مصر

ياسر محجوب الحسين يكتب : الأحزاب ومحاذير الأجندات الخارجية

شهدت الساحة السودانية المفعمة بأثقال الحرب وتداعياتها،

حراكا سياسيا كبيرا يصب في إطار دعم الجيش الوطني في مواجهة مليشيا الدعم السريع المتمردة على الوطن بشعبه ومقوماته التاريخية والحضارية،

بيد أن ذلك الحراك اتخذ منصة خارجية الأمر الذي قلل من مردوده السياسي لصالح هزيمة التمرد وعودة الأمن والاستقرار لربوع البلاد وعودة ملايين السودانيين،

ما بين لاجئ في الخارج ونازح في الداخل، وكذلك عودة العافية للاقتصاد الذي وقفت عجلته تماما وبلغ الجنيه السوداني دركا من الانخفاض أمام الدولار لم يبلغه من قبل في تاريخه.

وقعت الأسبوع الماضي 55 كتلة وقوى سياسية ومدنية ومجتمعية سودانية مساندة للجيش السوداني ميثاقا في القاهرة لحل الأزمة والتأسيس لمرحلة انتقالية والدعوة إلى آلية دولية وإقليمية لحل الأزمة وفي ذلك استسلام للدول الخارجية وتدويل بيدي لا بيد عمرو.

وبخصوص الفترة الانتقالية تحدثت هذه القوى عن شراكة عسكرية مدنية في مجلس السيادة ومع أنها أقرت حكومة وحدة وطنية من كفاءات سياسية ومهنية من دون محاصصات حزبية،

إلا أن شراكتها في مجلس السيادة التي تحدثت عنها تعترضها تحديات عملية ومفاهيمية، إذ إن اختيار 3 أشخاص أعضاء في مجلس السيادة من بين 55 كتلة يشكل بيئة ملائمة لشيطان التفاصيل،

فضلا عن أنه كان من المأمول أن تترك أي شراكة للمدنيين في أي مستوى من مستويات الحكم في الفترة الانتقالية جانبا لتحدد الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية أوزان القوى السياسية دون استعجال أو تكالب على كراسي السلطة أيا كان مستواها،

سيما وأن من بين هذه القوى حركات ما زالت تحمل السلاح ولم يتم دمجها في الجيش كما نصت الاتفاقيات الموقعة معها، مما يعني أنها لم تتحول بعد إلى مكونات سياسية مدنية تتساوى مع القوى الأخرى التي لا تحمل السلاح.

لقد كان التساؤل المُلح في ذهن السودانيين الذين لم تعد ثقتهم في الأحزاب على ما يرام، هو ما عيب التشاور والاجتماع في حضن الوطن،

سيما وأن الموضوع هو الوطن وقضاياه المُلحة؟. والمدهش أن هذه القوى على وفاق مع الحكومة وتدعم الجيش في حربه ضد المليشيا، فما الذي منع عقد هذا الاجتماع أو المؤتمر في الداخل؟.

ولطالما كان هذا المؤتمر قد انعقد في الخارج فيحق لكل سوداني وطني أن يسأل عن تمويله، ومن موّله وما مصلحة الممول؟. وهل انعقاده في الخارج يعني أنه بمعزل عن التأثير الخارجي المرتبط بأجندة الآخر؟.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى