تقارير

نكبة ثانية يعيشها الفلسطينيون في ذكرى نكبتهم الأولى..فما الذى تغير؟

يعيش الشعب الفلسطيني نكبة ثانية بالتزامن مع الذكرى 76 لنكبته الأولى وطرده من أرضة التاريخية، فما زال التاريخ يعيد نفسه، وقد أخذ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منحى متأزم وكارثة إنسانية تتفاقهم يوما بعد يوم  على أهل غزة وما يحدث لهم من إبادة جماعية على يد جنود الاحتلال مثل إبادة النكبة الأولى على يد عصابات الصهاينة في ظل صمت عربي ودولي معتاد.

نكبة جديدة تضاف لنكبات قديمة مُنيت بها فلسطين، لتأتي الذكرى كل عام تذكر العالم بظلم ضارب بجذوره في عمق التاريخ بحق الشعب الفلسطيني لم يحاول أحد استئصاله، غير ما نراه من وقفات تضامنية رمزية تحيى الذكرى وتصرخ بصوت عال لربما سمع قادة العالم المشاركون في تلك المعاناة التى يعيشها الفلسطينيون، لعل ضمائرهم تستيقظ ويغيثوا ما تبقى من إنسانية غمرتها أمواج الظلم.

 نكبة هنا واستقلال هناك

يأتي يوم 15 مايو/ أيار من كل عام كشاهد على نكبة فلسطين، لكن على الصعيد الآخر يعتبر المحتل الإسرائيلي هذا اليوم هو يوم الاستقلال، فقد احتفلت إسرائيل هذا العام بيوم استقلالها وإعلان قيام الدولة، بعد انتهاء الانتداب البريطاني، في 14 مايو/أيار، يحتفلون بيوم الاستقلال في خضم حرب طاحنة تخوضها إسرائيل في قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من 35 ألف فلسطيني، وكأن التاريخ أبى إلا أن يحتفلوا وأيديهم مخضبة بدم الفلسطنيين الأبرياء.

خرج رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى مدينة رفح في ذكرى ما يدعونه استقلال وقال لجنوده : إن ذكرى هذا العام كانت لها دلالة خاصة، وأقول لكم أيها الجنود إن إحياءه هنا مؤثر جداً. دولة إسرائيل تحتفل وتحيي اليوم عيد استقلالها، بينما أنتم تصنعون الاستقلال، ولا ندري أى استقلال هذا الذي يحتفلون به؟ استقلال واهم على أنقاض حرية شعب وحقه التاريخي والجغرافي في كل شبر بأرضه.

تظاهرات في ذكرى النكبة

انطلقت تظاهرات طلابية وشعبية في كل مكان تخليدا لذكرى النكبة وإحياءها في الذاكرة قبل القلوب، وما زاد من قوة رمزيتها أنها تتزامن مع تظاهرات أخرى في أغلب دول الغرب تضامنا مع غزة وما يحدث لها، في بولندا استغلّ نشطاء بولنديون الذكرى، لتقديم التماس على مستوى البلاد يطالبون فيه الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي بسبب الحرب في غزة. إذ أصبحت الاحتجاجات ضد الحرب حدثاً منتظماً في بولندا منذ بداية هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وخرجت مظاهرات في فرنسا وهولندا، وأخرى في ألمانيا، ودول أوروبية أخرى، منددة باستمرار الحرب على غزة.

وأحيت شبكة أبان في استراليا والمعروفة بدعمها القضية الفلسطينية ذكرى “النكبة”، وخرجت في مظاهرات منددة للحرب الإسرائيلية على غزة وطالبت الحكومة الأسترالية بالعمل على إنهاء “التطهير العرقي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني”.وخرج طلاب جامعة ملبورن الأسترالية باحتجاجات تضامنية مع غزة. واستولى المتظاهرون على إحدى القاعات وأطلقوا عليها اسم “قاعة محمود” تخليداً لذكرى محمود الناعوق – الذي قُتل على يد القوات الإسرائيلية في غزة. بحسب ما نشرت بي بي سي.

المقاومة حتى العودة

ما زال حق العودة لا يبرح عقول الفلسطينيين وإن طال أمد التهجير، يقول المهجر الفلسطيني طارق جودة والذي عمل مترجما فترة لعدة وفود أجنبية داخل قطاع غزة، أنا من مدينة أسدود في الداخل الفلسطيني، وقد أخرجونا من ديارنا قبل أن نهاجر إلى كندا، وصرح جودة في تصريحات خاصة لـ”موقع أخبار الغد” إن ذكرى النكبة عالقة في أذهاننا ونربي أبناءنا على الرغبة في حق العودة وطننا التاريخي فلسطين، وقد أحيا كل المغتربين والمهجرين الذكرى الـ76 للـ”نكبة الفلسطينية”، عبر سلسلة من الوقفات والأنشطة الوطنية والتراثية في كندا وغيرها من دول أوروبا، في رسالة إلى العالم أجمع أننا لن نسى ولن نتنازل وسوف نعود وإن متنا سيكمل أبناءنا مسيرة حق العودة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى