تأجير الأرحام هل له مخاطر وهل هو حلال أم حرام
أثار مسلسل صلة رحم، الذي كتبه محمد هشام وأخرجه تامر نادي وشارك فيه إياد نصار وأسماء أبي اليزيد ويسرا اللوزي، جدلاً كبيراً بين الجمهور خلال شهر رمضان، حيث تناول قضية تأجير الأرحام، وتدور أحداث المسلسل حول زوجين يتعرضان لحادث سير يؤدي إلى استئصال رحم الزوجة.
وأوضح أحمد شكري، استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم والحقن المجهري ومدرس في كلية الطب جامعة الإسكندرية، أن تأجير الرحم يعتبر أحد أساليب التلقيح الصناعي، حيث يتم أخذ نطفة من الزوج وبويضة من الأم البيولوجية، ويتم تلقيحهما في أنبوب اختبار طبي، ثم يتم زرعهما في رحم الأم المستأجرة، سواء كان ذلك بالتبرع أو بمقابل مادي.
وأضاف شكري أن تأجير الرحم يعد خياراً يتم اتخاذه من قبل النساء لعدة أسباب، بما في ذلك وجود مشاكل في الرحم أو غيابه تماما سواء بسبب خلل خلقي أو استئصال سابق.
وأشار شكري إلى المخاطر التي يمكن أن تواجه الأم المستأجرة، حيث تشمل المخاطر الطبية ضغط الحمل ومرض السكري وغيرها، بالإضافة إلى المخاطر النفسية التي يمكن أن تصيب الأم التي يتم في رحمها نمو الجنين وتطوره وتبديله.
وأكد شكري أن جينات الأم المستأجرة لا تتداخل مع جينات الطفل، حيث تتكون جينات الطفل فقط من الأب والأم البيولوجيين اللذين شاركا في تكوينه، وأشار إلى أن عمليات تأجير الأرحام غير مسموح بها في مصر ولكنها منتشرة في الدول الغربية.
وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، علي سؤال حول حكم تأجير الرحم خلال بث مباشر علي صفحة دار الإفتاء المصرية علي موقع “فيسبوك”، قائلاً: “هذا لا يجوز شرعاً”، وأوضح أن تأجير الرحم يشمل أخذ بويضة من إمرأة تتمتع بقدرة علي الإنجاب، ولكنها تعاني من مشاكل في الرحم، بناء علي ذلك، يتم أخذ بويضة منها ونطفة من الزوج ووضعهما فى رحم إمرأة أخرى، وهذا يعتبر حراماً.
وصدر قرار رقم 1 لمجمع البحوث الإسلامية في مصر في جلسته التي عقدت في 29 مارس 2001م يؤكد أن تأجير الرحم غير مشروع في الإسلام.
وبالإضافة إلي ذلك، أكد القس جرجس القمص، كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس في الإسكندرية، أن تأجيرالرحم مرفوض في المسيحية.
ومن جانبها، أوضحت أشجان البخاري، المحامية بالنقض وعضو لجنة المرأة باتحاد المحامين، خلال لقائها مع دينا رامز وأيه شعيب ببرنامج أنا وهو وهي المذاع على قناة صدى البلد أن أطفال الأنابيب هي عملية تشمل إجراءات التلقيح وإعادة الأجنة في رحم الأم، ولكن تأجير الأرحام هي عملية تشمل أخذ البويضة من الأم وتلقيحها بالحيوانات المنوية ثم وضعها في رحم إمرأة أخرى.
وأضافت أشجان أنه لا يوجد قانون يجرم تأجير الأرحام، وناشدت الدولة بضرورة التحرك ضد هذه القضية الإجرامية.
وأشارت أشجان إلي أن القانون يتدخل فقط عند وجود شكوي من الطرف الثالث، ويتعامل مع هذه الجريمة تحت مسمي الإعتداء ع الجسم، وبالتالي يجب وضع قوانين وقواعد التي تجرم هذه العمليات.
وبالتالي، يمكن الإستنتاج أن هناك تباين في الآراء والمواقف بشأن قضية تأجير الأرحام، حيث يعتبره الدين ممارسة غير مشروعة من الناحية الشرعية والأخلاقية، في حين يري الطب أنها تقنية مساعدة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل صحية تمنعهن من الحمل بشكل طبيعي، ويظهر أيضاً أهمية وضع قوانين وقواعد منظمة تنظم هذه العمليات وتحمي حقوق جميع الأطراف المعنية، مع مراعاة الاعتبارات الشرعية والأخلاقية المتعلقة بهذا الموضوع.