مقالات ورأى

محمد المطر يكتب : الكويت بين طريقين”عندما تؤدي السمع والطاعة إلى النار”!

‏رسالة للأمير الشيخ مشعل الأحمد،،،

‏قرار الانقلاب على الحكم الدستوري له تكلفة عالية جداً على الأسرة والدولة، وذلك بسبب سوء سيرة ونتائج مثل هذه القرارات في تاريخ الدولة الحديثة.

‏عندما قام الشيخ جابر الأحمد – رحمه الله – “بالتخطيط” وتنفيذ الانقلاب على نظام الحكم في عام 1976 كان هدفه الأساسي “ترتيب” منصب ولاية العهد وإخراج الشيخ جابر العلي من معادلة الحكم وهذا ما حصل، لكن على الجانب الآخر كادت ان تنهار الدولة اقتصادياً واجتماعياً بسبب سوء ادارة ورقابة الدولة من قبل الأسرة منفردةً داخلياً، وعلى الصعيد الخارجي خسرت الكويت المزيد من أراضيها وثروتها النفطية.

‏وفي عام 1986 فترة الانقلاب الثاني (بتشجيع إقليمي) تسببت سياسة (الحكم) – المنفردة أيضا – بضرب النسيج الاجتماعي باستهداف ابناء الطائفة الشيعية إبان الحرب العراقية- الإيرانية مما أضعف النسيج الاجتماعي، وخارجياً بسبب سوء الإدارة والتعامل مع التحديات والتهديدات الإقليمية زالت الدولة والحكم، ولم يستطع الشيخ جابر الأحمد تجاوز أزمة “الحرج” السياسي وسوء التدبير والتقدير التي لازمته إلى ان توفاه الله ولعل منظر الشيخ وتوتره في مؤتمر جدة خير دليل.

‏الشيخ مشعل، بالرغم ان رؤوس الأسرة في فترة “الانقلابين” كانوا شباباً وأقوياء – وهذا غير متوفر في عهدكم – فشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة الدولة منفردين، ولعل هذا هو قدر الأسرة منذ تأسيس الدولة أن تدير شؤون البلد “بالمشورة” مع العقلاء وليس مع الرويبضة.

‏نعم (أغلب) أعضاء المجلس والنخب السياسية لا تستحق أن تتصدر المشهد السياسي أو حتى أن تشارك فيه بسبب تدخل أطراف الصراع في الأسرة في تدمير المشهد السياسي الشعبي لتصفية صراعاتهم مع بعضهم البعض، ولكن لا يكون الحل بالانقلاب بل بالإصلاح وفق خطة واضحة المعالم وغل ايدي ابناءكم من التدخل في اختيار الشعب من خلال الانتخابات.

‏خطابكم يوم أمس تمنيت أن يحمل خطةً أو رؤيةً أو مشروعاً أو هدفاً إصلاحياً ولكن مع الأسف لم يكن شيء من ذلك، بل على العكس تماماً جاء متضمناً تهديداً وتصعيداً بتمزيق المجتمع الكويتي، مما يزيده إضطراباً وهنا الخطر.

‏كان من الأولى في حالة الاضطراب الإقليمي وحالة “الغربلة” الدولية السعي إلى بث روح الوحدة الوطنية بين جميع أفراد الشعب وفئاته والحرص الشديد على التمسك بالإجماع على الأسرة والحكم وضبط التوازنات السياسية في الداخل والخارج والابتعاد عن لغة التصعيد تماماً، وليس العكس والملاحظ في الآونة الأخيرة ان هناك ضياعاً واضحاً لبوصلة السياسة الكويتية وإدارة الحكم على الصعيد الخارجي والداخلي.

‏الشيخ مشعل، نحن امام مسارين اما باستحضار الماضي المشؤوم والقفز بالدولة إلى المجهول – والله أعلم ماذا سيكون شكل هذا المجهول والذي أعتقد بأنه سيكون أشد من الثاني من أغسطس – أو بالعودة للدستور والحكم الرشيد وإصلاح المشهد ووقف الفوضى من خلال القنوات التشاورية الشعبية الدستورية.

‏والله يستر،،،

محمد المطر

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى