، ومنه نتوجه بالتحية فخراً واكباراً الى المجاهدين في غزة الذين يقاتلون منذ 8 اشهر من أجل تحرير فلسطين. وأضاف صباحي أن المقاومة تقدم أسطورة على أرض غزة العصية القادرة على أن تؤلم العدو حتى الان، وتجعله يدور في دائرة مفرغة من القتل والابادة والتوحش، دون إمكانية الوصول لانجاز أي هدف استراتيجي اعلنه.

وأشار حمدين في كلمته إلى أن المقاومة ألحقت بالاحتلال هزيمة على أعلى المستويات، ووجه التحية للشعب والمقاومة، ولقوى الاسناد في محور المقاومة، ولكل الذين يلتفون من حول قضية فلسطين في العالم، أصحاب الضمائر الذين توّجوا قضية فلسطين قضية إنسانية، فضلاً عن انها قضية  عربية وإسلامية.

ولفت صباحي دور عبد القادر غوقه الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي والمجاهد العربي الأصيل الذي استمسك بالعروة الوثقى حتى أخر أنفاسه، وكان بالنسبة لأعضاء المؤتمر أخاً وأباً ، ولكن الأهم انه كان نموذجاً للعربي الاصيل والانسان النبيل وصاحب رؤيا وعطاء لمسيرة طويلة لم يتخل فيها عن مبادئه ولم يفرّط  بعقيدته القومية العربية.

وأشاد صباحي باعتراف كل من أيرلندا والنرويج وإسبانيا بفلسطين، مؤكّداً ان هذا الاعتراف هو محصلة للصمود الأسطوري لشعبنا في فلسطين ولعطاء المقاومة العظيم، ولتفتّح الضمير العالمي على  توحّش العدو وعلى عدالة قضيتنا، وانه يصب كما غيره على المستوى العالمي في تضفير هذا الانتصار الذي بدأه وينجزه “طوفان الأقصى”.

وأقرّ المجتمعون جدول أعمال المؤتمر الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام ويتضمن جلسة افتتاح يتحدث فيها قادة الصف الأول من حركات المقاومة، بالإضافة إلى قادة ورموز العمل الشعبي والقومي العربي، كما يتضمن جلسة مناقشة التقرير السياسي ومجموعة أوراق حول الأبعاد الاستراتيجية لملحمة “طوفان الأقصى” والتداعيات السياسية والشعبية والتفاعل العالمي وسبل تطويره، بالإضافة إلى أوراق حول مبادرات المؤتمر ومواقفه، وأفكار لتطوير عمل المؤتمر.

واستعرض المجتمعون الأوضاع السياسية، لاسيّما في فلسطين وحولها، كما الأوضاع الميدانية في ساحات المقاومة. وخلال استعراض التطورات الميدانية والسياسية لملحمة “طوفان الأقصى”، رأى المجتمعون أنه أمام التعنت الصهيوني والتوجيهات الفعلية للإدارة الأمريكية، فإن المعركة ما زالت طويلة وإن كانت كل المعلومات تشير إلى تراجع القدرات العسكرية للكيان الصهيوني، كما إلى تصاعد الخلافات الداخلية بين المستوى السياسي والمستوى العسكري من جهة، وداخل المستوى السياسي من جهة أخرى، بالإضافة إلى تصاعد الاعتراضات العالمية، الشعبية والطلابية، على حرب الإبادة الجماعية ومع تزايد العزلة الدولية على هذا الكيان المتمثلة بتزايد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين.

وتوقف المجتمعون أمام الدور الهام الذي تقوم به قوى المقاومة في المنطقة، لاسيّما المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان والتي قدّمت حوالي 500 شهيداً حتى اليوم في معركة إسناد غزّة، والذي ينبغي اعتباره مشاركة فعاّلة وهامة في هذه المعركة التاريخية، كما توجه المجتمعون بالتحية إلى المقاومة اليمنية ودورها العام في إعطاء المعركة بعدها الدولي من خلال ملاحقة السفن الصهيونية والمتجهة إلى فلسطين المحتلة في البحر الأحمر وباب المندب وصولاً إلى المحيط الهندي، كما حيّوا المقاومة العراقية في عملياتها ضد قواعد الكيان الصهيوني من إيلات إلى حيفا، بالإضافة إلى تحية خاصة إلى سورية التي دفعت، وما تزال، أثماناً غالية بسبب موقفها الداعم للمقاومة، والمتمسك بتحرير الأرض المحتلة.

ووقف المجتمعون أمام مصطلحات جديدة يجري الترويج الصهيوني لها كالإبادة المجتمعية والإبادة السياسية والإبادة الزراعية والإبادة البيئية، بما يؤكّد أن العدو يستهدف في حربه أن تصبح غزّة المجاهدة أرضاً غير قابلة للحياة.

وفي ختام الاجتماع قرر المؤتمر الاتصال بسفارات دول إيرلندا وإسبانيا والنرويج وشكرها لاعتراف حكوماتهم بدولة فلسطين، وهو ما يفتح الباب الواسع لدول أخرى أبدّت تضامنها، بالإضافة إلى شكر الدول التي سبق أن اعترفت بدولة فلسطين وتلك التي انضمت إلى دولة جنوب أفريقيا في شكواها ضد الكيان الغاصب أمام محكمة العدل الدولية متوقفين أمام المسار القضائي الذي بدأ يطلقه النضال من أجل فلسطين جنباً إلى جنب مع المسار الكفاحي والميداني والسياسي والإعلامي بما يؤشّر إلى عمق العزلة التي بدأ الكيان الصهيوني وحلفائه يعانون منها. ودعا المجتمعون إلى مواجهة الضغوط الأمريكية والأطلسية لتحويل المسار القضائي عن مهمته الحقيقية ومساواة الضحية بالجلاد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى