تُستأنف الأربعاء في العاصمة المصرية المفاوضات حول الهدنة في غزة “بحضور كافة الأطراف”، حسبما أورد الإعلام مصري.
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقرّبة من السلطات المصرية عن مصدر رفيع لم تسمه قوله إن “استئناف مفاوضات الهدنة اليوم في القاهرة بحضور كافة الأطراف”، في وقت تستضيف مصر وفوداً تمثّل كلاً من طرفي الحرب حركة حماس وإسرائيل، إضافة الى قطر والولايات المتحدة اللتين تشاركان مع مصر في جهود الوساطة لوقف الحرب.
في موازاة ذلك، قالت روسيا الأربعاء إنها لا ترى آفاقا بعد لتسوية سلمية في قطاع غزة أو في الشرق الأوسط بشكل عام، وأن عملية إسرائيل في رفح تصعد الصراع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الصراع تسبب بـ “كارثة إنسانية”.
معبر كرم أبو سالم
وأعلنت اسرائيل الأربعاء إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح أربعة جنود.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان مشترك مع “كوغات” (وحدة تنسيق أعمال الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية والتي تشرف على ادخال المساعدات)، “تصل الشاحنات القادمة من مصر بالفعل إلى المعبر”، مشيراً إلى أنها “تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والأدوية والمعدات الطبية التي تبرع بها المجتمع الدولي”.
وكثّف الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، غاراته الجوية على مناطق متفرقة في غزة، غداة سيطرته على معبر رفح الاستراتيجي مع مصر، الدولة التي تستضيف محادثات “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” يلتزم بموجبه الطرفان هدنة ويتبادلان رهائن وأسرى.
منع الإبادة
من جهتها، دعت قطر المجتمع الدولي الأربعاء إلى التحرك لمنع وقوع “إبادة جماعية” في رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر وتهديدها بهجوم أوسع.
ودعت قطر في بيان لوزارة الخارجية إلى “تحرك دولي يحول دون اجتياح المدينة وارتكاب جريمة إبادة جماعية”.
وحذرت وزارة الخارجية القطرية من “أن إجبار المدنيين على النزوح القسري من المدينة التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة، يمثل انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية ومن شانه أن يضاعف الأزمة الانسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر”.
تعليق شحنات أسلحة
إلى ذلك، قلل الجيش الإسرائيلي الأربعاء من تعليق الإدارة الأميركية لشحنة أسلحة في أعقاب العملية على مدينة رفح، وقال إن البلدين الحليفين يحلان أي خلافات “خلف الأبواب المغلقة”.
وفي مؤتمر صحافي استضافته صحيفة “يديعوت أحرنوت” مع دخول الحرب في غزة شهرها الثامن، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وصل “على حد اعتقادي إلى مستوى غير مسبوق”.
وكان مسؤول أميركي، أعلن أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة علقت، الأسبوع الماضي، إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعدما فشلت تل أبيب في معالجة “مخاوف” واشنطن إزاء خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمكتظة بالنازحين.
وقال المسؤول البارز في إدارة الرئيس جو بايدن لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” طالباً عدم نشر اسمه، “لقد علّقنا الأسبوع الماضي إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كيلوغرامات)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كيلوغراماً)”.
وأضاف “لم نتخذ قراراً نهائياً في شأن كيفية المضي قدماً في هذه الشحنة”.
واتخذت إدارة بايدن هذا القرار عندما بدا لها أن إسرائيل على وشك أن تشن عملية برية كبيرة في رفح، وهو أمر تعارضه واشنطن بشدة.
وقال المسؤول الأميركي، إن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين ناقشوا البدائل لكن “تلك المناقشات متواصلة ولم تعالج مخاوفنا بالكامل”. وأضاف “عندما بدا أن القادة الإسرائيليين يقتربون من نقطة اتخاذ قرار في شأن مثل هكذا عملية، بدأنا بمراجعة متأنية لعمليات نقل أسلحة معينة إلى إسرائيل يمكن استخدامها في رفح. لقد بدأ ذلك في أبريل (نيسان)”.
وأوضح أن واشنطن “تركز بشكل خاص” على القنابل الأثقل التي تزن الواحدة منها ألفي رطل “والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق حضرية مزدحمة كما رأينا في أنحاء أخرى من غزة”.