من قلب غزة.. صانع دمى يكتب “قصص النازحين” بالعلب المعدنية
في أحد أزقة قطاع غزة، يعمل مهدي كريرة بجد واجتهاد في صغير مشغله المتواضع.
الأيام تمر كالجمود، والحياة تبدو متعبة ومتشابكة بالظروف الصعبة.
لكن وسط هذا البؤس والحرمان، يتلألأ قلب كريرة بالأمل والإبداع.
يجلس كريرة أمام طاولة صغيرة مليئة بالعبوات المعدنية القديمة، تلك العبوات التي يتخلص منها الناس بسهولة، لكنها تمثل له كنزًا قيمًا.
بين يديه، يتحوَّل الصلب البارد إلى لُعب تنبض بالحياة، دمى متحركة تروي قصص الصمود والأمل في وجوه الأطفال النازحين.
تأتي الليالي وتمضي، ومهدي لا يتوقف عن خلق البهجة والأمل في عالم مليء بالظلام.
يتعلق على جدران مشغله دمى تعلو أجسادها وجوه تعبيرية تنقل براءة وأحلام الطفولة.
يستخدم خيوطًا رفيعة لتحريك أطرافها، فتبدو كأنها تروي حكايات الشجاعة والإصرار.
مهما اشتدت الحروب من حوله، ومهما ازدادت صعوبة الحياة،
يظل كريرة ملتصقًا بإيمانه بالفن والإبداع كوسيلة لنقل الأمل والسعادة إلى قلوب الآخرين.
يجلب للأطفال النازحين لحظات من النسيان والابتسامة، في عالم يغلفه اليأس والمعاناة.
في كل دمية يبتكرها، يضع قطرات من الحب والأمل،
ينسج من خيوطها لحنًا جميلًا يروي قصة الإرادة والصمود في وجه الصعاب.
وبينما يتأرجح صوته ويدندن أثناء عمله، ينير قلبه شعلة صغيرة من الأمل،
تنعكس على وجوه الأطفال الذين يجدون في دمى كريرة لحظات من السلام والسعادة في عالم تعتريه الحروب والمآسي.