مقالات ورأى

أنور الرشيد يكتب : اعتراف النرويج وأيرلندا بدولة فلسطين هو انتصار للإنسانية على الكراهية.

‏لا شك بأن إعلان تلك الدول الأوروبية اعترافها رسمياً بدولة فلسطين بعد اعتراف دول أعضاء الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بعضوية كاملة للسلطة الفلسطينية بعدما كانت بصفة مراقب، ما هو إلا محطة من محطات النضال من أجل الحُرية والديمقراطية الإنسانية وكما تحررت جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري حتماً ستتحرر فلسطين من نظام كتب نهايته بيديه منذ اليوم الأول لاحتلاله أرض ليس أرضه.

‏إن الحتمية التاريخية التي رأيناها بأم أعيننا وقد سبق أن حدثنا عنها التاريخ، هي أن كل مستعمر لأرض غير أرضه وشعب غير شعبه يختلف عنه بكل شيء مصيره الرحيل، ولا أدل على ذلك إلا استعمار المسلمين للأندلس الذي فاق ال ثمانية قرون وفي النهاية تم رفض ذلك الجسم الدخيل على العقل والعادات والتقاليد الغربية وهو جسم غريب لا يتصل به بأي صلة.

‏اليوم القضية الفلسطينية ملفها موجود في كل مجتمعات العالم الذي يتقلص على القيم الاستعمارية ويتوسع نحو القيم الإنسانية والحُرية والديمقراطية التي لايختلف عليها غير أصحاب الأنفس العنصرية الذين يمثلون اليمين المتطرف وهم والحمد الله بتناقص واضح بسبب أحداث غزة التي كشفت الكثير من الثغرات في جدار الحقيقة المغيبة طوال أو التي اخفوها قسرياً طوال العقود السبعين أوالثمانبن الماضية.

‏اليوم في ظل وجود هذه التقنية التي نقلت للعالم حقيقة ما يجري وجرى في فلسطين وغيرها أنهت -بشكل واضح- الكثير من القيم التي كانت سائدة منذ عصور ما قبل الحضارة البشرية وما أراه اليوم في جامعات الغرب والشرق ما هو إلا مقاومة ذلك التغييب القسري للحقيقة وتم رفض ذلك بكل الطرق والرسائل، لذلك لم تنطل الدعاية المضادة لفلسطين بأقناع شباب جامعات العالم بأن العنصرية والكراهية خيراً من الإنسانية والحُرية والديمقراطية وأن الإنسانية لايمكن أن تنتصر على العنصرية والكراهية وما حققه شباب جامعات الشرق والغرب هو إنتصار الإنسانية على الكراهية على طريق الحُرية والديمقراطية الطويل والشاق والمليئ بالأشواك التي يضعها اليمين المتطرف الكاره للحياة والحُرية والديمقراطية.

‏اليوم نرى وبكل وضوح بأن العالم انقسم لفسطاطين فسطاط جمعتهم الحُرية والديمقراطية والحقوق الإنسانية وفسطاط يمين متطرف بكل اشكاله وأنواعه شرقي وغربي جمعتهم الكراهية…

‏فأنت مع أي فسطاط؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button