فرضيات الاغتيال؟ وتحطم مروحية الرئيس الإيراني
أقامت إيران يوم الأربعاء 22/05/2024 مراسم تشييع رئيسها إبراهيم رئيسي الذي توفي يوم الأحد الماضي بسبب سقوط مروحيته التي كانت تحمله مع وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وعدد من مرافقيه في شمال غرب إيران، بمشاركة عشرات الآلاف من الإيرانيين. ورغم تأكيد السلطات الإيرانية أن سبب سقوط المروحية الرئاسية يعود إلى الظروف الجوية السيئة في المنطقة الجبلية الوعرة، فإن العديد من المراقبين لا يزالون يثيرن شكوكًا حول الرواية الرسمية الإيرانية. لماذا تتداول النظريات المؤامرة حول وفاة الرئيس الإيراني؟
لا يزال الغموض يلف قضية سقوط مروحية الرئيس الإيراني رغم إعلان السلطات الإيرانية عن تعرضها لـ”حادث” في منطقة جبلية وعرة في شمال غرب البلاد. إلا أن السلطات الإيرانية لم تفصح عن تفاصيل إضافية حول ما حصل واكتفت ببيانات مقتضبة، ما أدى إلى تزايد الفرضيات من قبل عدد من المراقبين الذين لا يستبعدون حصول عمل تخريبي طال المروحية.
آخر التطورات المتعلقة بسقوط المروحية
عمليات البحث عن موقع تحطم المروحية استغرقت ساعات عدة، حيث طلبت طهران المساعدة من دول ومنظمات خارجية كتركيا و الاتحاد الأوروبي.
وفقًا للتطورات الأخيرة، أعلن الجيش الإيراني عن فشل المسيرة التركية في تحديد موقع الحادث بدقة، حيث لم تكن مجهزة بمعدات “كشف ومراقبة النقاط تحت السحاب”، وبالتالي فشلت في إكمال مهمتها وعادت إلى تركيا في النهاية.
أكد: “المسيرة التركية كانت مجهزة بكاميرات استطلاع ليلية وحرارية، إلا أنها لم تتمكن من تحديد موقع سقوط مروحية الرئاسة الإيرانية تحت الغيوم بنظام الرصد”، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ البرية والطائرات الإيرانية المسيرة تمكنت في النهاية من تحديد موقع تحطم المروحية الرئاسية بدقة.
لكن أنقرة اعتبرت أن مسار “أكينجي” هو الذي ساعد في تحديد موقع الحطام. وأعلن وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو سابقاً أن المروحية التي كان على متنها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لم تكن مزودة بـ “نظام إشارات” أو تعطلت عندما حطمت.
لماذا تطرح فرضيات الاغتيال؟
قبل التطرق إلى القضية الرئيسية، يجب التذكير بأن فرضيات الاغتيال عادة ما تبرز عند تعرض رؤساء أو مسؤولين سياسيين وعسكريين لحوادث طائرات مشابهة. كان آخر هذه الحوادث تحطم طائرة القائد في مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، بعد مرور شهرين تقريبًا على محاولته التمرد ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأيضًا وفاة الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي عام 2010 نتيجة تحطم طائرته.
بالعودة إلى الشأن الإيراني، رجح بعض المحللين فرضية الاغتيال استنادا إلى روايتين أساسيتين، ولكن متناقضتين.
فاعتبر جزء من المراقبين أن ما حدث للرئيس الإيراني كان استهدافًا خارجيًا واشتبهوا في أن إسرائيل تقف وراء ذلك، بسبب التوترات في المنطقة بعد أحداث 7 أكتوبر، ورغبة الحكومة الإسرائيلية في الانتقام.
ويجدر بالذكر أن الرئيس كان في زيارة إلى الحدود بين إيران وأذربيجان للقاء نظيره الأذربيجاني. ونظرًا للعلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأذربيجان، رجح هؤلاء إمكانية تعرضه لخرق أمني خلال هذه الزيارة.
بينما اعتبر جزء آخر من المراقبين أن ما حدث للرئيس الإيراني ناتج عن خلافات داخلية في إيران بشأن خلفية الشخص الذي سيتولى منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بعد وفاة علي خامنئي. واتهموا ابن علي خامنئي، مجتبى، معتبرينه والرئيس المتوفى كانا منافسين قويين على هذا المنصب.
وأفادت وكالة رويترز نقلا عن مصادر إيرانية في 21 مايو 2024، بأن مجلس خبراء القيادة في إيران استبعد الرئيس المتوفى رئيسي من قائمة المرشحين لخلافة المرشد الأعلى بسبب تراجع شعبيته وإدارته السيئة للبلاد والظروف الاقتصادية السيئة.
وفسر البعض هذا القرار كرد فعل من طهران على الاتهامات التي طالت مجتبى خامنئي بعد وفاة الرئيس.
مراسم التشييع
بدأت يوم الثلاثاء مراسم جنازة الرئيس الراحل وأعضاء الوفد المرافق له، بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود في مدينة تبريز وفي قم.
من طهران، سيتم نقل الجثامين إلى محافظة خراسان الجنوبية قبل نقلها إلى مدينة مشهد مسقط رأس الرئيس في شمال شرق البلاد،