تحل الذكرى السابعة والسبعون لـ”النكبة”، في الخامس عشر من مايو 2024، نكبة نشأة الكيان الصهيوني في الخامس عشر من مايو عام 1948،
على حساب الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية العربية، نكبة نشأة الكيان العنصري مهددًا الأمن القومي العربي والمصري.ستة وسبعون عامًا من المقاومة الباسلة الصامدة للشعب الفلسطينى ضد الكيان الصهيونى المحتل العنصرى.
ستة وسبعون عاما ما بين العدالة الدولية الغائبة، والضمير العالمي الصامت، والدعم والمساندة من الدول الاستعمارية الرأسمالية الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية،
لهذا الكيان المجرم، والكيل بمكيالين تجاه المجازر والمذابح، والانتهاكات، والاعتداءات اليومية،
لحكومة وجنود الاحتلال، في حق الشعب الفلسطيني، من مذبحة دير ياسين لمذبحة صابر وشاتيلا لمذبحة جنين ومذابح قانا، للعدوان الوحشي المستمر على غزة وعلى مدن الضفة الغربية،
واستمرار هجوم المستوطنين المتوحشين على أصحاب الأرض الفلسطينيين لقتلهم وتدمير بيوتهم وحرق ممتلكاتهم.
ستة وسبعون عاما من محاولة تهويد القدس، وتهويد المدن الفلسطينية، والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى
تجيء الذكرى المشؤومة هذا العام، بعد وصم الكيان المحتل بالعنصرية،
وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية، الصادر في أوائل فبراير 2022 والذي أشار إلى أن معاملة السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين، ترقى إلى نظام الفصل العنصري.
ويعرف نظام الفصل العنصري بأنه جريمة ضد الإنسانية، تتميز بارتكاب أفعال لا إنسانية مثل القتل غير المشروع والتعذيب والنقل القسري والتي تلتزم بالإبقاء على نظام مؤسسي،
قوامه الاضطهاد المنهجي، والسيطرة المنهجية من جانب جماعة عرقية واحدة، إزاء جماعة عرقية أخرى…
تجىء ذكرى النكبة بعد عملية المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى”، فى السابع من أكتوبر 2023، ردا على التصعيد غير المسبوق من الحكومة اليمينية المتطرفة تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل،
تلك العملية التى ألحقت خسائر جمة بالكيان، وكشفت عن ضعفه عسكريا واستخباراتيا وإعلاميا.
ولقد كشف طوفان الأقصى زيفا ما تتشدق به الدول الاستعمارية الكبرى من التمسك بحقوق الإنسان والديمقراطية، حيث ساندت الكيان المجرم في اعتدائه على غزة وعلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وشاركت معه بإرسال السلاح والأموال،
وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وزد على ذلك، استخدام أمريكا حق الفيتو في مجلس الأمن، لإيقاف أي قرار يدين الكيان المجرم ويطالب بوقف إطلاق النار فورا.
تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو بل وتقول ب “الفم الملياني”،
دون خجل من حق الكيان المعتدى الدفاع عن نفسه!!
بعد كل جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التى ارتكبها الكيان العنصرى بحق الشعب الفلسطينى، من تدمير للبنية التحتية وقتل ما يقرب من 35 ألف شهيد 70% منهم من النساء والأطفال وإصابة أكثر من 77 ألفًا، واعتقال أكثر من عشرة آلاف من الفلسطينيين وتعذيبهم،
وقتل الصحفيين والأطباء وعمال وموظفى الإغاثة، وإلقاء 77 ألف طن منس المتفجرات على الشعب الفلسطينى بما يوازى خمسة قنابل ذرية، بالإضافة إلى قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)،
من عدد من الدول إثر اتهام الكيان الصهيونى (زورًا وكذبًا) للوكالة بأن فيها أفرادًا شاركوا فى العمليات الإرهابية، ما أدى إلى حرمان (620) ألف طالب وطالبة فى قطاع غزة من التعليم وفقًا لوزارة التعليم الفلسطينية.
كما كشف طوفان الأقصى عن عجز حكام الدول العربية وتخاذلهم عن مساندة الشعب الفلسطينى (الدول التى هرولت للتطبيع مع الكيان ووقعت ما يسمى باتفاقات إبراهام)،
بل وتواطؤ ومشاركة بعض الدول فى حصار وتجويع الشعب الفلسطينى، وذلك بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية ومد يد “السلام” إلى الكيان الغادر.
تجىء ذكرى النكبة بعد دخول العدوان الصهيونى على غزة الشهر الثامن وارتكابه حرب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقى، والحصار والتجويع والتهجير القسرى،
وسط انتفاضة كل شعوب العالم ضد الكيان ومطالبتهم بوقف الحرب فورًا، وتحرير فلسطين،
ودخول المساعدات الإنسانية، ووقف الإبادة الجماعية، بجانب تحرك العديد من الدول بتقديم مسئولى الكيان إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم البشعة بحق الشعب الفلسطينى.
تجيء ذكرى النكبة مع صمود الشعب الفلسطينى البطل وإصراره على البقاء على أرضه والدفاع عن الأرض حتى الشهادة، رافعًا شعار “إما النصر وإما الشهادة”، حالفًا اليمين بعدم الرحيل عن أرضه،
مسطرًا بدمائه أروع ملاحم المقاومة والعزة والكرامة، مرددًا أنشودة (وعهد الله مانرحل وعهد الله نموت نجوع ولا نرحل إحنا قطعة من هالأرض وعمر الأرض ما بترحل).
تجىء الذكرى والعدو الصهيونى فى تصعيد مستمر لحربه باجتياح رفح بالقرب من الحدود المصرية، مهددًا أكثر من مليون و400 ألف فلسطينى وفلسطينية بالقتل، والتهجير القسرى،
بل وواصل الدخول واحتلال معبر رفح، وممر فلادلفيا، وقام بتمشيط حدودنا المصرية، مخترقًا “اتفاقية السلام” كامب ديفيد و”اتفاقية فلادلفيا” الخاصة بمعبر رفح، مما أغضب الشعب المصرى والقوى الوطنية والسياسية المصرية التى طالبت بالرد على العدو بقطع كل العلاقات، وإلغاء كل الاتفاقيات معه.
فى الذكرى السادسة والسبعين لإنشاء الكيان الصهيونى وزرعه فى غير أرضه، نؤكد أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومى مصرى وعربى،
ونؤكد على مطالبنا ومطالب الشعوب العربية وكل الشعوب الحرة الأبية.
ونؤكد الوقف الفورى للعدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى ودخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، ورفض الإبادة الجماعية، والتطهير العرقى، والتهجير القسرى،
ومحاكمة مجرمى الحرب الصهاينة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبوها بحق الشعب الفلسطينى.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال والخزى والعار للمتواطئين والمشاركين فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.