الكيان الصهيوني: لن تتغير الاستراتيجية الإيرانية في أعقاب رحيل رئيسي.
توقع خبراء إسرائيليون في الشؤون الإيرانية اليوم، الإثنين، أن الإستراتيجية الإيرانية لن تتغير في أعقاب وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بتحطم طائرة مروحية في منطقة نائية ذات تضاريس صعبة، أمس.
لكن يرى المحللون أن رحيل رئيسي قد يؤثر على المؤسسة السياسية في إيران وعلى صراع خلافة خامنئي في المستقبل. ومع ذلك، إذا كان أحد يأمل في أن تنتهي الحرب النازفة قريبًا بسقوط المروحية الغامضة، فإن هذا تقدير متفائل للغاية.
كما توقع الخبراء الاسرائيليون في الشؤون الإيرانية اليوم، الإثنين، أن الإستراتيجية الإيرانية لن تتغير في أعقاب مصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بتحطم طائرة مروحية في منطقة نائية ذات تضاريس صعبة، أمس.
ولفت الباحث في “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، د. راز تسيمت، إلى أن “الجمهورية الإسلامية جاهزة من الناحية القانونية والتنظيمية للتعامل مع رحيل رئيسي المفاجئ”، وفقا لمقاله في صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ورغم ذلك، اعتبر تسيمت أن رحيل رئيسي من شأنه أن “يهز المؤسسة السياسية في إيران، فورا وأيضا خلال الصراع على الخلافة في المستقبل”، إذ أن رئيسي هو أحد المرشحين البارزين لخلافة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي.
يشار إلى أنه كانت في إسرائيل مظاهر ابتهاج غير رسمية جرى التعبير عنها في وسائل إعلام، منذ الإعلان عن اختفاء المروحية التي أقلت رئيسي ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية رئيسي بأنه “الجلاد”، بسبب أحكام إعدام فُرضت على معارضي النظام أثناء توليه رئيسي منصب نائب المدعي العام في طهران، في العام 1988، وقمع الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد في أعقاب مقتل الناشطة الشابة مهسا أميني في العام 2022.
وأشار تسيمت إلى أن “كان لرئيسي تأثير كبير على سياسة إيران الخارجية، ومن المتوقع أن يكون لمصرع عبد اللهيان تأثير كبير أيضًا. فمع معرفته العميقة بالشرق الأوسط، وإتقانه للغة العربية، وكونه مقربًا جدًا من فيلق القدس في الحرس الثوري، جعل عبد اللهيان في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الحرب في غزة، مسؤولًا هامًا في قيادة المعركة السياسية الإيرانية”.
وأضاف أن “عبد اللهيان أدى دورًا مركزيًا في جهود إيران لتخفيف التوتر مع جيرانها العرب. وعلى الساحة الدولية، كان رئيسيًا في دفع النظام نحو سياسة ‘التوجه شرقًا’، التي تهدف في الأساس إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع روسيا والصين”.
ووفقاً للباحثة في الشؤون الإيرانية في جامعة حيفا، الدكتورة تمار عيلام غيندين، يُعتبر الرئيس في إيران جزءاً من الهيكل المؤسسي، وهو موظف بمرتبة عالية جداً، لكنه موظف بالنهاية. ومهامه كرئيس للسلطة التنفيذية معروفة، حيث يتولى تنفيذ سياسة الجمهورية الإسلامية التي يحددها خامنئي. وأشارت في مقالها بجريدة “يسرائيل هيوم” إلى أن الجمهورية الإسلامية فقدت في السنوات الأخيرة مسؤولين تأثيريين وهامين أكثر من الرؤساء، مثل الجنرال قاسم سليماني، الذي كان يُعتبر “الرجل رقم 2” بعد خامنئي، حتى وإن لم يُصف بهذا اللقب رسمياً.
من جهته، أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن “النجاح الاستراتيجي الذي حققته إيران والمنظمات الموالية لها في الحرب الحالية أحدث إحباطا كبيرا في إسرائيل”.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام الغربية نفت ضلوع إسرائيل في حادث تحطم المروحية، ولكن التلميحات كانت واضحة في إسرائيل، حيث لم يصدر نفي رسمي، معتبرا أنه من غير المرجح أن تقوم حكومة إسرائيلية بتلك الخطوة. ورغم ذلك، فإن الإسرائيليين لن يشعروا بالحزن لفقدان رئيسهم، الذي كان شريكًا في الصراع ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وأوضح أن الدعم الإيراني لحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله قد أسفر عن مقتل آلاف الإسرائيليين، بما في ذلك اليهود خارج إسرائيل. ولدى طهران علاقة مباشرة بكل ما حدث منذ المجزرة في 7 أكتوبر، حتى لو كان هجوم حماس غير متنسق مسبقًا.
وتوقع أن تكون التطورات في إيران مختلفة عن تلك من حولها. في سيناريو إيجابي، قد يجعل انشغال النظام الإيراني بنفسه يقلل من الضغط على حزب الله للحفاظ على جبهة نشطة ضد الجيش الإسرائيلي. ولكن إذا تمكنت مروحية من التحطم في إيران، فقد يؤدي ذلك إلى انتهاء الحرب قريبًا، مما يبدو تقديرًا متفائلًا للغاية.