ما زال العدوان الصهيوني على غزة مستمرا، وما زال أهل الرباط في غزة يقاومون هذا المعتدي المحتل الغاشم بما استطاعوا من قوة، دفاعا عن المسجد الأقصى وعرض الأمة؛ التي أصيبت بالعجز، واجتمع قادتها العرب في البحرين منذ أيام ليضيفوا إلى تاريخهم مزيدا من صفحات كلمات القلق، دون تمعر يذكر للنفوس التي أزهقت والبيوت التي هدمت والأشجار التي اقتلعت والحيوانات التي أُهلكت.
وفي ظل استمرارية هذا العدوان لما يزيد عن السبعة شهور، فإن من بذل دمه وماله في أرض غزة ثابتا محتسبا ولم يفتر، نجد في مقابله في ديارنا من بذل ماله لإخوانه في غزة في بداية العدوان متحفزا، ولكنه أصابه الفتور حتى قصر في واجباته في بذل المال الذي لا يقتصر على الزكاة المفروضة، بل يمتد للصدقات نصرة لدين الله وولاء لأهل الإسلام والمدافعين عنه في غزة، وهذا يحتم تعزيز ثقافة الاقتصاد المقاوم لدى أمة الإسلام التي وصل عددها إلى نحو المليارين من البشر.
والاقتصاد المقاوم تتعدد النظرة إليه، فهناك من ينظر إليه على أنه من باب مقاومة العقوبات، وهناك من ينظر إليه على أنه اقتصاد للصمود، وهناك من ينظر إليه على أنه اقتصاد ترميمي للاقتصاديات الفاشلة، وهناك من ينظر إليه على أنه اقتصاد النهوض لكل دولة بعيدا عن التبعية والخروج من نفق آليات الاقتصاد الرأسمالي وأزماته، الاقتصاد المقاوم تتعدد النظرة إليه، فهناك من ينظر إليه على أنه من باب مقاومة العقوبات، وهناك من ينظر إليه على أنه اقتصاد للصمود، وهناك من ينظر إليه على أنه اقتصاد ترميمي للاقتصاديات الفاشلة، وهناك من ينظر إليه على أنه اقتصاد النهوض لكل دولة بعيدا عن التبعية والخروج من نفق آليات الاقتصاد الرأسمالي وأزماتهوالاقتصاد المقاوم كذلك يختلف من بلد لآخر ومن حالة لأخرى، فالاقتصاد المقاوم لحركات المقاومة يختلف عن دول الممانعة أو المقاومة القائمة، ومع ذلك فإن هناك خصائص جامعة لاقتصاد المقاومة حتى يؤتي ثمرته.
ومن هذه الخصائص أنه اقتصاد هادف، حيث يتمثل هدفه في الاعتماد على النفس والاستقلالية لغاية عظمى هي حفظ الدين والنفس والمقدسات والأرض بما يحقق الاستقلال والعمران. كما أنه اقتصاد ذاتي إنتاجي من خلال الاعتماد على سواعدنا ومواردنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء والسلاح والمعرفة والتكنولوجيا، وتعزيز عمل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة للرجال والنساء والاستفادة من التمويل الخيري في تحويل العاطلين إلى عاملين منتجين. كما أنه اقتصاد تعاوني قائم على التعاون بين الداخل والخارج شعوبا وحكومات، وكل مؤمن بالقضية التي نعيش لها ونموت من أجلها وهي قضية تحرير فلسطين. كما أنه اقتصاد مهاري قائم على الاستفادة من المهارات داخليا وخارجيا، وهو كذلك اقتصاد توعوي قائم على توعية الشعوب بعدالة القضية والمقاومة الاقتصادية من أجلها. وهو أيضا اقتصاد مستمر ذو نفس طويل، كما أنه اقتصاد قائم على الرقابة على الأسعار والأسواق بصورة تمنع الاستغلال وتحول دون تسرب أو شراء سلع الأعداء.
وفي إطار هذه الخصائص فإن الأمر يتطلب وضع وسائل لتحويل الاقتصاد المقاوم واقعا عمليا لنصرة إخواننا في غزة، سواء تعلق الأمر بوسائل معنوية أو مادية على أن يكون ذلك بصورة مؤسسية جامعة. ومن وسائل الاقتصاد المقاوم المعنوية نشر الوعي بقضية فلسطين صغارا وكبارا رجالا ونساء، ونشر الوعي بمكانة فلسطين في عقيدة المسلمين، فهي ليست أرضا فلسطينية تخص أهل فلسطين وحدهم فقط بل هي أرض إسلامية، فهي وقف إسلامي منذ فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا يجوز لكائن ما كان أن يتنازل عن شبر من أرضها.
من وسائل الاقتصاد المقاوم المعنوية نشر الوعي بالاحتلال الصهيوني وجرائمه المستمرة من قتل البشر والشجر والحجر، وكذلك التواصل مع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وكل إنسان يعرف معنى العدالة في العالم لنصرة القضية، وفي مقدمة ذلك الاستفادة من التغيير الحادث لصالح قضيتنا في الجامعات والمؤسسات والشعوب الغربية.
كما أن من وسائل الاقتصاد المقاوم المعنوية نشر الوعي بالاحتلال الصهيوني وجرائمه المستمرة من قتل البشر والشجر والحجر، وكذلك التواصل مع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وكل إنسان يعرف معنى العدالة في العالم لنصرة القضية، وفي مقدمة ذلك الاستفادة من التغيير الحادث لصالح قضيتنا في الجامعات والمؤسسات والشعوب الغربية.
كما أنه من الوسائل المعنوية للاقتصاد المقاوم وسيلة مهمة يجب أن تلازمنا في كل وقت وهي الدعاء المستمر لأهلنا في غزة بالنصر والتمكين، كما كان ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، فالدعاء له القدرة على حسم المعارك وتحقيق النصر والفتح المبين.
أما وسائل الاقتصاد المقاوم المادية فهي من خلال الجهاد الاقتصادي الإيجابي والسلبي، والجهاد الاقتصادي الإيجابي يتمثل في بذل المال لأهلنا في غزة باعتباره واجبا مفروضا وفرارا من التهلكة “وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ” (البقرة: 195)، فأهل الرباط في غزة يذودون عن الأمة الإسلامية جمعاء، وإذا كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم وديارهم برضا نفس في سبيل الله وقضيتنا وقضيتهم فلا أقل من بذل المال.
أما الجهاد الاقتصادي السلبي فيتمثل في مقاطعة سلع وخدمات الصهاينة ومن والاهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، مع اعتبار ذلك نمط حياة يوميا لا يعرف للفتور سبيلا ولا للنفس القصير موضعا، خاصة وأن هذه الوسيلة ثبتت فعاليتها خلال العدوان الحالي على غزة وهدمت شركات متصهينة فوق رؤوس مالكيها. ويبقى بعد ذلك للاقتصاد المقاوم وسائله وآلياته على أرض غزة خاصة وفلسطين عامة بعد اندحار الصهاينة وإنهاء عدوانهم على غزة.
المصدر – عربي21