رأى الدكتور أيمن نور أن ” اعلان وفاة إبراهيم رئيسي، رئيس إيران، وحسين أمير عبداللهيان، وزير خارجيتها، صباح اليوم يعد حدثًا يرسم ملامح مرحلة جديدة ودقيقة في تاريخ إيران الحديث”.
معتبراً أن “الرحيل المفاجئ والغامض يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الدولة التي طالما كانت محورًا للاحداث والتحولات الإقليمية والدولية”.
وقال عبر منصة “X” :” كان وجود الرئيس ابراهيم رئيسي السادتي ،(٦٤عاما)، يجعله أحد أبرز المرشحين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، المتقدم في العمر،
وتبرز الآن علامات استفهام ، حول الفراغ الذي قد يُخلفه رحيل رئيسي،ليس فقط في موقع رئاسة الجمهورية” .
اضاف:” رئيسي كان يعمل على تمتين مكانته داخل الأجنحة السياسية المختلفة في إيران، بل ، مما يعكس توجهاته نحو تقديم نفسه كشخصية قادرة على التفاوض والتواصل الفعال مع الأطراف الدولية والإقليمية.
رحيل رئيسي يفتح بابًا للتكهنات حول من سيتصدر المشهد السياسي الإيراني في الفترة القآدمه،في ظل صراع الأجنحة الداخلية. والسؤال الأكبر هو عن التداعيات الاستراتيجية لهذا الرحيل، ومن سيستفيد من هذه الحادثة الدرامية التي قد تغير مسار السياسة في إيران”.
تابع:” مع غياب رئيسي، تقف إيران على مفترق طرق قد يحدد مستقبلها لعقود قادمة. فهل ستواصل طهران سياسة التقارب الدبلوماسي التي بدأها رئيسي؟ أم أننا قد نشهد تحولًا نحو مزيد من الصراع؟ وكيف ستؤثر هذه الأحداث على الاستقرار في المنطقة؟ اسئله كثيرة والإجابات اقل عن هذه الأسئلة وهي رهينة بما ستكشفه الأيام القادمة، لكن الشيء الأكيد هو أن العيون كلها موجهة الآن نحو طهران، بانتظار ما ستُفرزه من تحولات قد تؤثر -ليس فقط على إيران – بل على النظام الإقليمي بأكمله، فما هي التغييرات الجيوسياسية المحتملة في ايران بعد اختفاء رئيسي؟”.
ونوه للدكتور أيمن نور الى أن ” التساؤل حول كيفية تأثير هذا الحدث الفارق على السياسة الخارجية الإيرانية أصبح بارزاً، فالسياسة الخارجية التي طالما تميزت بالذكاء و بالبراغماتيةالمحافظة والسعي لتعزيز المصالح والمبادئ معا ،في اطار الحفاظ علي النفوذ الإقليمي ،ومن خلال ما يمكن تسميته “تخادم” المصالح مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا”.
اضاف:” فإيران، التي نجحت في تثبيت أقدامها في أربع دول عربية على الأقل وتعزيز تعايشها مع قوى عظمى في ساحات متعددة كالعراق وسوريا ولبنان، قد تواجه تحديات جديدة قد تغير مجرى سياستها الخارجية. هذه التحديات تأتي في ظل توقعات بتغير الإدارة الأمريكية والتي بعودة الجمهوريين وترامب واليمين المحافظ، ولهم موقف وسياسة أكثر عدائية تجاه طهران”.
تابع:”ولا يمكننا في هذا الاتجاه تجاهل التوترات المتصاعدة في إسرائيل والعداء الشديد ضد إيران، و المحاولات الإسرائيلية لاستهداف القيادات الإيرانية في سوريا وغيرها وكذلك محاولات تقويض المشروع النووي الإيراني المستمره, وهو ما يؤكد ان الادارة الإيرانية الجديدة ستواجه مستقبل مليء بالتحديات الأمنية والسياسية.
وفي هذا السياق، يمكن أن تتجه إيران نحو تسريع برنامجها النووي كرد فعل استراتيجي لبناء قدرة ردع توازي القوى النووية الاسرائيلية المعادية”.
مشدداً أنه “وفي مواجهة هذه الضغوط، ستحتاج إيران إلى توظيف دبلوماسية متقنة ، وربما البحث عن حلفاء جدد ، وتعزيز العلاقات مع #الصين و روسيا، وكذلك مع دول أوروبية قد تكون مهتمة بالحفاظ على استقرار الاتفاق النووي.
كما ستحتاج الادارة الجديدة إلى موازنة بين تعزيز دفاعاتها ومحاولة تحسين صورتها الدولية لتجنب مزيدا من العزلة والمقاطعة والحصار”.
ورأى أن “المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لطهران، حيث يجب عليها التنقل بحذر بين: المطالب الدولية والتطلعات الإقليمية. بين المبادئ والمصالح ، بين الاستقرار الداخلي والقدرة على إدارة الأزمات الاقليمية ، فغياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيؤثر بشكل ملحوظ على السياسة الخارجية الإيرانية”.
معتبرا أن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي سيشهد تغييرا في مرحلة (ما بعد رئيسي) ، فإيران لاعبًا رئيسيًا ، من خلال دعمها لحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين. و غياب رئيسي قد يؤدي إلى فترة من الغموض في السياسات الإيرانية تجاه هذه الجماعات. وقد ينعكس سلبًا علي قدراتها،مما قد يؤثر على ديناميكيات الصراع في المنطقة، خاصة في ضوء الأحداث الجارية في غزة. فحرب غزة الحالية تعد مثالاً على كيفية تأثير الدعم الإيراني و في حالة تراجع أو تقلب هذا الدعم بسبب الغموض السياسي في إيران، قد تجد حماس نفسها في موقف صعب وقد تسعى إسرائيل لاستغلال هذا لتحقيق تسويات جائرة “.
وختم :” ستكون الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد كيف ستدير القيادة الإيرانية الجديدة هذه التحديات . داخليا وخارجيا. ونتمني أن تبقى ايران داعمه وسندا لقضيه فلسطين”
المصدر الاعلام المباشر