مقالات ورأى

خليل العناني يكتب: ملاحظات أولية على بيان المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية

1. ما صدر هو بيان من المدّعي العام للمحكمة العام كريم خان يطالب فيه المحكمة بإصدار مذكرة اعتقال، وهذا الطلب قد يُقبل أو يُرفض من قضاة المحكمة البالغ عددهم 18 قاضيا ينتمون لعدة بلدان. وبالتالي فهو ليس حكم نهائي.

2. بيان خان لم يبدأ بتوجيه الاتهام للطرف الذي يشن حرب إبادة على الفلسطينيين وهو الاحتلال الإسرائيلي، وإنما بتوجيه الاتهام ثلاثة قادة من حركة حماس هم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف. والترتيب هنا ليس اعتباطاً وإنما للإشارة بأن ما تقوم به إسرائيل هو نتيجة لهجمات 7 أكتوبر وبالتالي يدخل ضمن مبدأ الدفاع عن النفس وهو ما أشار إليه الطلب لاحقاً. ويبدو تأخير ذكر الطرف الإسرائيلي في الطلب بعد حركة حماس أمراً مقصوداً من أجل تخفيف استرضاء وتخفيف الضغط الأميركي علي المحكمة.

3. البيان يوجه ثمانية اتهامات لقادة حركة حماس وهي (الإبادة باعتبارها جريمة ضد الإنسانية، والقتل العمد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأخذ الرهائن باعتباره جريمة حرب، والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، والتعذيب باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأفعال لاإنسانية أخرى باعتبارها جريمة ضد الإنسانية، والمعاملة القاسية باعتبارها جريمة حرب، والاعتداء على كرامة الشخص باعتباره جريمة حرب).

4. توجيه هذه التهم تم بناء على شهادات أدلى بها إسرائيليون ولا توجد عليه دلائل مستقلة. كما أن البيان يشير إلى أن بعض هذه الجرائم مستمرة حتى الآن. في حين أن تهم مثل العنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب لا توجد عليها دلائل سوى الادعاءات الإسرائيلية.

5. البيان يدين نتانياهو ووزير دفاعه غالانت بسبعة اتهامات وهي (تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب، وتعمد إحداث معاناة شديدة أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، والقتل العمد، وتعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين باعتباره جريمة حرب، والإبادة و/أو القتل العمد، والاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأفعال لاإنسانية أخرى باعتبارها جرائم ضد الإنسانية.)

6. لم يذكر البيان تهمة الإبادة الجماعية بشكل صريح وواضح ضد قادة الاحتلال كما فعل مع قادة حركة حماس في الاتهام الأول. 7. لم يذكر البيان جذور وأصل الصراع وسببه الأساسي وهو الاحتلال الإسرائيلي والحصار والفصل العنصري.

8. لم يوجه البيان اتهامات للقادة العسكريين والميدانيين الإسرائيليين مثل رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي المتورطين في جرائم حرب بالصوت والصورة واقتصر فقط على نتانياهو وغالانت.

9. طلب صدور مذكرة اعتقال يعد سابقة بالنسبة لإسرائيل ويزيد من عزلتها الدولية باعتبارها دولة منبوذة ولذلك هناك حالة من الغضب الشديد داخل إسرائيل. 10. طلب صدور مذكرة اعتقال هو سابقة لأحد أهم حلفاء أميركا ولذلك هناك حالة من الهيستريا الآن داخل الأوساط الأمريكية الرسمية. 11.إسرائيل ليست عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ولكن هذا لا يمنع من توجيه مذكرات اعتقال بحق مسؤوليها لأنها جاءت من طرف عضو يتعرض للاعتداء وهو فلسطين التي انضمت للمحكمة عام 2015.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى