“لن ننساك أيها المفتي الشهيد حسن خالد” عبارة لن ننساها ايضاً وقد حملها في يافطته المئات من شباب بيروت وقد انطلقوا من امام جمعية شبيبة الهدى في الطريق الجديدة وعلى رأسهم المناضل الإنساني مأمون مكحل باتجاه المكان الذي استشهد فيه المفتي الشهيد حسن خالد في محلة عائشة بكار حيث كنا نقيم احتفالاً بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشيخ حسن خالد في 16 أيار 1989 .
لم يكن المفتي الشهيد ملك جماعة أو طائفة أو منطقة في لبنان بقدر ما كان رمزاً لوحدة لبنان وعروبته واستقلاله وعنواناً للدفاع عن الكرامة والحرية والعدالة وبشكل خاص عن فلسطين التي كان أبناء مخيماتها في لبنان كثيراَ ما يلجأون الى دار الفتوى لرفع المظالم التي يتعرضون لها.
وأن أنسى لأ أنسى المفتي الشهيد خلال الحرب على لبنان والحصار في بيروت يوم أنتقل من منزله في عرمون ليقيم في بيروت مساهماً في ملحمة الدفاع عنها جنباً الى جنب مع الوطنيين اللبنانيين والمقاومين الفلسطينيين ورجال الجيش العربي السوري والمتطوعين العرب من عراقيين ويمنيين ومغاربة .
كان المفتي الشهيد في كل لقاءاته الخاصة والعامة ، وفي كل خطب الجمعة، والتصريحات الإعلامية داعية للصمود والمقاومة بوجه العدوان، كما بوجه أثار العدوان، كما تجلى دوره في خطبة العيد في الملعب البلدي في ربيع عام 1983، والتي اعتبرها كثيرون إشارة صريحة بوجه المشروع الصهيوني وتداعياته الداخلية في لبنان.
لقد اعتبر كثيرون ان خطبة العيد عام 1983، ومواقف سماحة المفتي الشهيد، ضد الهيمنة الفئوية وممارسات المليشيات سبباً من أسباب اغتياله، التي يكتشف اللبنانيون والفلسطينيون والعرب جميعاً كم كانت خسارتهم باستشهاد المفتي حسن خالد كبيرة وكم جرى منذ اغتياله قبل 35 عاماً كثيراً من اغتيال القيم والمُثل والمبادئ التي كان يجسّدها المفتي الشهيد باغتياله .
وكم كنت أتمنى ان يكون المفتي الشهيد اليوم بيننا ليعيش مع أبناء أمته العربية والإسلامية احزان أهلنا في غزة وفلسطين وجنوب لبنان من جراء المجازر والاعتداءات الصهيونية وكم هي افراح الفلسطينيين كبيرة واعتزازاهم هائلاً بما يرونه من بطولات في غزة والضفة والقدس وجنوب لبنان وفي أكناف فلسطين.