التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2024: التهديدات تتزايد ضد العمل الصحفي
تواجه حرية الصحافة على الصعيد العالمي تهديدات من السلطات السياسية التي يُفترَض أن تكون هي الجهة المعنية بصونها وضمانها. ففي نسخة 2024 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي أعدّته مراسلون بلا حدود، تراجَع المؤشر السياسي أكثر من أي من المؤشرات الخمسة التي تقوم عليها منهجية تقييم البلدان، حيث انخفض 7.6 نقاط.
أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” المؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2024، ويقيم المؤشر حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً. وبناء على نتائج المؤشر صنفت 36 دولة ضمن فئة “خطير جدًا” و “صعب” في 49 دولة، “إشكالي” في 50 دولة، و“جيد” أو “جيد نوعًا ما” في 45 دولة.
وتعد منظمة مراسلون بلا حدود منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية هدفها المعلن هو حماية الحق في حرية المعلومات. ويستخدم المؤشر 5 مقاييس جديدة لتقييم حرية الصحافة وتشمل: السياق السياسي والإطار القانوني والسياق الاقتصادي، والسياق الاجتماعي، والثقافي والسلامة. ويتم تقييم هذه المؤشرات على أساس الإحصاء الكمي للانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، وتحليل نوعي يعتمد على ردود مئات الخبراء في حرية الصحافة الذين اختارتهم منظمة مراسلون بلا حدود (بما في ذلك الصحفيين والأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان) لأكثر من 100 سؤال.
وذكر التقرير بأن هذا العام على المستوى الدولي يتميز بغياب واضح للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لفرض مبادئ حماية الصحفيين، وخاصة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222. وقد اتسمت الحرب في غزة بعدد قياسي من الأحداث. من الانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام منذ أكتوبر 2023.
ووفقًا لمؤشر حرية الصحافة لعام 2024، تحتل الأراضي الفلسطينية المرتبة 157 من بين 180 دولة ومنطقة شملها الاستطلاع في المؤشر العالمي لحرية الصحافة لعام 2024، لكنها تأتي ضمن الدول العشر الأخيرة فيما يتعلق بأمن الصحفيين.
عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري على غزة بعد الهجمات التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بقي العديد من الصحفيين المحليين هناك، وخاطروا بحياتهم من أجل رواية قصص شعبهم. وبعد أكثر من 200 يوم من القتال، حول القصف الإسرائيلي الأحياء إلى أنقاض. لقد تمزقت الأسر بسبب الوفيات والنزوح القسري؛ ويلوح خطر المجاعة. وفي الوقت نفسه، لا يزال 129 من أصل 250 رهينة اختطفتهم حماس من إسرائيل محتجزين في القطاع، ويُعتقد أن 33 منهم على الأقل ماتوا.
أصبح المراسلون الفلسطينيون المحاصرون في القطاع إلى جانب زملائهم من سكان غزة، عيون وآذان أولئك الذين يعانون في ظل الحرب. ومع عدم قدرة وسائل الإعلام الأجنبية على الدخول إلى حد كبير، فإن صورهم ولقطاتهم وتقاريرهم، التي يتم جمعها في كثير من الأحيان تحت مخاطر شخصية كبيرة، هي التي أظهرت للعالم ما يحدث.
قُتل ما لا يقل عن 97 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ أكتوبر/ تشرين الأول – 92 منهم فلسطينيين – وفقاً للجنة حماية الصحفيين. وهذا يجعلها الفترة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ عام 1992، عندما بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع البيانات. وقال صحفيون في غزة لشبكة CNN إن وفاة زملائهم تطاردهم، حيث يقومون بالموازنة بين العمل العاطفي المتمثل في تغطية الحرب ومحاولة حماية أسرهم.