مقالات ورأى

أنور الرشيد يكتب: ‏انتفاضة الطلبة وتغير التاريخ

‏كان ولا زال لطلبة الجامعات في كل مراحل التاريخ السبق بتغيره.

‏استمعت يوم أمس للممثل الأمريكي هاريسون فورد في كلمة مقتضبة له قال

“لنفسح الطريق لشباب اليوم” وغادر، فقط بهذه الجملة اختصر ذلك الإنسان المشهد الذي يصنعه أجيال اليوم والغد

والمستقبل بمواقفهم ورأيهم وتضحياتهم،

هذا الموقف عندما أسقطته على واقعنا شعرت بمرارتي تعصر نفسها وقلبي ملئه الحزن على واقعنا اللاإنساني الذي ما

أن يصل ذلك السياسي لمنصبه إلا وتراه يسحق كلا من حوله لكي لايناقسوه على ذلك المنصب ويتمسك به حتى رمقه

الأخير والغريب بتلك الجينات أنه يطالب بتداول السلطة وهو يرفض ترك السلطة.

‏اليوم الغرب رغم انكشاف زيف حكوماته التي تدعي بالديمقراطية والحُرية وأيضا زيف ادعاء الأنظمة التي تناهض الديمقراطية والحُرية،

هذين الشكلين من الأنظمة هما نفس السياسي الذي يطالب الحُرية للشعوب وهو يرفض ترك الكرسي ويتسلطون على رقاب الشعوب

بحجة المحافظة على حُرية الشعوب ومحاربة الشرق والغرب من أجل الشعوب ويرددون دائماً وأبداً بأنهم يعملون من

أجل الشعوب وعندما ينتفض طلبتهم للمطالبة بالحُرية والديمقراطية يتم قمعهم بكل وحشية كما شاهدنا ذلك على الهواء مباشرة

ناهيكم عن اتهامهم بالعمالة للخارج وتهم تقويض نظام الحكم وزجهم بالسجون ولا تحدثني عن المحاكمات العادلة

هذا أن كان ذلك الشاب أو الشابة محظوظين بتلقي محاكمة عادلة إن لم يختفوا كفص ملح بأسيد ليختفوا من الوجود

حتى عظامهم لا تبقى لذويهم ومحبينهم وتهم معلبة وجاهزة لكل من يطالب بالحُرية والديمقراطية.

‏انتفاضة طلبة الجامعات الغربية لم تكشف زيف أنظمة الغرب وإنهيار مصداقيتها فقط وإنما كشفت حتى الأنظمة التي

كانت ولا زالت وعبر التاريخ بعداء دائم مع الغرب بتبادل مصالح وضحت في انتفاضة طلبة الجامعات الغربية (بالكويتي

أنت سميني بوكاكو ونحن نسميك بونانو)

والضائع بينهم هم الشعوب لامن حُرية ولامن ديمقراطية، لذلك تحية عظيمة لطلبة الغرب والشرق الذين يصنعون لنا

تاريخاً أتمنى بأنه يكون تاريخاً خالياً من أنظمة لم تجن منهم البشرية غير كوارث أخروها عن الركب الحضاري البشري

سواء كانت أنظمة غربية أو شرقية التي جميعها تعمل لمصالحها وليس مصالح شعوبها والدليل انتفاضة شعوبها عليهم،

فأنتفاضة شباب الجامعات الأمريكية لايختلفو عن انتفاضة مهسا أميني.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى