منظمة أطباء بلا حدود تحذّر: غزة تواجه خطر التحول إلى مقبرة جماعية بسبب الحصار الشديد

دعت منظمة “أطباء بلا حدود”، اليوم الأربعاء، إلى رفع الحصار الإسرائيلي فورًا عن قطاع غزة، مؤكدةً أن الأوضاع الإنسانية والطبية هناك تتفاقم بشكل غير مسبوق، وأن رائحة الموت باتت تفوح في كل مكان نتيجة الهجمات المتواصلة على المدنيين والعاملين الإنسانيين والطبيين.
تشير المنظمة إلى أن المخزون الاستراتيجي من الغذاء والوقود والأدوية قد نفد تقريبًا بسبب الحصار الشامل منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، ما يهدّد بوقف العمليات الطبية الحيوية نتيجة اعتماد المستشفيات على المولدات الكهربائية. وأوضحت أن تجاهل القوات الإسرائيلية الصارخ لسلامة العاملين في المجالين الطبي والإنساني يضاعف خطر وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق، لا سيّما في ظل استمرار القصف العشوائي والتدمير الواسع.
وتؤكد “أطباء بلا حدود” أن ما يحدث في غزة منذ استئناف قوات الاحتلال هجومها وحصارها في 18 آذار/مارس 2025 لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع سابقًا، إذ تم استهداف الآلاف من السكّان الفلسطينيين وقتل أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، فضلًا عن تشريد مئات الآلاف في ظل ظروف قاسية وغياب شبه تام للمقومات الأساسية للحياة. وتشير المنظمة إلى دعم دولي وأمريكي أوروبي لإسرائيل في حربها الحالية التي خلّفت حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين.
وترى المنظمة في هذه الهجمات المتواصلة انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما أحكامه المتعلقة بحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة الطبية. كما تعتبر أن الواقع الميداني يعبّر عن سياسة تطهير عرقي وتهجير قسري للسكان، ويهدد بوقوع كارثة إنسانية أشد فتكًا.
“إن ما نشهده اليوم هو القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري”، بهذه الكلمات وصفت منظمة “أطباء بلا حدود” ممارسات الاحتلال في القطاع، مضيفةً: “رائحة الموت تفوح في كل مكان، ما يؤكد تحول غزة إلى مقبرة جماعية.”
“نقص الوقود في مختلف مناطق غزة سيؤدي إلى توقف الأنشطة الطبية بشكل حتمي، بسبب اعتماد المستشفيات على المولدات الكهربائية.”