ذاكرة التاريخ

من قنا إلى القاهرة: رحلة الشاعر الموهوب أمل دنقل شكلت مسار الأدب المصري

وتوفي في عام 1983 عن عمر يناهز 43 سنة. والده كان عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وقد أثرت تربيته في بيت علمي على شخصيته وقصائده.

وسُمي أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد في نفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة عالمية، وقد اختار اسم أمل تيمنًا بالنجاح الذي حققه ولأن اسم أمل شائع بين البنات في مصر.

أمل دنقل ورث موهبة الشعر من والده، الذي كان يكتب الشعر العمودي وكان لديه مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي.

وفقد والده وهو في العاشرة من عمره، مما أثر عليه كثيراً وأضاف لأشعاره لمسة من الحزن. وهذه التجربة ساهمت في تكوين اللبنة الأولى لأمل دنقل كأديب.

وأمل دنقل هو شاعر مصري درس في كلية الآداب في القاهرة بعد انتهاء دراسته الثانوية في قنا. عمل في عدة وظائف مختلفة قبل أن يتفرغ للكتابة.

وكان يستوحي قصائده من رموز التراث العربي بدلاً من التأثر بالميثولوجيا الغربية. وعاش في عصر العروبة والثورة المصرية وعبّر عن صدمته بانكسار مصر في حرب 1967 من خلال قصائده.

وكان موقفه من عملية السلام سببًا في اصطدامه مع السلطات المصرية. وعبّر عن حبه لمصر وصعيدها وناسها في قصائده حيث صدر له سبع مجموعات شعرية.

أمل دنقل كان شاعرًا مصريًا أصيب بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات. تتضح معاناته مع المرض في مجموعته “أوراق الغرفة 8″، وقد قضى في المعهد القومي للأورام ما يقارب الأربع سنوات.

وقصيدته “السرير” و”ضد من” تعبر عن آخر لحظاته ومعاناته. ولم يستطع المرض أن يوقفه عن الشعر، وتوفي أمل دنقل في 21 مايو 1983م

وكانت آخر لحظاته برفقة أصدقائه، الدكتور جابر عصفور والشاعر عبدالرحمن الأبنودي. صديقه منذ الطفولة وكان يرغب في أن يتم دفنه على نفقته الخاصة، ولكن أهله تكفلوا بتلك التكاليف

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى